الإعلام المصري متأهباً: "الطلقة هتبقى بألف... الداخلية مبتهزرش"

الإعلام المصري متأهباً: "الطلقة هتبقى بألف... الداخلية مبتهزرش"

28 نوفمبر 2014
من عناوين الصحف الصادرة اليوم في القاهرة
+ الخط -

حالة من الهلع طوال الأسبوع الماضي سادت كل وسائل الإعلام المصرية، في انتظار ما سيحدث في تظاهرات 28 نوفمبر/تشرين الثاني، والتي دعت إليها الجبهة السلفية، وأطلقت عليها اسم "ثورة الشباب المسلم". وقد تضامنت معها جماعة الإخوان المسلمين وتيارات إسلامية أخرى، وتبلور هذا الهلع في الساعات الماضية في برامج الـ"توك شو" المصرية، وعلى مانشيتات صحف القاهرة صباح اليوم.

تنوعت تغطية برامج الـ"توك شو" للحدث، فمنها من حذر وبث روح الخوف والرعب في نفوس المتضامنين مع الدعوة وحتى المشاهد المصري العادي، ليفكر ألف مرة قبل نزول الشارع. فيما حاول البعض الآخر بث روح الطمأنينة وحث المصريين على النزول، وممارسة الحياة الطبيعية، بدعوى تأمين الجيش والشرطة للشارع.

الإعلامي إبراهيم عيسى اعترف بنجاح الإخوان والداعين للتظاهرات منذ اللحظة الأولى في بث الرعب والخوف في نفوس المصريين والسلطة، وفي وضعهم تحت ضغط مستمر، وفرض أجندتهم على المشهد السياسي. ودعا الجميع للاعتراف بذلك، وحاول التقليل من أهمية التظاهرات ووصمها بالعمليات الإرهابية.

من جانبه تقمص الإعلامي جابر القرموطي شخصية الجنرال العسكري، وقام بتوجيه التهديد والوعيد لكل من دعا للتظاهرات، وحذرهم من الاقتراب من المؤسسات الحكومية والمنشآت الحساسة، وقال: "الطلقة هتبقى بألف... الداخلية مبتهزرش".

أما يوسف الحسيني فقد اختار لعب دور الناصح الأمين والعالم ببواطن الأمور، وحاول طمأنة المواطنين، وتوجيه النصح للشباب بعدم النزول بدعوى الخوف على أمهاتهم، وما تعانيه لما يتعرض له الشباب، وحذرهم من القتل بالرصاص من قبل الجيش والشرطة لو حاولوا النزول مع الإخوان والإسلاميين، وقال: "اللي عايز يجرب يقرب".

وكعادته دائماً، فقد زايد الإعلامي توفيق عكاشة على الجميع، وطالب المصريين بشراء طلاء لاستخدامه في التنكيل بالمشاركين في التظاهرات وتمييزهم، لكي يقوم المارة بالفتك بهم، وحذرهم من عدم الانصياع لأوامره، وقال: "هتبقى خيبة سودا عليكم".

الصحف المصرية ثكنات عسكرية
"مصر ثكنة عسكرية وفي حالة حرب"، هذا هو ما سيتبادر لذهن أي مطالع لصحافة الجمعة 28 نوفمبر. فصور المدرعات والقوات الجيش والقوات الخاصة هي اللحن المميز الذي تعزفه أوركسترا الصحافة.

صحيفة "الأهرام" الحكومية تصدرت صور قوات الجيش على صدر صفحتها الأولى، وإن اختلفت عن باقي الصحف في حجم تلك الصور. فصور لقاءات السيسي في فرنسا كان لها وجود لافت في الصفحة الأولى، تليها صور "رتل من العربات العسكرية خلال انتشارها استعداداً لمظاهرات اليوم"، وجاء العنوان: "قوات الانتشار السريع جاهزة لردع مثيري الشغب".

صحيفة "المصري اليوم" اختارت صور القوات الخاصة لتتصدر صفحتها الأولى، وجاءت صورهم بملابسهم المعروفة تحت عنوان: "الجيش والشرطة: مصر آمنة... أتباع الإخوان يهددون بحرب شوارع... والداخلية: سنرد الطلقة بألف"، فكان عنوانها سجالاً بين الإخوان والداخلية. أما صحيفة "التحرير" لإبراهيم عيسى فشاركت شقيقتها "الأهرام" في صورة الرتل العسكري تحت عنوان: "من الحكومة للشعب اطمنوا...الجيش تسلم تأمين المنشآت الحيوية.. والصاعقة انتشرت في المناطق الحيوية.. ومحلب: يوم عادي".

صحيفة "الوطن" اختارت استخدام سلاح الدين، فجاء عنوانها آية مجتزأة من مكانها "ويفسدون في الأرض أولئك هم المفسدون"، ثم اختارت الصحيفة عناوين تصعيدية حربية مثل "الإخوان يواصلون تفجير القنابل... والقوات المسلحة تدفع بـ 25 ألف ضابط ومجند لتأمين الشوارع... والداخلية تنشر مجموعات قتالية". وبالطبع تحت تلك العناوين صورة الرتل العسكري الذي يبدو أنه وزع على معظم الصحف اليوم.

من ناحيتها صحيفة "اليوم السابع" خالفت منهج "الوطن" فاختارت التقليل من شأن مظاهرات اليوم، وجاء عنوانها: "28 نوفمبر يوم فشنك.. مصر ما تعرفش الخوف.. الجنود والمدرعات في الشوارع لطمأنه المواطنين وحماية المنشآت وطائرات استطلاع في السماء". وطبعا جاء العنوان مصحوباً بصورة مجسمة لعنصرَين من القوات الخاصة بكامل عتادهما، وشاركت الصحيفة شقيقتها "الأهرام" في الاهتمام بتوابع زيارة السيسي الأوروبية.

صحيفة "الوفد الحزبية اختارت منحى عاطفياً متأثرة بأسلوب السيسي، فاختارت صوراً تعبر عن الحب بين الجيش والشعب، والتي كانت انتشرت إبان ثورة يناير، مثل المواطنين على الدبابات، وإعطاء الورود للجنود. واستخدمت نصاً دينياً جاء فيه "مصر كنانة الله في أرضه ما طلبها عدو إلا أهلكه الله". ثم لم تنس الصحيفة صورة الرتل العسكري الشهير المتكرر تحت عناوين رنانة مثل "الشعب يتصدى مع الجيش لمخطط الإخوان الشياطين بروح الثورة"، وكذلك صورة لمنشأة للداخلية وانتشار مسلحيها أمامها بكامل عتادهم.

المساهمون