ما حقيقة الظروف؟

ما حقيقة الظروف؟

20 سبتمبر 2014
+ الخط -

"الظروف" كلمة تتردد كثيراً على ألسنتنا نحن بني البشر، فهل هي حقيقية؟ وهل هي، بكل معانيها، تتحكم فينا نحن البشر؟ هل الظروف تستطيع أن تغير أحوالنا وحياتنا بوجه عام وخاص، أيضاً؟ هل نحن من نصنعها أم هي تصنعنا؟ وهل تستطيع أن تبني رجلاً ذا شخصية وقوة وعقل وتحمُّل؟

بعضهم يلوم الظروف، وهناك من يتقبلها، وينتظر أن تتغير، ولا يفعل شيئاً سوى الانتظار، وهناك من يقبل مسؤولية تغيير تلك الظروف، وهناك من يقول إنه ضحية للظروف، وهناك من يخلق ظروفاً تلائمه.

إن قضية إدراك الأولويات، وحسن قراءة الظروف وتحديد الإمكانات، تعد من أهم الأمور التي يجب التنبه لها. نعم، إذا أدركنا أولوياتنا وحددنا إمكاناتنا ضمن قراءة جيدة للظروف، نستطيع، بعد ذلك، الانتهاء من تلك الظروف للأبد.

لكن، هناك مواقف في الحياة لا يجب أن تكون فيها إلا قوياً، هي ما تُظهر مدى قوتك وتحملك. أحياناً، تقع لنا أحداث غير طيبة، لكنها، في الحقيقة، تعلمنا كيف نقف في مواجهة تلك الظروف ومحاربتها، وتفسح أمامنا المجال، لتأتي الأحداث الطيبة. لكن، إن رفضنا مواجهة الظروف لن نستطيع إحداث أي تغيير.

يمكن للظروف، من وجهة نظر أخرى، أن تكون إظهار حقيقة مَنْ معنا ومن ضدنا، وما هي معادنهم، فبعضهم يخيب فيهم الظن، وآخرون أجمل بكثير مما كنا نظن. يقول جورج برنارد شو: "دائما يلوم الناس الظروف، لكني لا أؤمن بالظروف، الناجحون في هذه الدنيا أناس يقومون في الصباح، ويبحثون عن ظروف مواتيه، وإذا لم يجدوها صنعوها".

avata
avata
محمد حسن خليفة (الإمارات)
محمد حسن خليفة (الإمارات)