صفحات نشطاء غزة نقلت تفاصيل العدوان عليها إلى العالم

صفحات نشطاء غزة نقلت تفاصيل العدوان عليها إلى العالم

02 سبتمبر 2014
"عاجل من غزة" من الصفحات التي برزت في الحرب(فيسبوك)
+ الخط -
شكلت الصفحات الإخبارية حلقة وصل بين المتلقي الفلسطيني والعربي وبين آخر مستجدات العدوان الإسرائيلي لحظة بلحظة. وبرزت، خلال عدوان غزة، صفحات إخبارية، من بينها "شبكة قدس"، التي ارتفع عدد متابعيها من مليون متابع إلى نحو مليونين و550 ألفاً بعد العدوان.

ويقول أحد مشرفي "شبكة قدس" الإخبارية، عز الدين الأخرس، إنهم كانوا يتابعون الأحداث على مدار الساعة، بمعدل خبرين في كل دقيقة، تلبية لرغبة الفلسطينيين، وكل من يتابع الشبكة في العالم.
الشبكة أطلقت صفحة باللغة الفرنسية لنشر الأخبار، إلى جانب صفحتي اللغتين العربية والإنجليزية. ويوضح عز الدين أن الصفحة الإخبارية عملت وفق خطة طوارئ معدّة سلفا، ترتكز على نقل الأخبار الميدانية من القطاع خصوصاً القصص الإنسانية، وأيضا تغطية الفعاليات والمواجهات في الضفة الغربية والأراضي المحتلة، ومتابعة المسيرات التضامنية في العالم العربي والغربي.
ويضيف الأخرس: "منذ الأيام الأولى للعدوان، استشعر فريق الشبكة شراسة المعركة، لذا كنا نؤكد عبر منشورات الصفحة أهمية الصمود والتلاحم الشعبي مع المقاومة، وأظهرنا حالة الانهزام، التي كانت تسيطر على جمهور الاحتلال".
فتحت "شبكة قدس" الإخبارية المجال أمام المواطن العادي لنقل الأخبار والقصص المصورة من محيطه، ونشرها بعد التأكد من صحتها، وأطلقت إذاعة إلكترونية لتغطية الأحداث، التي لاقت رواجا واسعا وصل إلى نحو ربع مليون مستمع خلال العدوان.
وواجه المتطوعون على الصفحات الإخبارية عدة صعوبات، أبرزها انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة بل لأيام، الأمر الذي دفع بالمسؤولين عن حساب "عاجل من غزة"، على تويتر، إلى تقسيم العمل بينهم وفقا لتوفر الكهرباء، إلى جانب الاستعانة بنشطاء من خارج غزة لمواكبة أخبار العدوان.

محاربة إلاشاعات زمن الحرب
ويقول ياسر عاشور، أحد المشرفين على "عاجل من غزة"، إنه توجه إلى مجمع الشفاء الطبي لمتابعة نشر آخر المستجدات منه، ففي المستشفى لا تنقطع الكهرباء بسبب وجود مولد كهربائي، "وكنت قريبا من مصدر الأخبار، فعملت على كتابة القصص الإنسانية ونشرها تباعا، مع توثيق صور المعاناة". يقول عاشور إن تزاحم الأخبار العاجلة والتقارير الميدانية كان يتطلب مهمة هي الأصعب، تتمثل بالتحقق من المعلومات قبل نشرها، ومحاربة أية إشاعة قد تخرج في خضم المعركة، مؤكدا أهمية الموازاة بين الجانب الإنساني وأعمال المقاومة والنشر بعدة لغات.
ويرى الناشط الإعلامي، خالد صافي، أن الصفحات الإخبارية تكمن أهميتها في نشر الأحداث بشكل متتابع وسريع، ومن قلب الحدث، وتغطية جرائم العدوان، مما يعطيها مصداقية كبيرة لدى المتلقي. ولفت إلى ضرورة اهتمام تلك الصفحات بالقصص الإنسانية وإبرازها للجمهور. يقول صافي: "تميزت الصفحات الإخبارية في 2014 بتخصيص وتقسيم منشوراتها ما بين الأخبار العاجلة والقصص الإنسانية، وجرائم الحرب، وتصريحات الاحتلال، إضافة إلى اعتماد الأنفوجرافيك في رصد الأحداث وتوثيقها، إلى جانب الأرقام والإحصاءات اليومية لأعداد الشهداء والجرحى وخسائر العدوان".
ويعود سبب نجاح الصفحات الإخبارية الفلسطينية إلى الإقبال الكبير من الزوار والمتابعين، حول العالم، لأخبار غزة وبحثهم بشكل مكثف عن التحديثات أولا بأول، نظرا لضخامة الحدث وتدفق الأخبار، واعتبار كثير من المعلقين على مواقع التواصل أن تمرير هذه الأخبار نوع من الجهاد الإلكتروني، الذي يسهم في الدفاع عن غزة وإعلام العالم بقضيتها.
ويوضح صافي أن المطلوب من تلك الصفحات هو وضع سياسة تحريرية تخاطب الغرب، وتساند القضية بعقلانية، بعيدا عن العاطفية، قادرة على تحريك الحكومات والأنظمة كما حركت تضامن الشعوب، علما بأن عدد الصفحات الإخبارية إلى جانب الصفحات الشخصية المساندة باللغات المختلفة، كانت في ازدياد يومي على الرغم من حذف بعضها، أو اختراق البعض الآخر.

المساهمون