"داعش" تحارب بنخبة قواتها في كوباني

"داعش" تحارب بنخبة قواتها في كوباني

23 أكتوبر 2014
+ الخط -

يبدو أن الغوص في مستنقع مدينة عين العرب - كوباني كان خطة أعدّ لها أحد أطراف داعش من حيث لم يدرٍ، حيث زجّت داعش بأقوى ما لديها من قوات النخبة في حربها على المدينة.

وأفادت مصادر بأن داعش جلبت نخبة من القوات التي شاركت في هجماتها على مطار الطبقة العسكري ومطار الرقة، بالإضافة إلى أنهم شاركوا في هجماتهم على الجيش العراقي في الموصل، وجمعوا هذه القوات قرب كوباني، وذلك في مدينة جرابلس وتل أبيض، وتم تجهيزهم بكل العتاد والمعدات العسكرية، ليتم كشف المدينة عن قرب، ومن جميع المحاور، من داخلها وخارجها، والوقوف حتى على بنية ونفسية تحمل أهل المدينة، كما تمت دراسة تأثير الجو والتضاريس في حال الهجوم على المدينة.
 
وعلى أساس هذه المعطيات، أخذت داعش في حسبانها، أن الاشتباكات لن تدوم طويلاً، وستكون معارك الشوارع هي الفاصل التي سيتم الانقضاض فيها على القوات الكردية، باستخدامهم الأسلحة الثقيلة وقصفها بالدبابات والمدفعية، والقصف المكثف بقذائف الهاون، ومن ثم التوغل من الجبهات الغربية والشرقية والجنوبية، وتضييق الخناق على القوات الكردية بشكل محكم، إضافة لإغلاق أو توقيف معبر مرشد بينار الحدودي؛ مما يؤول في هذه الحالة إما إلى تصفيتهم أو أسرهم. وفي حال لو قاومت الوحدات الكردية، وحالت أمام داعش من الدخول، والتوغل إلى وسط المدينة، سيتم الهجوم عليهم من جبهات مختلفة وبشكل مكثف أيضاً بالانتحاريين والسيارات المفخخة، يرافقها قصف عنيف وتوغل إلى وسط المدينة، ومن ثم الاشتباك عن قرب، حتى لو اضطروا، أحياناً، وحسب خططتهم أن تكون على بعد مئات الأمتار.
 
لكن يبدو أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، على الأغلب، حيث يتراءى لنا أن من يقود جبهات القتال من طرف الوحدات الكردية كان على علم بما يجري وراء الكواليس، فلم يقم باستنزاف قوته وقواته من العناصر المحاربين والمقاتلين، وأمرهم بالانسحاب تدريجياً إلى داخل مدينة كوباني، بعدما أمر قواته بإجلاء المواطنين من القرى، بناءً على مخطط آخر كان قد أعدّه لعناصر داعش، المدججين بأحدث الأسلحة وأقواها.
 
بطبيعة الحال، قد تكون حرب الشوارع أسهل لمواجهة مثل هذه العناصر، كون الحركة والمناورة والاقتحام وتكبيد عناصر التنظيم مستهدفة بشكل أسهل، لمعرفة مقاتلي الوحدات الكردية للمنطقة والأزقة والأحياء مسبقاً، وبشكل جيد. وهذا من أسباب فشل ما خططت له عناصر داعش التي تكبدت قتلى كثيرين في هذه الحرب.

وعلى الرغم من حدة الاشتباكات، وكل محاولات داعش، إلا أنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في التقدم ومن ثم السيطرة على المدينة. وأصبحت ملاحم مقاتلي الوحدات الكردية الشغل الشاغل للعالم والمجتمع الدولي وللصحافة ووكالات الأنباء العالمية، حيث كُسِرتْ شوكة داعش وهيبتها وعنجهيتها على أعتاب مدينة كوباني.

كوباني تحولت إلى رمز للصمود وقلعة للتصدي لأقوى منظمة إرهابية في العالم.

avata
avata
بروسك حسن (سورية)
بروسك حسن (سورية)