مصر: الأمن يتصدى لمسيرات جمعة "مقاطعة رئاسة الدم"

مصر: الأمن يتصدى لمسيرات جمعة "مقاطعة رئاسة الدم"

16 مايو 2014
من المسيرات التي خرجت بالاسكندرية اليوم (أبو مازن المصري)
+ الخط -

انطلقت مسيرات في عدد من المحافظات المصرية، اليوم الجمعة، في أول أيام أسبوع "قاطع رئاسة الدم"، الذي دعا إليه التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب للتنديد بأول انتخابات رئاسية ستشهدها البلاد منذ انقلاب 3 يوليو/تموز الماضي. وتخلل المسيرات والتظاهرات اعتداءات من قبل قوات الأمن، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والخرطوش لتفريق المحتجين.

وأصيب عدد من طلاب جامعة الأزهر إثر اعتداء قوات الأمن على تظاهراتهم داخل المدينة الجامعية للأزهر في مدينة نصر. وأفاد شهود عيان لـ"العربي الجديد" أن قوات الأمن اقتحمت المدينة الجامعية عقب صلاة الجمعة مباشرة. واستخدمت الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش لتفريق تظاهرات طلابية خرجت تلبية لدعوة التحالف.

وأوقعت الاشتباكات اصابات بالغاز والخرطوش في صفوف الطلاب، بينما تصدى الطلاب بالحجارة لهجوم الأمن عليهم. وسادت حالة من الكر والفر بين الطرفين، وسط هتافات يطلقها الطلاب أبرزها "لن تركع أمة قائدها محمد" و"الداخلية بلطجية".

وقال المتحدث الرسمي لطلاب الأزهر، أحمد عادل، لـ"العربي الجديد"، إن التظاهرات انطلقت بالآلاف من داخل مسجد المدينة الجامعية عقب صلاة الجمعة مباشرة، وتحركت تجاه شارع مصطفى النجاس الموازي للمدينة الجامعية، الذي يشهد تمركزاً كثيفاً لمدرعات وسيارات الأمن.

في هذه الأثناء، نظم مناهضو الانقلاب العسكري المعادي جنوبي القاهرة، مسيرات صباحية حاشدة مرددةً "قولوا لهم لن ننحني"، "بيقولوا صوت المرأة عورة... صوت المرأة فجّر ثورة".

ورفع المشاركون دمى على شكل سيارة نقل تحمل خضروات، وكتبوا عليها "برنامج الهاشتاغ"، ورفعوا صوراً للرئيس المنتخب، محمد مرسي، كتبوا عليها "راجع إن شاء الله".

وفي حلوان (جنوب القاهرة)، انطلقت مسيرتان حاشدتان عقب صلاة الجمعة. وأعلن المشاركون فيها مقاطعتهم للانتخابات الرئاسية المقررة في 26 و27 مايو/أيار الحالي.

كما فضّت قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية مسيرة ثالثة في المشروع الأميركي في حلوان، إلا أن المتظاهرين قرروا التجمع مرة أخرى لاستكمال المسيرة.

وكانت حركة "9 الصبح" قد نظمت مسيرة صباحية من أمام مسجد المراغي بحلوان، تندد بالداخلية وحكم العسكر. وأحرق مجهولون سيارة شرطة في شارع منصور.

وكان عشرات المتظاهرين قد نظّموا في مدينة 6 أكتوبر، ليلة أمس، سلسلة بشرية أمام نادي المهندسين في المدينة، رغم الظلام، اذ انقطع التيار الكهربي عن الحي كلياً، في إطار السياسة المصرية لتخفيف أحمال الكهرباء.

وكانت ساعات قليلة قد فصلت بين الفعالية وانطلاق فعالية أخرى، تم تنظيمها في الحي الثاني في المدينة، احتفالاً بالإفراج عن أحد المعتقلين وابنه.

وقسّم ثوار أكتوبر مدينتهم إلى مناطق، كل منها حمل رقماً خاصاً، واتفقوا في ما بينهم على الترقيم الجديد للمناطق، لتنظيم الفعاليات فيها بعيداً عن أعين قوات الأمن وملاحقاتهم.

ولم يختلف المشهد كثيراً في محيط المدينة الجامعية لجامعة القاهرة في محافظة الجيزة. وقطعت حشود طلابية طريق كوبري الطلبة الموازي للمدينة الجامعية، فيما استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والخرطوش لتفريق المحتجين، ما أسفر عن سقوط إصابات في صفوف الطلاب.

وكانت التظاهرات قد انطلقت من داخل مسجد المدينة الجامعية عقب صلاة الجمعة مباشرة.
وقال أحد شهود العيان، ويدعى محمد متولي، لـ"العربي الجديد" إن قوات الأمن حضرت بشكل مفاجئ وأطلقت الغاز والخرطوش. وتنوعت إصابات الطلاب بين الاختناقات بالغاز وطلقات الخرطوش. الأمر الذي دفع الطلاب إلى التراجع ثانية إلى داخل المدينة وسط حالة من الكر والفر المتواصل بين الطرفين. وحذر متولي من أن "الأمن يكثّف من استعداداته لاقتحام المدينة الجامعية، ما ينذر بمجزرة طلابية مرتقبة".

وفي مدينة الحوامدية (جنوب محافظة الجيزة)، خرج الآلاف من أبناء المدينة في تظاهرة حاشدة على الرغم من تهديدات أجهزة الأمن لأعضاء التحالف في المدينة وتحذيرهم من تنظيم أي مسيرات بالمدينة.
وقال الشاب العشريني، ويدعى إبرهيم لـ"العربي الجديد": "تلقينا تهديدات أمس الخميس من بعض المخبرين بقسم شرطة الحوامدية تحذر من تنظيم مسيرة، مؤكدين أنه سيتم إطلاق يد البلطجية على المسيرة"، لافتاً إلى أن التهديدات كانت سبباً في ازدياد أعداد المحتجين.

