امسح دموعك يا خليل

امسح دموعك يا خليل

28 يناير 2015
+ الخط -
لا يمكن أن تفسر حادثة ضرب الطفل اللاجئ السوري (خليل) في إسطنبول، بحسب ما جاء في صحيفة "ملييت" التركية، والذي كان يقتات من بقايا الطعام في مطعم "بيرغر كنج" ليسدّ جوعه، بمعزل تام عن بطش وجبروت الأسد في تشريد الشعب العربي السوري، وخلق أمة لاجئة منه.
خليل، الذي سالت دماؤه على يد مدير المطعم غليظ القلب، الذي نزعت منه الرحمة والشفقة انتزاعا، لم يبلغ بعد الحادية عشر من عمره، وقد أضواه الجوع وأنهكه، ولم يجد ما يسد به رمقه، وقادته قدماه النحيلتان إلى "بيرغر كنج" فلم يجد غير اللكمات والضربات.
القصة على ندرتها، وعلى الرغم من المبررات، التي يمكن أن تساق في ثناياها عن مالك المطعم، أو الضيافة التي وفرها الأتراك للسوريين، تترك في النفس أثراً بالغ السوء، يصعب نسيانه، وواقعاً أليماً، لا يمحى بسهولة، وخصوصاً منظر الدماء، التي تسيل من خليل، وكأنه لص محترف.
وفي وقتٍ كانت فيه سورية قبل خمسة أعوام تمثل ثاني أكبر بلد يستضيف لاجئين في العالم. بات السوريون، الآن، على وشك أن يحلوا محل الأفغان، كأكبر عدد من اللاجئين في العالم، نتيجة فرارهم من صراعٍ، تتمزق فيه الجثث، بفعل البراميل المتفجرة التي يقذفها بهم طيارو الأسد المخلصون، ويعاني فيه جيل من الأطفال نفسياً ومعنوياً.
منذ أن فارق الطفل خليل مدينته حلب مع ذويه، بعدما تهاوت الصواريخ من كل صوب، وفتك بهم البارود والغازات السامة، كان عليهم أن يقطعوا رحلة طويلة، وأن يستفيد منهم المجرمون، وأن تتجمد أطرافهم من العواصف الثلجية، حتى يصلوا إلى مخيمات في دول الجوار، مثل مخيم الزعتري شمالي الأردن، أو المخيمات اللبنانية، أو التركية.
خليل كغيره من اللاجئين، يقع واجبه على كل الدول العربية في القيام باستضافتهم، وفتح الحدود أمامهم.
avata
avata
درية خالد (السودان)
درية خالد (السودان)