مصر: مقتل ضابطين وجرح آخرين بانفجار عبوات ناسفة
وقالت وزارة الداخلية على صفحتها على موقع "فيسبوك"، إنّ "دورية أمنية اشتبهت بوجود عبوتين ناسفتين في شارع الأهرام المؤدّي إلى الاتحادية، وعند قيام القوات بالتعامل معهما، انفجرت إحداهما، مما أسفر عن استشهاد العقيد أحمد أمين عشماوي خبير المفرقعات في الإدارة العامة للحماية المدنية في القاهرة، وإصابة عدد من رجال الشرطة".
وأضافت "تمكنت القوات من إبطال مفعول (العبوة) الأخرى وتفكيكها وتقوم القوات حالياً بفرض طوق أمني على المنطقة وتمشيطها، وعلى المناطق الأخرى كافة، تحسباً لوجود عبوات أخرى".
غير أن وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن مصدر أمني قوله إنّ "ثلاثة من عمال النظافة أُصيبوا في انفجار عبوة أولى قرب القصر، ثم انفجرت عبوة أخرى أثناء تمشيط القوات للمنطقة المحيطة به، مما أدى إلى مقتل العقيد العشماوي وإصابة ثلاثة آخرين من رجال الشرطة".
وأكدت وزارة الداخلية في بيان ثان، أن عبوة ثانية انفجرت أثناء محاولة رجال الشرطة تفكيكها، ما أدّى الى مقتل المقدّم محمد لطفي من إدارة المفرقعات في وزارة الداخلية وإصابة عدد آخر من رجال الشرطة. وفي وقت لاحق، وقع انفجار ثالث في الجزيرة الوسطى بالقرب من قصر الاتحادية دون وقوع أي إصابات، في ظل تواجد أمني مكثف.
من جهته، أمر النائب العام المصري المستشار هشام بركات، بفتح تحقيق فوري في سلسلة التفجيرات التي شهدها محيط قصر الاتحادية الرئاسي بمنطقة مصر الجديدة في القاهرة. كما كلف فريقاً من النيابة العامة بالانتقال فوراً لمعاينة مكان الانفجار، وانتداب المعمل الجنائي لرفع آثار التفجيرات لبيان المواد المستخدمة فيها، وكلف الطب الشرعي بتشريح جثمان الضابطين المتوفيين.
وأكدت الجماعة في البيان نفسه، زرعها عبوتين ناسفتين في زاوية القصر عند المدخل إلى شارع الأهرام من طريق الميرغني، وهو المكان الذي وقع فيه تفجير اليوم.
غير أن مراقبين يشكّكون بوجود المنظمة من الأساس؛ ويربط هؤلاء بين توقيت ومكان التفجير، ودعوة القوى المناهضة للانقلاب للتظاهر، تزامناً مع مرور عام على الانقلاب العسكري الذي أطاح بأوّل رئيس مدني منتخب في مصر، محمد مرسي.من جهته، رجح الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد صفوت الزيات، وقوف إحدى الجماعات المتطرّفة القادمة من سيناء وراء التفجير. وأضاف أن هذا التفجير يختلف عن تفجير خمس عبوات بدائية الصنع أمام خمس محطات لمترو الأنفاق الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أن ضعف التفجيرات الخمس وحدوثها في وقت واحد، يدل على أن وراءها خلية أمنية تابعة لجهاز أمني ما، نظراً للمركزية الشديدة التي تمت بها التفجيرات، بخلاف تفجير اليوم، الذي يضرب سيادة النظام الحالي في مقتل، على حدّ تعبير الزيات.