رحيل سعيد صالح عن 76 عاماً

رحيل سعيد صالح عن 76 عاماً

01 اغسطس 2014
آخر تكريم لصالح في القاهرة 2013(عمرو مراغي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
 
توفّي، اليوم الجمعة، الفنان المصري الكبير، سعيد صالح (76 عاماً) بعد صراع طويل مع المرض.
وكان نجم الكوميديا الشهير، قد رفض البقاء في المستشفى، وخرج منذ يومين لإكمال علاجه في المنزل، رغم تحذير الأطباء من خطورة ذلك على حياته. وكان قد نُقل منذ أيام إلى مستشفى المعادي للقوات المسلّحة، ودخل في غيبوبة لم يفق منها خلال يومين سوى مرّة واحدة فقط.
وقد أصيب صالح بقرحة في المعدة وخضع لعملية نقل دم لمواجهة الأنيميا منتصف شهر مايو/أيّار الفائت، وظلّ في المستشفى قرابة الأسبوعين.

مثّل سعيد صالح، كواحدٍ من أشهر الثنائيات مع النجم عادل إمام، في العديد من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات، وتعرّض في حياته للعديد من المشكلات، منها مشكلته الأشهر مع نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، بسبب مسرحية "كعبلون"، التي تضمّنت نقداً واضحاً لنظام مبارك.
وقد تلقّى محبّو الفنان خبر وفاته، صباح اليوم، بحزن شديد لأسباب عدّة، منها أنه عاش سنواته الأخيرة وحيداً مظلوماً يعاني آلام المرض، وإنْ كان يعاني أكثر من الجفاء الذي ضاعف من آلام مرضه.
وكانت زوجة صالح قد أعدّت مع الفنانة نادية لطفي للاحتفال بعيد مولده، الذي وافق أمس 31 يوليو/تموز، ولكن تدهور حالته الصحّية لم يسمحا لهما بإطفاء شموع صالح الـ 76.

جراء تراكمات مرضية وعقب إحساس بالظلم والجفاء، لم يتحدث عنهما سعيد صالح سوى إلى المقربين منه فقط.
كان الكبرياء أهمّ سمة من سمات صالح، فقد رفض التسوّل، وأبى أن يطلب دوراً في عمل أو علاجاً على نفقة الدولة أو نقابة المهن التمثيلية، التي أثرى أرشيفها الفني.
أبدى سعيد صالح أخيراً غضبه الشديد من المقربين له بسبب عدم وجوده في إعلان إحدى المشروبات الغازية الذي تواجد على الشاشة في رمضان تحت مسمى "هنرجع لمتنا"، حيث كانت فكرة الإعلان قائمة على تجمّع عدد من المشاهير القدامى في إعلان واحد، منهم جورج سيدهم الذي ظهر على مقعد متحرّك، وحصل كلٌّ من في الإعلان على أجور عالية، وكان هو في أمسّ الحاجة لها.
ورغم جحود الوسط الفني مع سعيد صالح، إلا أنه كان دائماً يقول إنّهم يسألون عنه، ولكن المقرّبين منه يعرفون أنّ نادية لطفي كانت الوحيدة التي تسأل عنه وتعوده، ويذكر هنا أن لطفي كانت وراء قرار الحكومة المصرية بعلاج المخرج رأفت الميهي على نفقة الدولة المصرية وفق تصريح زوجة الميهي لـ "ألعربي الجديد".

لم تفقد لطفي صديقاً عزيزاً برحيل صالح فقط، بل فقدت الدراما العربية ممثّلاً فذّاً حطّمت رياح السلطة سفينته، لأنّه لم يجرِ على هواها وفي تيارها.

المساهمون