قتيل في "انتفاضة" محافظات مصر بالذكرى الأولى للانقلاب

قتيل في "انتفاضة" محافظات مصر بالذكرى الأولى للانقلاب

مصر

العربي الجديد

العربي الجديد
03 يوليو 2014
+ الخط -
لم تمنع الإجراءات الأمنية المكثفة، التي حولت العديد من الميادين إلى ما يشبه ثكنات عسكرية، مناهضي الانقلاب من الخروج في مسيرات حاشدة في الذكرى الأولى للانقلاب، بمختلف المحافظات، اليوم الخميس، تصدّت لها القوات الأمنية بإلقاء القنابل الغازية والرصاص الحي، ما أسفر عن سقوط قتيل في منطقة الجيزة، وسط أنباء عن احتمال سقوط آخرين بين قتلى وجرحى.   

وأكّدت مصادر في "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، لـ"العربي الجديد"، سقوط قتيل على أيدي قوات الأمن المصرية إثر قنصه بالرصاص الحي في مسيرة منددة بالانقلاب في منطقة الهرم في محافظة الجيزة. وأضافت المصادر أن القتيل هو بهاء الدين محمد (20 عاماً) طالب بجامعة أكتوبر.

وخرج مناهضو الانقلاب في مسيرة حاشدة بمحافظة الجيزة، قطعوا خلالها شارع جامعة الدول العربية، وشارع السودان بالقرب من منطقة أرض اللواء بالمهندسين، فيما أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي على المتظاهرين في شارع جامعة الدول، وفق ما أكد شهود عيان لـ "العربي الجديد".

وكان "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، قد دعا إلى تظاهرات ومسيرات حاشدة، في ميادين التحرير ورابعة والنهضة، لإحياء الذكرى الأولى للانقلاب العسكري الذي أطاح أول رئيس منتخب محمد مرسي في 3 يوليو/تموز الماضي.

وفي السياق، نظم مناهضو الانقلاب تظاهرات عدة في محافظات الفيوم والشرقية ودمياط والمنوفية وكفر الشيخ. وكان الناشطون قد نظموا في الساعات الأولى من فجر اليوم، سلسلة بشرية تحت عنوان "مسحراتي ضدّ الانقلاب"، رفعوا خلالها صور مرسي، وأعلام مصر.

وفي دمياط، سارت تظاهرة حملت صور المعتقلين، وطالبت بإطلاق سراح المعتقلين في السجون ومقار الاحتجاز المصرية منذ وقوع الانقلاب. فيما انطلقت تظاهرة في محافظة المنوفية، للتنديد بتدهور الأوضاع الاقتصادية ونقص المواد البترولية.

وفي الإسكندرية، اعتقلت قوات الأمن 15 من رافضي الانقلاب بعدما فرقت بالقوة مسيرتين في منطقتي محطة الرمل وسبورتنج بوسط المدينة، في وقت تواصلت التظاهرات المناهضة للانقلاب العسكري والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين في مناطق عدة في المحافظة. وقال شهود عيان إن "قوات الأمن اعتدت على المشاركين في المسيرة التي انطلقت أمام البنك المركزي بشارع سيزوستريس، وطاردتهم في الشوارع الجانبية، مما أدى إلى إصابة واعتقال عدد من المتظاهرين".

جاءت هذه المسيرات في وقت كثفت قوات أمن الإسكندرية بمشاركة عناصر من الجيش من تواجدها في مختلف مناطق غرب وشرق المدينة، كما تم الدفع بالعديد من سيارات الشرطة والمدرعات لتأمين المنشآت بتسليح المنشآت الشرطية كافة والأماكن الحيوية بالأسلحة الثقيلة.

من جهة ثانية، قال شهود عيان لــ "العربي الجديد"، إن قنبلة انفجرت بالمدخل الجانبي لقسم شرطة المنتزه بشرق الإسكندرية، كما عثر رجال الأمن على أخرى في الطابق الثاني من القسم دون وقوع إصابات.

