الدول العربية وما يحدث في القدس

الدول العربية وما يحدث في القدس

27 نوفمبر 2014
+ الخط -

تتعرض مدينة القدس وأهلها لشتى أنواع الاضطهاد على يد الكيان الإسرائيلي، وأدواته الأمنية ومستوطنيه، كمصادرة بيوت العرب، وإصدار القوانين العنصرية بحقهم، وإقامة جدر الفصل العنصرية، وإنشاء مزيد من الحفريات أسفل المسجد الأقصى لهدمه، إضافة إلى منع المسلمين من حقهم في العبادة فيه، في مقابل السماح لغلاة المستوطنين من الدخول إلى الأقصى في أي وقت، وليس انتهاءً بالاعتداء على المرابطين داخله.
القدس مدينة إسلامية وعربية وليست فلسطينية فقط، ترزخ تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ 1967. لم تعمل ولا عاصمة عربية أو إسلامية، منذ ذلك التاريخ، على تحريرها، ليس هذا فحسب، بل وقّعت معظم دول الطوق على اتفاقيات سلام مع هذا الكيان المحتل.
مع حدوث أي مجزرة أو انتهاك بحق الفلسطينيين، كانت دول العالمين الإسلامي والعربي تصدر بيانات الشجب والاستنكار والتهديد والوعيد لـ"إسرائيل". لكن، مع مرور السنين شُطبت لغة الوعيد والتهديد من خطاباتهم، وسقطت دول جديدة في شبكة التطبيع مع عدوهم الأول، وإن بمسميات تجارية أو سياحية أو حتى أمنية.
ومع حدوث ثورات في بعض الدول العربية في الأعوام الثلاثة الماضية، استبشر الفلسطينيون خيراً بأن ذلك سيغير شيئاً ما في موازين القوى، واللغة تجاه الكيان الإسرائيلي. لكن، سرعان ما تحول الربيع إلى خريف، وعادت هذه الدول إلى عهدها السابق، في العيش بسلام، جنباً إلى جنب، مع عدو العرب.
الواقع العربي، الآن، وإن استثنينا منه بعض الدول، يدفع الفلسطيني إلى خوض معركته وحيداً بلا قيادة، وبلا عمق عربي، فمن رأى النساء المقدسيات تنتهك أعراضهن، ولم يحرك ساكناً، ولا حتى تكلف عناء كتابة نص ركيك، يدين بعبارات هوائية ما حدث، لا يمكن أن يكون أميناً على قضية العرب المركزية التي كانت يوماً ما توحد الدول العربية الأعداء.
مع وصول الانحدار العربي إلى هذا الحد، لم نستغرب إدانات بعض الدول العربية لعملية أبناء العم أبو جمل البطولية، ولا حتى إدانات الرئيس الفلسطيني الممدد لنفسه، محمود عباس، للعملية البطولية.
من ينسق أمنياً مع إسرائيل لحماية المستوطنين واضطهاد المقاومين ليس أميناً، ومن يفرض  حصاراً جائراً على قرابة مليوني فلسطيني في غزة ليس بالشقيق العربي الأكبر. وأغرب ما في الأمر أن يُحرم من يرفع شارة رابعة في مكة من حج بيت الله الحرام، وأن لا تغضبهم صور المقدسيات وهن يتعرضن للتنكيل على يد شرطة الاحتلال على أبواب المسجد الأقصى، في مقابل السماح لمستوطنات باقتحام الأقصى بملابس شبه عارية، والتقاط صور داخل الحرم في انتهاك صارخ لحرمته.. ألم يستفزكم هذا؟

1131B84A-1188-4AC4-8819-0B4332254A22
1131B84A-1188-4AC4-8819-0B4332254A22
أحمد الدلو (فلسطين)
أحمد الدلو (فلسطين)