تحدّيات وانتقادات لزيارة السيسي إلى إثيوبيا

تحدّيات وانتقادات لزيارة السيسي إلى إثيوبيا

16 يونيو 2014
إثيوبيا أنجزت 35% من بناء "النهضة" (وليام ليويد/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
يعود ملفُّ سدّ النهضة، إلى جانب عودة مصر إلى الاتحاد الأفريقي، إلى واجهة المشهد السياسي المصري، طارحاً التساؤلات حول السياسة الخارجية للرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي، خصوصاً بعد الإعلان عن زيارة مرتقبة له إلى أثيوبيا.

واستنكر رئيس الجمعية العربية للمياه والخبير المائي، مغاوري شحاتة، زيارة السيسي إلى أديس أبابا، متسائلاً "لماذا يتوجه السيسي إلى إثيوبيا وهي تمضي قدماً في بناء السد؟".
وكان وزير الخارجية الإثيوبي تيدروس أدهانوم، قد أعلن لوكالة الأنباء الإثيوبية، أن السيسي يجري زيارة إلى أديس أبابا، يلتقي خلالها رئيس الوزراء، هيلي ماريام ديسالين، لبحث العلاقات بين البلدين وسد النهضة الإثيوبي وقضايا أخرى.

واعتبر الخبير المائي في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "الزيارة تحتاج إلى ترتيب مسبق على مستوى الوزراء والخبراء، وكذلك مع باقي دول العالم التي يمكن أن تؤثر على موقف إثيوبيا، الرافض للتحرك في مسارات جادة لإيجاد مخرج للأزمة". ولفت إلى أن السدّ سيكون عائقاً صناعياً ينظم مرور المياه إلى مصر، مؤكداً أن هذا العائق سيجعل إثيوبيا السلطة العليا المتحكمة في مرور المياه إلى مصر.

وأشار شحاتة إلى أن "السيسي لن يلجأ على الإطلاق إلى الحل العسكري، وليس أمامه سوى حل التفاوض ولا شيء غيره"، وطالب بضرورة عقد اتفاق مع الجانب الإثيوبي على وقف العمل في بناء السد، وعقد مفاوضات جادة من أجل الوصول إلى حل يحقق مصالح البلدين.
وشرح شحاتة، خطوات الخروج من الأزمة بين البلدين، قائلاً إنه "يجب التحرك في مسارات عدّة، أولها أن يتم الاتفاق على وقف العمل في بناء السد لمدّة يتفق عليها الجانبان المصري والإثيوبي، ويتم خلالها تشكيل لجنة من الخبراء لتدارك الأضرار والآثار السلبية المحتملة على مصر جرّاء إنشاء السد".


وتابع أنه "على إثيوبيا تقديم البيانات والدراسات كافة المتعلقة بظروف وإجراءات التشغيل، ويتم بعد ذلك التعاون بين الجانبين لتدارك هذه الأخطار، والاتفاق على مواصفات بناء السد، الذي يجب أن يكون تحت إشراف دولي".
ورأى شحاتة ضرورة في أن يتفق الجانب المصري مع دول منابع نهر النيل على الإعداد لتطوير "اتفاقية عنتيبي"، التي رفضها الطرف المصري باعتبار أنها مجحفة بحقه.

كما أوضح شحاتة أن "إثيوبيا تمضي قدماً في بناء سدّ النهضة، وقد أنجزت 35 في المئة منه، ومن المقرر أن يكتمل بناؤه عام 2017"، لافتاً إلى أن "بداية تخزين المياه داخل السد ستبدأ في سبتمبر/أيلول 2015 والأضرار المائية لحصة مصر، ستبدأ فور بدء عملية التخزين، إذ ستنقص حصة مصر والسودان بواقع 16 مليار متر مكعب".

من جهة ثانية، رأى سياسيون مصريون أن عودة مصر لنشاطها المجمد في الاتحاد الأفريقي منذ انقلاب يوليو/تموز العام الماضي، يتوقف على موقف لجنة الحكماء بالاتحاد.
وقال السفير السابق وعضو جبهة الضمير، إبراهيم يسري، لـ"العربي الجديد"، إن "الأمر يعود إلى لجنة الحكماء، ومن الوارد أن يعتبر المجلس أن الرئيس السيسي جاء بانتخابات، أو أنه جاء عن طريق انقلاب عسكري على الرئيس المعزول محمد مرسي".
بدوره، قال المتحدث باسم حزب "الوسط"، عمرو فاروق، "لا أريد استقراء الواقع، ومجلس السلم (بالاتحاد) سيجتمع ويقدّر الموقف، ولكنه لن يتمكن من اتخاذ أي قرار إذا لم تجتمع لجنة الحكماء". إلا أن فاروق رجح في الوقت نفسه أن "تعود مصر للاتحاد بحكم النفوذ والضغوط الكبيرة التي تمارس عليه".

المساهمون