عيب العربي يحكي هيك

عيب العربي يحكي هيك

24 يوليو 2014
دافعت الإسرائيلية عن غزة وهاجمها المصري (يوتيوب)
+ الخط -
لم يكن مفاجئاً أن يعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن عاصمة فلسطين هي "القدس الشرقية"، لا القدس. فكلامه نهج تتبعه مصر ما بعد 3 يوليو، خاصة في وسائل الإعلام. هذا، عدا عن تغريدات وتعليقات عدد من المصريين على وسائل التواصل. لكن ما حصل على قناة "فرانس 24" تفوّق على كل التحريض الذي سمعناه منذ انطلاق العدوان على غزة. فضمن برنامج "نقاش" استضافت القناة الفرنسية، باحثاً مصرياً في العلوم السياسية في "جامعة باريس الأولى"، ليتحاور مع كاتبة إسرائيلية، وخبيرة قانونية لبنانية لبحث قرار فرنسي بمنع التظاهر تضامناً مع فلسطين.

كلّ شيء يبدو عادياً حتى الآن. يتوقّع المشاهد أن يشنّ الضيف المصري مع الضيفة اللبنانية "حرباً" على الكاتبة الإسرائيليّة. لكنّ هذا كله يتبدّد بعد أقل من أربع دقائق على انطلاق الحلقة.

تبدأ الكاتبة الإسرائيلية يال ليرر بالدفاع عن حقّ كل شخص في التظاهر تضامناً مع الشعب الفلسطيني. يجلس الضيف المصري واسمه مصري الفقي، صامتاً، ومنصتاً لحديث الكاتبة يال ليرر، والمحامية عليا عون. وما إن يسأله المذيع عن رأيه، حتى ينفجر غضبه على الهواء: "هذه التظاهرات متضامنة مع منظمة إرهابية اسمها "حماس".. وهؤلاء المتضامنون ليسوا مع القضية الفلسطينية إنما مع إرهاب "حماس" والصواريخ التي تُمطر سماء إسرائيل". ويكمل بالصراخ نفسه: "هذا ما تدافعون عنه؟ الإرهاب؟".

وتتوالى فصول الحوار بين الكاتبة والباحث في العلوم السياسية، وتستمرّ هي بالدفاع عن الشعب الفلسطيني، ويستمر هو بالدفاع عن إسرائيل.. حتى الدقيقة 25 حين تقول ليرر: "لكننا نتحدث عن جرائم حرب في غزة". يجيب الفقي: "لم يقل أحد إنها جرائم حرب". فتردّ الكاتبة الإسرائيلية: "عيب العربي يحكي هيك"، لتتدخل المحامية اللبنانية وتؤكّد أن القانون الدولي يمنع استهداف المستشفيات، في ظلّ عدم اعترافه واقتناعه. هكذا، أصبح البؤس أمراً عادياً في بلادنا. أصبح الفلسطينيّون مجرّد "تنظيم إرهابي" بنظر البعض. وأصبح ممكناً أن نرى إسرائيليين يرفضون الاحتلال الإسرائيلي، وعرباً يؤيّدونه. حقاً إنه زمن العجائب.

دلالات

المساهمون