"ديلي ميل" تعتب على إسرائيل

"ديلي ميل" تعتب على إسرائيل

31 يوليو 2014
أكثر من 20فلسطيني يموتون أمام جندي إسرائيلي يقتل (Getty)
+ الخط -

انقلبت صحيفة "ديلي ميل" على إسرائيل للمرة الأولى، ولو على استحياء، بعد عقود من المساندة لها، وقالت إنها ومن منطلق تقديرها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فالصحيفة "منزعجة جداً من مستوى القصف على غزة".

وتتابع الميل إنها كانت تتوقع "من الديمقراطية الناضجة الوحيدة في الشرق الأوسط مسلكاً أفضل من مذابح للأبرياء شهدناها خلال الأسبوعين الماضيين".

وتضيف قبل أن تثير غضب إسرائيل: إنها تقول ذلك "رغم إدراكها جيداً أن حماس تستخدم المدنيين دروعاً بشرية، وإن كل وقف لإطلاق النار قبلته إسرائيل قد تم كسره من قبل أعدائها".

تتابع الصحيفة الشعبية الذي يعد موقعها الأكثر قراءة بين مواقع الصحف الإلكترونية البريطانية، إن هناك أكثر من عشرين فلسطيني يموتون أمام جندي إسرائيلي يقتل، كيف يمكن لأي دولة متحضرة أن تصف ذلك بـ"رد بالمثل". وإذا دققنا الفقرة السابقة، نلاحظ استخدام مفردة "يموت" للفلسطيني بما توحي الكلمة من فعل غير مقصود وطبيعي، أمام مفردة "يُقتل" التي توحي بالعدوان على الضحية الإسرائيلي.

ويستمر المقال المعاتب بين التقريع وعتب الصديق، فيقول، إن استعداد نتنياهو لإيقاع الضحايا يأتي ينتائج عكسية وبمشاهد تدمى القلب. وهذا لا يضع فقط ضغوطاً أكثر على أصدقاء إسرائيل في الغرب، بل يقود أيضاً إلى إطالة أمد الصراع في المنطقة. ثم تلجأ إلى اللعب بالكلمات مرة أخرى فتقول: "مع كل طفل قتل - أو 'استشهد'، بحسب اللغة الساخرة للإرهابيين – تتهيأ أسرة ممتدة أخرى بأكملها لتكون عدوة لإسرائيل".

وتحمّل "ديلي ميل" الغرب جزءاً من المسؤولية على سفك الدماء، وتتساءل عن سبب تقلص نفوذ الرئاسة الأميركية الكبير على إسرائيل – وإرسال باراك أوباما وزير خارجيته الضعيف، جون كيري، الذي يتخبط تخبطاً عميقاً. كما تحمّل الصحيفة المندوب الدولي طوني بلير "الغائب في مكان ما يقضي وقت الترفيه مع المليونيرين والمشاهير، مع أن عدد القتلى في غزة يقترب من 1000". وتسخر الصحيفة في الوقت نفسه، من استجابة الحكومة البريطانيا، وتذكرها، بأنها هي التي أنشأت إسرائيل –إلا أنها تكتفي الآن بـ"التمتمة" وإرسال ثلاثة ملايين جنيه استرليني، مبلغاً رمزياً إلى غزة.

"ديلي ميل" تقول إنه من شبه المستحيل أن نرى كيف سيكون هناك، في أي وقت، سلام دائم بين إسرائيل وجيرانها. وإنه يتعيّن على الشعوب المتحضرة في العالم - وخاصة أميركا وبريطانيا اللتين تتشابكان حتى في تاريخ إسرائيل - بذل جهود حثيثة لجلب الفصائل المتحاربة معاً. ولا علامة على ذلك حتى الآن".

مقال ديلي ميل اليوم "ينقلب" على استحياء، وبلغة خجولة، من حجم الغضب الشعبي البريطاني والأوروبي، على ما يبدو، ومن المظاهرات الضخمة التي خرجت منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة. إنه موقف "تبييض" لأخلاقيات الصحيفة، وعتب الحبيب على حليفه الذي خذله وتركه مرتبكاً أمام العامة، مقارنة بمواقف حازمة من صحف أخرى مثل "غارديان" و"إندبندنت"، وحتى صحيفتين محسوبيتين على اليمين مثل، "تايمز"، و"ديلي تلغراف".

 

دلالات

المساهمون