سيدي الرئيس: اتركنا نموت بهدوء

سيدي الرئيس: اتركنا نموت بهدوء

23 يوليو 2014
+ الخط -

سيّدي فخامة الرئيس: هذه رسالة صادقة من مواطن ثائر.

السيد رئيس دولة فلسطين، مثلما أطلقوا عليك، مع أننا ننتظر ترجمة هذه الحقيقة، منذ أكثر من ستين عاماً. ننتظر رئيساً ودولةً، وما زلنا قيد الانتظار.
سيدي الرئيس: فلسطين لا تحتاج لرئيس، بل تحتاج لثائر، تحتاج لقائد. ستكون أفضل ما يكون رئيساً لبلد آخر، كالنرويج أو السويد، أو حتى جزر المالديف. ولكن، ليس هنا، ليس لفلسطين. إنها، سيدي الرئيس، فلسطين الثورة والثوار. ما سمعناه منك، يا سيادة الرئيس، مراراً وتكراراً، كان يمكن أن نقبله ونتقبله، بل حتى كنا سنفرح به، لو كنا مواطنين في بلد آخر. ولكن كفلسطينيين، اسمح لنا أن نبلغك بأننا لا يمكن أن نقبل كلامك إلى يوم الدين.

سيادة الرئيس:
أما آن لك أن ترتاح بعد تلك السنين. جربنا طريقتك في الحياة والسياسة، ولكن، للأسف طريقتك فشلت ولم تنجح. تحملنا الكثير والكثير، ونحن ننتظر الأمل الذي طالما وعدتنا به، حياه كريمة وحرية وتحرراً. ولكن، المحتل والعالم حولنا لم يسمحوا لنا بذلك، وقد قالها الصهاينة سابقاً، إن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت، فهم، يا سيادة الرئيس، لا يعرفوننا أحياء، ولا يريدوننا في الحياة.
حاولت غزة أن تجرب الحياة، ولكنك تركتها تموت، وهي، الآن، ترسم الحياة بموتها. تعلمنا في مدارسكم يا سيدي الرئيس، أن "المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين"، ولكنك، سيدي، لُدغت آلاف المرات، وما زلت تلدغ ولم تتعلم. تعلمنا، أيضاً، أن في الاتحاد قوة، ولكنك كنت تفرق بيننا وبين أهلنا دوماً.
سيدي الرئيس:
نحن ثورة وثوار، ومكانك لم يكن يوماً بيننا، لكنك حاولت، ويكفيك شرف المحاولة، فنرجوك اتركنا نحن وثورتنا وشأننا، فمكانك ليس بين الثوار. فرّقت أكثر مما جمعت، قلت أكثر مما فعلت، سافرت أكثر مما جلست معنا، لقد أتعبت أكثر مما أرحت.
 في النهاية، وبقلم حزين أقولها لك:
فخامة الرئيس: اتركنا وارحل، اتركنا نموت بهدوء، مكانك ليس هنا، مكانك ليس بين الثوار، ولا تنسى أن تأخذ معك من يريد الحياة تحت الاحتلال، ويمكن أن أكون أحدهم، فالوقت يغير الثوار.

avata
avata
محمد العطار (فلسطين)
محمد العطار (فلسطين)