ليبيا: ما وراء صفقة الإفراج عن الروس

ليبيا: ما وراء صفقة الإفراج عن الروس

11 أكتوبر 2014
معلومات متضاربة حول تفاصيل الصفقة (حازم تركية/الأناضول)
+ الخط -

أكّدت وزارة الخارجية الروسية، من دون أي مقدمات، يوم الأربعاء الماضي، خبر عودة 24 شخصاً من مواطني روسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء إلى بلادهم، وهم كانوا معتقلين في ليبيا منذ عام 2011، ومحكوماً عليهم بالسجن لفترات طويلة بتهمة التعاون مع نظام العقيد الراحل معمر القذافي.

ونقل موقع الخارجية الروسية الإلكتروني عن المتحدث الرسمي باسم الوزارة، ألكسندر لوكاشيفيتش، تأكيده أن "أهم ما يمكن قوله اليوم إن جميع المواطنين الروس عادوا إلى وطنهم". وحسب لوكاشيفيتش، فإن المعتقلين الروس والأوكرانيين والمعتقلين من روسيا البيضاء كانوا معتقلين ومحتجزين لدى كتيبة "القعقاع" في أحد السجون التابعة لها على طريق مطار طرابلس.

وعندما اشتد الخناق على كتائب "القعقاع" و"الصواعق" و"المدني" بسبب الحملة العسكرية التي شنتها قوات "فجر ليبيا" في الثالث عشر من يوليو/تموز الماضي، نُقل السجناء إلى مدينة الزنتان في الجبل الغربي. وأصبح السجناء في قبضة الزنتان، ضمن محتجزين آخرين أبرزهم سيف الإسلام نجل القذافي.

وفي الخامس والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي، زار رئيس الأركان المعين من قبل مجلس النواب الليبي في طبرق شرقي ليبيا، عبد الرازق الناظوري، مدينة زنتان. وأفادت الأخبار أن هدف الزيارة هو الاطلاع على الأحوال الأمنية بمدينة الزنتان وبحث كيفية دعم قوات ما يُعرف بـ"جيش القبائل" بالعتاد والأسلحة، تجهيزاً لاقتحام طرابلس للقضاء على ما يُعرف بقوات "فجر ليبيا".

لكن رسالة الناظوري، وبحسب معلومات خاصة حصلت عليها "العربي الجديد"، كانت تتمحور حول رغبة روسيا بالإفراج عن مواطنيها المعتقلين لدى الزنتان في أقرب وقت ممكن، وذلك مقابل دعم بالسلاح يأتي من روسيا البيضاء عن طريق مصر إلى كتائب "القعقاع" و"الصواعق" و"المدني" المتجمعة في مدينة الزنتان، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، المتجمعة في معسكر الرجمة على أطراف مدينة بنغازي بالإضافة إلى التأييد الدولي لمجلس نواب طبرق، أو الصمت عن أي قرار يدين قوات "فجر ليبيا" في مجلس الأمن أو المنظمات الدولية.

ثمة معلومات أخرى تفيد بأن الولايات المتحدة الأميركية كانت وراء صفقة الإفراج عن المتهمين الروس بدعم نظام العقيد معمر القذافي، وأن واشنطن تدعم ميليشيات الزنتان عن طريق مصر وروسيا البيضاء ولا ترغب في الظهور في صورة الداعم لأحد طرفي الصراع الليبي للمحافظة على حالة اللاسلم واللاحرب حتى تحافظ على التوازن القائم، وذلك لفرض ترتيبات سياسية تقبل بها جميع الأطراف، وصعود موالين جدد لها يتحكمون في دواليب الدولة الليبية.

لا شك أن روسيا، وحسب بعض المحللين، استفادت من هذه الصفقة، ولا سيما أن بينهم ثمانية عشر معتقلاً من أوكرانيا التي تشهد علاقاتها توتراً كبيراً مع موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية التي أطاحت الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وحكومته، واتهام روسيا للدول الغربية بالتدخل في مجالها الحيوي والاستراتيجي.

وستستخدم روسيا ورقة المفرج عنهم من أوكرانيا كرسائل مزدوجة، أولاً لتهدئة الأوضاع المضطربة سياسياً وأمنياً مع أوكرانيا، وثانياً كرسالة مفادها قدرة روسيا على مدّ نفوذها لمناطق خارج شرق أوروبا والضغط بما تملكه من أوراق للإفراج عن معتقلين كانوا سيواجهون حكم الإعدام فيما لو ثبت تورطهم في مساندة نظام القذافي السابق.