وانسحب مشهد تصدي قوات الأمن للمحتجين على الإسكندرية أيضاً. وألقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مسيرة في منطقة العوايد (شرقاً)، وسط أنباء عن سقوط مصابين والقاء القبض على عدد من المتظاهرين، بعدما لاحقتهم عناصر من الشرطة والجيش في الشوارع الجانبية بطلقات الخرطوش والرصاص الحي.

كما نظمت مسيرة حاشدة في مناطق المنتزه والعصافرة (شرقاً). كذلك خرجت تظاهرات في مناطق الورديان، الهانوفيل وبرج العرب (غرباً). ونظّم مناصرو الشرعية مسيرة صباحية في منطقة برج العرب.

وردد المتظاهرون هتافات مناهضة لحكم العسكر. وأكد المشاركون، الذين رفعوا الأعلام المصرية وشارات رابعة وصور الرئيس المنتخب محمد مرسي، وأخرى لعدد من المعتقلين من أبناء المحافظة، مواصلة احتجاجاتهم وحراكهم الثوري إلى حين إسقاط الانقلاب العسكري ومحاكمة قادته وعودة المسار الديموقراطي.

كذلك ندد المشاركون بالملاحقات الأمنية لمناصري الشرعية وسوء أوضاع البلاد في الفترة الأخيرة، وفشل حكومة الانقلاب في حل المشكلات، ولا سيما الاقتصادية والأمنية التي تتفاقم يوماً بعد آخر. ونددوا بالاعتداءات والانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون من رافضي الانقلاب في أماكن الاحتجاز.

وفي قرية الرياض في محافظة كفر الشيخ، انطلقت أيضاً مسيرة في الصباح، رددوا خلالها هتافات منددة بـ"حكم العسكر"، ووصفوا الانتخابات التي بدأت في الخارج، أمس الخميس، بـ"المسرحية الهزلية".

وطالب المشاركون، الذين حملوا أعلاماً مصرية وشارات رابعة العدوية، بعودة الرئيس المنتخب محمد مرسي.

كذلك خرجت مسيرة في "منيا القمح" في محافظة الشرقية جابت شوارع المدينة احتجاجاً على ارتفاع أسعار السلع الأساسية والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي. وفي مدينة المنصورة، ردد مناهضو الانقلاب "يسقط السفاح والكومبارس".

ونُظّمت مسيرة في محافظة الدقهلية للتنديد بـ"انتخابات جاءت على جثامين آلاف الشهداء". كما انتقد المتظاهرون تسمية ما يحدث بـ"الانتخابات"، ولا سيما أنها تفتقد أبسط قواعد التنافسية، مؤكدين أن "نتيجتها معروفة للجميع سلفاً".

وفي مدينتي أشمون في المنوفية وأجهور الكبرى في القليوبية، خرج المئات من أنصار مرسي للمطالبة بالقصاص للشهداء وإطلاق سراح أكثر من 21 ألف معتقل منذ الانقلاب.

وفي مدينة بورسعيد، شمال شرق مصر، أحرق متظاهرون رافضون للانقلاب صور السيسي. كما قاموا بإلقائها على الأرض ودهسها بالأقدام، خلال مشاركتهم في فعاليات أسبوع "قاطع رئاسة الدم".

أما في محافظة بني سويف، فانطلقت مسيرات في معظم مدن المحافظة، في مقدمتها مدينة ببا، التي تظاهر فيها الآلاف من الرافضين للانقلاب. وفي مدينة "بهبشين" في المحافظة، خرج الآلاف في مسيرة داعية لمقاطعة الانتخابات الرئاسية.

وفي مركز ناصر في المحافظة خرج نحو 10 آلاف من أبناء المدينة رافعين أعلاماً صفراء كبيرة عليها شارة رابعة العدوية.

وفي محافظة المنيا في صعيد مصر، خرجت مسيرات حاشدة في مراكز دير مواس والعدوة. وردد المشاركون فيها هتافات رافضة للانقلاب وداعية لمقاطعة الانتخابات.

وفي الفيوم (جنوب غرب مصر)، خرجت التظاهرات من مساجد الفيوم الكبرى عقب صلاة الجمعة مباشرة، ولا سيما مسجدي عبد الله وهبة والشبان المسلمين، وجابت أحياء البارودية ودار الرماد والجون.

وأعلن المشاركون مقاطعتهم لانتخابات رئاسة الجمهورية، واصفين االسيسي بـ"السفاح"، وصباحي بـ"الممثل الذي يؤدي دور الكومبارس"، ودعوا الأهالي لمقاطعة مسرحية الانتخابات الرئاسية.

وفي مفاجأة غير مسبوقة، اعتدت قوات الشرطة المصرية على عناصر من جهاز الأمن الإداري في جامعة الأزهر بأسيوط، بعدما أغلق الأمن الإداري البوابة الرئيسية للمدينة الجامعية لمنع قوات الشرطة من دخول مبنى المدينة الجامعية، لتفريق تظاهرات للطلاب داخل المدينة خرجت تنديدا بالانقلاب العسكري.

وقال المتحدث باسم "طلاب ضد الانقلاب" بأزهر أسيوط، محمد درويش، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الأمن أصابت فردين من جهاز الأمن الإداري بأسيوط، واعتدت على مسيرة للطالبات خرجت داخل المدينة الجامعية تنديداً بقرار إدارة الجامعة بإخلاء المدن الجامعية في أسبوع الانتخابات الرئاسية.

المساهمون