قطع طرقات بالصعيد

وفي محافظات الصعيد، أغلق المتظاهرون عدد من الطرقات والسكك الحديدية أمام مرور السيارات والقطارات. كما علقوا لافتات ضخمة في شوارع المدينة تحمل صوراً للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ملطخة بالدماء. كما أعلنت مجموعة أطلقت على نفسها اسم "مجهولون ضدّ الانقلاب" عن قيامها بقطع 48 طريقاً رئيسياً على مستوى الجمهورية، منذ فجر اليوم.

وقال أحد أفراد المجموعة إنّهم مجموعة من الشباب الرافض للانقلاب العسكري، مضيفاً "معظمنا كان ضدّ مرسي والإخوان، ولكن نحن أيضا ضد الظلم، وضد دولة القمع، ونرفض أن تعود الممارسات القمعية مرة أخرى".

استنفار أمني

وكانت قوات الأمن المصرية قد استبقت التظاهرات والمسيرات في الذكرى الأولى للانقلاب العسكري، وأَغلقت جميع مداخل ومخارج الميادين الحيوية والأساسية في القاهرة والجيزة، منذ مساء أمس، فيما استنفرت أجهزتها الأمنية في معظم المحافظات، كما شنت حملات اعتقالات ومداهمات استهدفت قادة وسياسيين ضد الانقلاب العسكري.

وعَقب انطلاق الفعاليات الرافضة للانقلاب، في عدد من المحافظات المصرية، صباح اليوم، أحيط ميدان التحرير بالأسلاك الشائكة و بالدبابات التي انتشرت في كل اتجاه، الأمر الذي وصل إلى حدّ إغلاق مداخل ومخارج كوبري أكتوبر المؤدي إلى ميدان عبد المنعم رياض، الذي يبعد عنه أمتاراً قليلة.

وبالتزامن مع ذلك، طوقت قوات الأمن ميداني رابعة والنهضة، اللذين شهدا اعتصامين لمؤيدي الرئيس المعزول، محمد مرسي العام الماضي، جرى فضّهما بالقوة وسقط عشرات القتلى والجرحى. أما قصر الاتحادية فتحوّل هو الآخر لما يُشبه ثكنة عسكرية، من حيث الاستنفار الأمني، ونُشرت قوات أمن مركزي، وقوات خاصة في محيط القصر. كما تحول مبنى دار القضاء العالي بوسط القاهرة إلى ثكنة عسكرية، حيث كثفت قوات الجيش والشرطة من وجودهما بمحيط الدار وداخل المبنى.

وترافقت مع الاجراءات الأمنية مع حملة اعتقالات ومداهمات لمنازل العشرات من قادة "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" وأعضاء "الإخوان المسلمين" وعدد من المنتمين للجماعة الإسلامية من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، في محافظات عدة منها الإسكندرية والقاهرة والجيزة والمنيا وسوهاج وأسيوط، وبورسعيد.

وفي سياق الاعتقالات، داهمت قوات الأمن المصرية منزل القيادي بحزب "البناء والتنمية"، طه الشريف، بحثاً عنه للقبض عليه ولكنه لم يكن موجودا في منزله بمحافظة البحيرة. واعتبر أسامة حافظ أن القبض على قيادات الجماعة وحزب "البناء والتنمية" وملاحقتهم أمر ليس بالجديد، وهو شيء معتاد داخل الجماعة الإسلامية منذ بدء الانقلاب. وقال حافظ لـ "العربي الجديد"، إن "هناك نية كبيرة للتضييق على العمل السياسي والحزبي في مصر، من خلال القبض على قيادات حزبية" معارضة للانقلاب.

ذات صلة

الصورة
المؤرخ أيمن فؤاد سيد (العربي الجديد)

منوعات

في حواره مع " العربي الجديد"، يقول المؤرخ أيمن فؤاد سيد إنه لا يستريح ولا يستكين أمام الآراء الشائعة، يبحث في ما قد قتل بحثاً لينتهي إلى خلاصات جديدة
الصورة
مئات يترقبون انتشال المساعدات على شاطئ بحر غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا أيضاً يترقبون ما يصل عبر الإنزال الجوي.
الصورة

سياسة

نقلت وكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، عن أربعة مصادر أن مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين.
الصورة

منوعات

شهدت كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، موجة من السخط والدهشة، بعدما قارن حالة المصريين في ظل التردي الاقتصادي بحالة أهالي قطاع غزة.