اعتصام اللاجئين السوريين باليونان مستمر

اعتصام اللاجئين السوريين باليونان مستمر

25 نوفمبر 2014
اللاجئون يتوافدون على العاصمة للمشاركة في الاعتصام (العربي الجديد)
+ الخط -
يدخل اعتصام السوريين العالقين في اليونان أسبوعه الثاني، في ساحة "سانتيكما" أمام مبنى البرلمان اليوناني بالعاصمة أثينا، للمطالبة بإيجاد حل لأزمة اللاجئين السوريين في اليونان وتسوية أوضاعهم.

ويشرح أحد المنظمين للاعتصام، يدعى سامي مصطفى، لـ"العربي الجديد": "لن نفضّ هذا الاعتصام إلى حين إيجاد حل لمشكلة اللاجئين السوريين، وتسوية أوضاعهم، فإما أن يمنحوا جوازات عبور إلى باقي دول أوربا، أو يتم التنسيق مع السفارات لفتح باب اللجوء بشكل رسمي، أو يتم منحهم إقامات في اليونان تحفظ حقوقهم وكرامتهم، أما أن يبقوا في اليونان عالقين دون حل فتلك أزمة حقيقية، لاسيما أن أغلب المتواجدين من السوريين هنا من النساء والأطفال".

ويؤكد سامي أن "الحكومة اليونانية تتبع معنا أسلوب الترهيب والترغيب لفض الاعتصام، حيث التقى وفدٌ من الحكومة اليونانية مع بعض المعتصمين، وعرضوا عليهم تسوية أوضاعهم بشكل فردي مقابل فض الاعتصام، ولكن تم رفض هذا العرض، لأن الأزمة تتعلق بحوالى 15 ألف سوري، وليس بأفراد، بالمقابل أُرسل أكثر من تهديد من قبل الشرطة لفض الاعتصام بالقوة، خصوصاً أنه بدأ يحظى بتغطية إعلامية كبيرة وأخذ يتحول إلى قضية رأي عام".

وكان الاعتصام قد بدأ يوم الثلاثاء الماضي في ساحة "سانتيكما" بتجمع عدد كبير من السوريين، أغلبهم من النساء والأطفال، رافعين شعارات تطالب بحل أزمتهم. وبدأ الاعتصام بأعداد قليلة عبر الدعوات على صفحات التواصل الاجتماعي، ثم أخذت أعداد المعتصمين في التزايد، حتى أن عدداً من الشبان قدموا من جزر يونانية مختلفة إلى العاصمة أثينا للمشاركة، إذ يعاني الجميع من نفس الأزمة.

مثنى قطرجي، أحد الشبان المشاركين في الاعتصام تحدث لـ"العربي الجديد" موضحاً: "أتينا أنا و10 شبان من جزيرة "تسالونيك" للمشاركة في الاعتصام، حيث أننا عالقون منذ 4 أشهر دون أي أمل، فتوجهنا لدعم هذه الحركة علها تثمر في تحسين أوضاعنا".

ويضيف مثنى: "التنظيم جيد جداً، حيث يتناوب الشباب ضمن ورديات كي تبقى الساحة مليئة بالمعتصمين، كما بدأ العديد منهم بالنوم في الساحة، للمطالبة بحقوقه، ومنهم من ليس لديه سكن، ما بدأ يحرج السلطات اليونانية".

ويبدو أن اللاجئين السوريين قد استفادوا من تجربة اللاجئين العراقيين في اليونان عام 2006، حيث علق عدد كبير من اللاجئين العراقيين في اليونان، ما دفعهم إلى الاعتصام لمدة شهر أمام مبنى البرلمان لتسوية أوضاعهم، حتى استجابت لهم الحكومات الأوربية وتم توزيعهم على دول العالم كلاجئين إنسانيين.

يذكر أن أعداد السوريين في اليونان تجاوزت 12 ألف لاجئ، وصل معظمهم عبر التهريب البحري والبري من الحدود التركية، موزعين بين العاصمة أثينا وباقي الجزر اليونانية، حيث تقوم الحكومة اليونانية باستقبال اللاجئين ضمن معسكرات لجوء قبل منحهم وثيقة تخوّلهم التجول في اليونان مدة 6 أشهر فقط، في الوقت الذي تتعرض فيه الحكومة لضغط كبير من الاتحاد الأوربي للحد من الهجرة غير الشرعية عبر بواباتها.