"داعش"... سقوط الهالة

"داعش"... سقوط الهالة

02 سبتمبر 2014
لم تعد صور "داعش" لها نفس الوقع (فيسبوك)
+ الخط -
هل سقطت هالة الرعب المحيطة بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"؟ هل فقد التنظيم قدرته على "الإبهار"؟ على ما يبدو فإن الواقع بدأ يتغيّر، وكلّ صور الدماء والعنف لم تعد تبثّ الرعب في قلوب الكثيرين، بل أبعد من ذلك، هذه الصور فجأة، وبين ليلة وضحاها لم تعد مغرية لأحد.
فيديو ما قيل إنه يصوّر ذبح جندي لبناني على يد مقاتلي "داعش" لم يعرض. المحطات اللبنانية، والعربية أيضاً، قرّرت مقاومة الإغراء، ولم تعرض الشريط. لقد دخلنا في مرحلة جديدة. والدعوات لمقاطعة التنظيم، بدأت تظهر جليّة: لا رؤوس مقطوعة على مواقع التواصل، لا دماء تملأ شاشاتنا، ولا التهديدات بإبادة "الكفّار" تذاع على فضائياتنا. بل أكثر، حتى المقربين أيديولوجياً، أو المتعاطفين مع "داعش" عادوا خطوة إلى الخلف، أقلّه من ناحية مشاركة الصور والفيديوهات. فكل هذا العنف كثير عليهم، وعلينا، وعلى قلوبهم وقلوبنا. "تويتر"، "فيسبوك"، "يوتيوب"... كلها تشهد على ذلك.
ربّما لا يزال الوقت مبكراً (جداً) للحديث عن خسارة "داعش". لكن ثمّة ما يحصل في الشارع. ثمّة من لم يعد اسم التنظيم يرعبه. ثمّة من يحمل صور وأعلام "داعش" ويشعل النار فيها وفي كل الرعب المُخيّم على قلوبنا، وعقولنا في العراق، في سورية، وفي لبنان... قد لا تكون هذه المواقع مؤشراً "علمياً" للمسار السياسي والأمني على الأرض، قد تكون خطوة مراهقة أكثر منها خطوة سياسية حقيقية، لكنّها تعكس حتماً ضيقٌ لم يعد إخفاؤه ممكناً. فجأةً إذاً، سقط الحذر، والنبرة المرتعشة عند الحديث عن التنظيم. فجأةً أيضاً وأيضاً، انطلقت حملات متضامنة بين الدول ـ الضحايا، أي لبنان وسورية والعراق للوقوف معاً ضدّ كل هذا التكفير.
يعرف الجميع أن الاختلافات كثيرة بين كل الأطراف التي تعارض "داعش"... لكن ذلك حديث آخر، عن معارك (رأي) أخرى، وعن أصنام فقدت هي أيضاً قدرتها على "الإبهار".

المساهمون