المشاورات الدبلوماسية للتهدئة في غزة.. مكانك راوح

المشاورات الدبلوماسية للتهدئة في غزة.. مكانك راوح

24 يوليو 2014
الاحتلال يتمادى في وحشيته مرتكباً المزيد من المجازر(أشرف عمرة/الأناضول/Getty)
+ الخط -

يدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مرحلة جديدة من فصول جرائم الحرب، والتي ترجمت، اليوم الخميس، بمجزرة جديدة استهدفت مدرسة تابعة لمنظمة "الأونروا"، وسقوط ما يزيد على المائة شهيد منذ صباح اليوم.

وأمام هذا المشهد الكارثي، تتواصل المشاورات الدبلوماسية، والجولات التي يقوم بها مسؤولون عرب وغربيون، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فضلاً عن معالجة الأسباب الجوهرية لما يكابده سكان القطاع، والمتمثلة أوّلاً برفع الحصار الخانق عنه.

وفيما يواصل وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، مباحثاته في القاهرة، أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، والملك الأردني، عبد الله الثاني، اليوم الخميس، على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي، خلال اللقاء الذي جمعهما في قصر الحسينية في عمّان.

ودعا الملك الأردني المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لحماية أهالي القطاع، ووقف العدوان الذي يستهدف المدنيين، مشدداً على أن العدوان ينتهك جميع الأعراف الدولية، وسيجلب استمراره آثاراً كارثية على أمن واستقرار المنطقة.

وحسب بيان صدر عن الديوان الملكي، في أعقاب اللقاء، أبلغ عبد الله الثاني عباس "ضرورة دعم المبادرة المصرية حيال الوضع في غزة".

وفي سياق الدفاع عن "المبادرة"، التي تجاهلت شروط المقاومة الفلسطينية، ومطالب سكان القطاع، قال عباس: "اتفقنا على وقف إطلاق النار كخطوة أولى يتبعها بحث موضوع المفاوضات، والمبادرة المصرية هي المبادرة التي يجب اعتمادها، وهي معتمدة فعلاً". وأضاف: "بناءً على المبادرة المصرية سيتم وقف إطلاق النار، ومن ثم الشروع في المفاوضات حول المطالب التي ستوضع على الطاولة".

من جهته، قال ممثل "منظمة التحرير الفلسطينية" لدى واشنطن، السفير معن رشيد عريقات، إن "وقف إطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة، خطوة ملحة لكن يجب أن يتبعها رفع الحصار عن سكان غزة، وحل المشكلة السياسية من جذورها".

وأوضح عريقات، في تصريحات أدلى بها لمحطة "إم إس إن بي سي" الأميركية، اليوم الخميس، أن "قطاع غزة تحول إلى سجن كبير لمليون وثمانمئة ألف فلسطيني، لا يستطيعون التحرك منه إلى أي مكان"، مشدداً على أن رفع الحصار عن غزة يجب أن يكون جزءاً من أي اتفاق جديد لإطلاق النار.

وفي موقف يتجاهل العجز الإسرائيلي عن الحسم العسكري في قطاع غزة، وجدت "المبادرة" المصرية من يدفع بها إلى الواجهة مجدداً، إذ أكد وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، اليوم الخميس، على أن "المبادرة المصرية لا تزال هي المطروحة لحل الأزمة بين إسرائيل وغزة". واعتبر أنه على "حركة حماس أن تقبل بوقف إطلاق النار في غزة من دون أي شروط"، وفق ما نقلت وكالة "الأناضول".

وجاءت تصريحات الوزير البريطاني، خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره المصري، سامح شكري، في القاهرة.

وأضاف هاموند: "لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها، وإسرائيل وفق القانون الدولي يجب أن تعمل على حماية المدنيين". وأضاف: "الأعمال التي تستهدف المدنيين مدانة وندعو إسرائيل لضبط النفس"، معتبراً أن "العنف بدأ بقصف حماس للمدن الإسرائيلية". قبل أن يضيف: "نؤمن بحق إسرائيل في الرد".

من جهته، أعرب شكري عن أمله في أن تمارس بريطانيا جهداً لإقناع كافة الأطراف بالمبادرة المصرية.

وفي سياق المواقف المنددة باستمرار العدوان، تعهد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب إردوجان، بالسعي لمحاكمة قادة إسرائيل على جرائمهم. ونقلت "الأناضول" عن إردوجان قوله إن "إسرائيل ستحاكم أمام المحاكم الدولية إن استمرت بهذه العقلية، وسنشاهد ذلك، وستقوم تركيا بالكفاح من أجل ذلك".

المساهمون