مآلات الوحدة الفلسطينيّة

مآلات الوحدة الفلسطينيّة

01 سبتمبر 2014
+ الخط -


ما أن انتهى العدوان على غزة، حتى بدأت المناكفات والتصريحات والمقالات المختلفة من القوى الفلسطينية الناقدة بعضها لبعض. ومن الملاحظ أن القوى الرئيسية التي احتفلت بالنصر، هي حركتا حماس والجهاد الإسلامي، ولم تُلحظ أي مشاركة من السلطة، أو مشاركة أي من مسؤوليها في هذه الاحتفالات، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هناك قوى تعتبر نفسها انتصرت، وهناك قوى أخرى تفكر على عكس ذلك، وتعتبر ما حصل مغامرة غير محسوبة، كما يسميها بعضهم، ولكن، يجب الأخذ بالاعتبار أن حماس ليست مَن بدأ هذه الحرب.

حتى فصائل المقاومة اختلفت لمَن تقدم الشكر، وكل طرف قدم الشكر إلى دولة أخرى، ومن هنا، يتضح أن القوى الفلسطينية ما زالت مرتهنة للدول التي ترتاح إليها والداعمة لها، وهذا يدل على أن المواقف الفلسطينية التي توحدت في أثناء العدوان الإسرائيلي قد يصيب الوحدة بينها شرخ، إن استمر هذا الفارق الشاسع بين أولويات كل طرف.
 
أمام الفلسطينيين مشوار طويل على الصعيد الداخلي، ولن يكون من السهل التئام الجراح بعد سنوات الانقسام والشرخ الذي أفرزه هذا الانقسام على الساحة الفلسطينية، وهنا يطرح سؤال، ما هي التوجهات التي ستعتمدها القيادة الفلسطينية بعد العدوان؟ وخصوصاً أن هناك برنامجين، الكفاح المسلح والمفاوضات، ومن غير المعروف هل ستوافق حماس والفصائل المقاومة الأخرى على نهح المفاوضات والتنسيق الأمني مع العدو الصهيوني الذي تمثله السلطة الفلسطينية، أم ستبقى على مواقفها المعارضة لهذه المفاوضات غير المجدية، ومن غير المستبعد أن تزداد حركة حماس، ومعها حركات المقاومة الأخرى، عناداً وتصلباً في مواقفها بعد هذه الحرب التي تعتبر أنها انتصرت فيها، ولذلك، هي غير مضطرة للتنازل عن مواقفها وعن مقاومتها.

الوضع الفلسطيني معقد جداً، ولأسباب متعددة، أولها الخلاف الداخلي بشأن اتفاقية أوسلو وتبعاتها، وهنا يظهر العامل الإسرائيلي الذي يضغط باتجاه عدم تحقيق أي وحدة فلسطينية. وما زالت إسرائيل تخيّر محمود عباس بين حماس وبينها، وتسعى إسرائيل إلى أن تتسلّم السلطة الفلسطينية المعابر وقطاع غزة، لأن إسرائيل تعتقد أن السلطة قادرة على تحقيق الأمن لها، إن تسلمت قطاع غزة، وهذا الأمر سيلاقي معارضة من حركات المقاومة، خصوصاً إن استمرت السلطة بالتنسيق الأمني مع الاحتلال، لأن هذه المسألة تمسّ بسلاح المقاومة وأمنها.

ولكن، هل ستبقى السلطة الفلسطينية تنّفذ اتفاقيات أوسلو، خصوصاً في الشق الأمني؟

بدون شك، سترفض إسرائيل كل قرار يُلزمها بالانسحاب من الأراضي المحتلة، وستضع المسائل الأمنية على رأس أولوياتها، غير عابئة بإنهاء الصراع. ومن هنا، على القوى الفلسطينية وضع استراتيجية مستقبلية لمواجهة دولة الاحتلال، من خلال وحدة حقيقية لمجابهة مشاريعها ومخططاتها التي تهدف إلى شطب الحق والوجود الفلسطيني.

avata
avata
إبراهيم الشيخ (فلسطين)
إبراهيم الشيخ (فلسطين)