ما المطلوب من اليمن والمنطقة؟

في صباح ذلك اليوم، سيطر الحوثيون على صنعاء، وفي مساء اليوم نفسه، وُقِّع معهم على اتفاقية سلام، استثنوا التوقيع على شقها الأمني، ثمّ أتت، في اليوم التالي، إشارة من اجتماع وزيري الخارجية السعودي والإيراني في نيويورك على رضى السعودية التام عما حدث في خاصرتها الضعيفة، وقد دشنا، حسب تصريحهما، عقب اللقاء، عهداً جديداً من العلاقات المشتركة. لم تطل الأيام حتى وقّع الحوثيون على الشق الأمني من تلك التسوية، والذي ينص على نزع السلاح من الميليشيات كافة، وحصره بيد الدولة فقط، إلا أنّها لا تزال، وربما ستبقى، حبراً على ورق، لتكتمل بذلك فصول سقوط العاصمة العربية الرابعة بأيدي ملالي طهران. لكن، هذه المرة بمباركة ألد أعدائها، لا ريب أن سقوطها المسرحي ذاك لم يكن بين يوم وليلة، وإنّما سبق ميعاده بشهور.

استدعى عبث الحوثيين بعاصمة اليمن، بطريقة أقل ما توصف بأنها احتلال همجي، انطلاق الدعوات الجهادية ضدّهم من عدة جهات، على رأسها تنظيم القاعدة، وقد يستغل الجميع اسمها لمواجهتهم، وفعلاً نُفّذت عدة عمليات ضدهم، وهنا يمسي ضرورياً أن نسأل، هل كان سقوط العراق بيد إيران رغبة أميركية لا تقهر، أم خطأ تاريخيا إقليميا يستدعي ندماً كثيراً وتبعات عديدة؟

لا تضع أنظمة عربية كثيرة إسرائيل على قائمة أعدائها، بل، على العكس، تربط، على الدوام، كل تلك الأنظمة استمرار وجودها باستمرار وجود إسرائيل، وبما تقدمه من خدمات، للحفاظ على أمنها وأمن حدودها. والأمثلة على ذلك لا تحصى، وكذلك، من الزاوية نفسها، يجب النظر إلى ما يقوم به الحوثيون من تمدد تدميري في اليمن.