جهود الساعات الأخيرة لسليماني لإنقاذ المالكي

جهود الساعات الأخيرة لسليماني لإنقاذ المالكي

30 يونيو 2014
البوصلة ابتعدت عن المالكي كثيراً (فريق فرك/الأناضول/getty)
+ الخط -

أربعٌ وعشرون ساعة فقط تفصل العراقيين عن تسمية رئيس وزرائهم الجديد، بعد إجماع شبه كامل من قبل القادة السياسيين على استبعاد رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، الذي نقل مقربون عنه عودته الى التدخين بشراهة، وطرده عدداً من مستشاريه السياسيين.

وقال قيادي في المجلس الإسلامي الأعلى في بغداد، لـ "العربي الجديد"، إنّ قادة الكتل السياسية المنضوية تحت التحالف الوطني يجتمعون، مساء اليوم، للتصويت على عدد من الأسماء المرشحة للمنصب بالغالبية العادية (النصف زائد واحد)".

وأوضح القيادي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن أبرز تلك الأسماء هي عادل عبد المهدي، وأحمد الجلبي، وطارق النجم، وعلي الأديب، وجعفر الصدر، إضافة إلى المالكي، الذي أصرّ وحزبه على أن يكون مرشحاً داخل اجتماع التحالف، رغم إبلاغه بالرفض مبكراً. وبيّن أنّ "قادة التحالف وافقوا على ترشح المالكي داخلياً، للتخلص من الضغط الذي يمارسه قاسمي سليماني (قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني) بهذا الخصوص".

وأشار القيادي إلى أنّ "البوصلة ابتعدت عن المالكي كثيراً، مع ذلك، تمت الموافقة على طرح اسمه ومنحه أحقيّة هذا الترشح، لكنّه حتى الآن أضعف المرشحين، وهناك مخاوف من نجاح حراك سليماني، الموجود حالياً للقاء مراجع دينية في النجف، فضلاً عن لقائه عدداً من أعضاء التحالف، في أن يؤدي الى مفاجأة في اللحظات الأخيرة ".

بدوره، قال نائب رئيس كتلة "المواطن" (بزعامة عمار الحكيم)، الشيخ حميد المعلة، لـ"العربي الجديد"، إن "التحالف الوطني وجد في آلية طرح الأسماء للترشيح والتصويت عليها بشكل علني خلاصاً من المساومات والضغوط، وسيكون هناك مرشح واحد مع نهاية اليوم، في حال جرت محاور الاجتماع على ما هو مخطط له".

 كما أكد عضو التيار الصدري، حسين البصري، لـ"العربي الجديد"، أن "القناعة، التي تسود قيادات التحالف الشيعي، هي ضرورة البحث عن بديل للمالكي لسحب النقمة والتشنج الحاصل لدى المواطنين بكل طوائفهم".

ووصف القيادي في "التحالف الكردستاني"، محسن السعدون، اليومين المقبلين، بأنهما مفصليان في تاريخ العراق الحديث. وقال السعدون لـ"العربي الجديد" إن الآمال معقودة، اليوم ويوم غد، على "التحالف الوطني" الشيعي، إذ تقع على عاتقه مسؤولية حلّ 80 في المائة من المشكلة السياسية في العراق، ونصف المشكلة الأمنية، من خلال إيجاد بديل عن المالكي، يحظى بموافقة السنة والأكراد. وأوضح السعدون أن "بديل المالكي يلقي الكرة في ملعب الأطراف الأخرى كي تتحرك من أجل اقناع الفصائل المسلحة بالحوار".

في هذه الأثناء، كشف مصدر مقرب من المالكي لـ "العربي الجديد"، عن أنّ الأخير استبعد اثنين من مستشاريه السياسيين، ومستشاراً أمنيّاً آخر، مساء الأحد، خلال عملية تصفية يقوم بها رئيس الوزراء.

وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن "المالكي عاود التدخين بشراهة بعد إقلاعه عنه منذ عام 2009، ويبدو في مزاج سيىء للغاية، وعائلته انتقلت الى كربلاء بشكل مفاجئ دون معرفة السبب".

إلى ذلك، ذكر قائد طيران الجيش، حامد المالكي، في مؤتمر صحافي عقد اليوم الاثنين، في بغداد، أن طائرات "سوخوي" الروسية ستقلع خلال ساعات لتنفيذ مهام قتالية في مناطق مختلفة من البلاد. وقال إن الطائرات تقلع بواسطة طيارين عراقيين تم تدريبهم أخيراً في موسكو على تلك الطائرات، التي تم شراؤها مستعملة لتجنب تأخير تسليمها وبطء الولايات المتحدة في تجهيز العراق بطائرات "إف 16".

غير أن القيادي في المجلس العسكري لعشائر العراق، محمد المحمدي، قال لـ"العربي الجديد" إن "الطائرات الخردة، التي اشتراها المالكي، ستكون للتغطية على طلعات جوية سورية وإيرانية تنفّذ منذ أيام ". وأوضح أن العراق لا يمتلك طياري مقاتلات؛ فجميعهم جرى استبعادهم من الجيش الحالي بسبب مشاركتهم في حرب إيران والكويت، وستكون الآن طلعات إيرانية وسورية، فيما سيكون الغطاء بأنها طائرات سيخوي عراقية، وهذا ما أكدته لنا مصادرنا في بغداد".

المساهمون