توأم روحي.. مصر

25 يناير 2015
رسم لـ مخلوف/خاص لهذا النص
+ الخط -
 حين تحضر سيرة مصر، لا أستطيع إلا أن أتذكّر ذلك المقال للكاتب أحمد سمير، حين وصف في أحد مشاهد الثورة التي عايشها، مشهد إصابة أحد المتظاهرين الذي سأله إن كان أصيب بأذى، بعدما كانت قنبلة غاز قد شوّهته، بينما لم يستطع سمير أن يخبره بذلك، بل حثّه على الذهاب إلى المستشفى.

والثورة المصريّة، ليست حدثاً عادياً بالنسبة لي. واهتمامي بها، لم يكُن بسبب عملي كصحافيّة... الأمر كان أبعد من ذلك.

في الانتخابات البرلمانيّة الأخيرة قبل الثورة، شاركتُ مجموعةً من الناشطين اللبنانيين والمصريين في تسجيل الانتهاكات.

كان ذلك الأمر بالنسبة لي عادياً، لكنّ آثاره ظهرت عندما بدأتُ بمتابعة حسابات مصريين على "تويتر". وفي يناير/كانون الثاني من العام 2011، كثّف مصريون تغريداتهم تحت وسم #JAN25، فطرحتُ أسئلة على أحد المغردين الأصدقاء عنها... ليُخبرني عن عيد الشرطة، وبلطجة الداخليّة المصريّة وظلم نظام المخلوع حسني مبارك.

عندها، شاركتُ المصريين تغريداتهم، وأعدت التغريد... لأصبح متابعةً أولى للأخبار من مصر، على الموقع نفسه. وتالياً، أصبح من أتابعهم أصدقاء.
 

تلك المتابعة، طرحت لديّ تساؤلات عن الواقع الذي نعيشه في العالم العربي ككُلّ... وعرّفتني إلى قضايا، لم أكُن ألتفت إليها حتى أثّرت في تعاملي مع قضيّة العنف الأسري التي كنتُ ضحيةً لها.

حتى أصبحت أعزّ الأشياء إلى قلبي، مصريّة: أعزّ أصدقاء، مصريّون. أحلى صور، في مصر. أفضل فرقة موسيقيّة، مصريّة. أفضل كاتب، مصري. وأجمل قطعة ذاتيّة قرأتها، كانت لمصري... أفضل رسامي كاريكاتور، مصريون. كًلّ ذلك، ولّد لديَّ شعوراً بالانتماء إلى مكان. فبتُّ أتأثّر بالأخبار الآتية من مصر، وأتفاعل معها: أتألّم لقتل شيماء الصباغ، أحزن على سجن علاء عبد الفتاح، وأغضب لخروج جمال وعلاء مبارك من السجن... وتبرئة حسني مبارك....

 هناك أحاسيس متعلّقة بمصر يصعب وصفها، ولا يُمكن تكوينها في بضعة سطور. وبعيداً عن كل "الكليشيهات" التي يُمكن أن تُقال عن مصر وحُبّها.. عن المصريين والثوار، الثورة المصرية جعلت منّي، "أنا". ومصر.. ليست بلدا وتطوّرات سياسيّة وأخبار عاجلة. ليست الإخوان ولا العسكر ولا الفلول. مصر هي الثورة، وليست يوم 25 يناير فقط... هي تفاعل مع القضايا، وتأثّر بالأحداث. مصر.. هي أشخاص يجعلون الحياة أجمل. 

 من قال إنّ الثورة المصرية فشلت؟ الثورة غيّرت حياتنا جميعاً. الثورة دلّتني على وطني... ومصر جعلتني حرّة.. 
تابعونا: #ثورات_تتجدد


المساهمون