القاهرة تجدّد الدعوة للفلسطينيين وواشنطن تريد إطلاق الضابط الأسير

القاهرة تجدّد الدعوة للفلسطينيين وواشنطن تريد إطلاق الضابط الأسير

01 اغسطس 2014
استهداف الاحتلال للمدنيين في غزة لم يتوقف (ابراهيم خضر/Getty)
+ الخط -
غابت مشاهد المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني عن الكثير من قادة الدول الغربية الذين لم يروا في مقاومة الشعب الفلسطيني سوى "إرهاب"، فيما جددت وزارة الخارجية المصرية دعوتها إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى إجراء مفاوضات في القاهرة حول تهدئة في غزة.

وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن "الدعوة التي وجهتها للسلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية لإرسال وفديهما التفاوضيين الى القاهرة لبحث كل القضايا ذات الاهتمام لكل منهما ضمن الإطار الذي تناولته المبادرة المصرية، لا تزال قائمة".

وطالبت الخارجية المصرية "الأطراف المعنية بضرورة الالتزام الكامل بشروط التهدئة الانسانية التي سبق أن أعلنت الأمم المتحدة أنها تلقت ضمانات من الأطراف المعنية بقبولها لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد بالتوافق". وهي الهدنة التي أجهضتها إسرائيل كالعادة بحجة خطف الضابط الإسرائيلي، وهو ما حصل قبل دخول التهدئة حيز التنفيذ بحوالى الساعتين، بحسب معلومات "العربي الجديد".

وكانت الرئاسة الفلسطينية قد أعلنت، اليوم الجمعة، أن وفداً فلسطينياً من جميع الفصائل، من ضمنها "حماس"، شكّله الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، سيتوجه الى القاهرة غداً السبت "مهما كانت الظروف الأمنية" لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول وقف لإطلاق النار في غزة. وسيضم الوفد 12 ممثلاً عن حركة "فتح" بزعامة عباس وعن "حماس" وعن حركة "الجهاد الإسلامي".

أما في إطار الدعم الغربي المستمر للاحتلال، وفي تطور يعكس تصعيداً فاضحاً للهجة الانحياز الأميركي لتل أبيب، دعا الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الجمعة، الى اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي "في أسرع وقت ممكن" و"من دون شروط"، داعياً في الوقت نفسه الى مزيد من الجهود لحماية المدنيين في غزة.

وبرّر وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، للاحتلال خرقه اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه بنفسه، وعزا فشل وقف إطلاق النار إلى قيام حركة "حماس" بهجوم أسفر عن مقتل ضابطين إسرائيليين وخطف ثالث.

ودعا كيري، في بيان، المجتمع الدولي إلى مضاعفة ضغوطه على حركة "حماس" لإغلاق الأنفاق، ووقف الهجمات الصاروخية التي يطلقها "إرهابيو حماس" على إسرائيل.

واعتبر كيري، الذي تزداد وتيرة دعمه للدولة العبرية مع ارتفاع وتيرة الاهانات الإسرائيلية الموجهة له ولبلاده، أن خطف الضابط الإسرائيلي أدير غولدرن، هو "انتهاك شائن لاتفاق وقف النار الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات عصيبة استمرت طوال الأيام الماضية، وانتهاك لما تم تقديمه من ضمانات للأمم المتحدة". وطالب كيري، حركة "حماس"، بـ"الإفراج فوراً عن الضابط الإسرائيلي".

وقال كيري في بيانه، إنه على اتصال دائم مستمر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ومع المنسّق الخاص للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، روبرت سيري، وبعض الشركاء الآخرين، معرباً عن أمله في "إنقاذ أرواح المدنيين الأبرياء من الجانبين".

كذلك دعا كيري تركيا وقطر الى استخدام نفوذهما في تحقيق الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المختطف. وفي السياق، اتصل رئيس الدبلوماسية الأميركية بنظيريه القطري، خالد العطية، والتركي، أحمد داوود أوغلو، بعدما أبلغه أحد مساعديه أثناء رحلة العودة من زيارة الى الهند، بتقارير أشارت الى خطف الجندي الإسرائيلي ومقتل جنديين آخرين، بحسب ما أفادت وكالة "رويترز".

وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية، للصحافيين الذين يرافقون كيري: لقد وجّهنا لهما الدعوة إلى استخدام نفوذهما وبذل كل ما بوسعهما من أجل عودة الجندي، على حد تعبيره.

يُذكر أن كيري تلقى اتصالاً هاتفياً، اليوم الجمعة، من نتنياهو، أبلغه فيه أن "حماس تتحمل مسؤولية انهيار الهدنة وأنها ستدفع الثمن"، كما ذكرت وكالة "الأناضول".

وفي إطار تحميل "حماس" مسؤولية التصعيد في غزة، ندد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اليوم الجمعة بـ"انتهاك" ناشطي "حماس" للهدنة الانسانية في غزة، وطالب بالإفراج الفوري غير المشروط عن الجندي الاسرائيلي المخطوف.

أما وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، فقد شدد على أن "ما يهم الآن هو العودة إلى وقف إطلاق النار في غزة، على أن يلتزم الجميع بذلك، مع تشكيل هيئة أممية تتواجد على الأرض، لديها القدرة على مراقبة الهدنة، وتسجيل الخروقات". وقال داوود أوغلو، في تصريحات للصحافيين بعد أدائه صلاة الجمعة في مدينة قونيا التركية، نشرتها وكالة "الأناضول"، إنه "بعد ساعتين من بدء الهدنة، بدأت تتوارد أخبار مؤسفة عن خرقها، وأن الجانب الفلسطيني أكد لي أن إسرائيل خرقت الهدنة، وكثفت هجماتها، وقتلت نحو 70 فلسطينياً، وهو ما دفع المقاومة الفلسطينية إلى الرد".

وأوضح أوغلو أنه اتصل اليوم الجمعة بوزير الخارجية القطري، خالد العطية، ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، الذي أبلغه التزام الحركة بالهدنة، طالما لم تخرقها إسرائيل.