نتنياهو يوظّف عملية القدس ويربطها "بالإرهاب العالمي"

نتنياهو يوظّف عملية القدس ويربطها "بالإرهاب العالمي"

24 أكتوبر 2014
جدّد اتّهام الرئيس محمود عباس بدعم "الإرهاب"(الأناضول)
+ الخط -

واصل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس الخميس، توظيف عملية الدهس التي نفّذها الشهيد عبد الرحمن الشلودي، للترويج لنظرياته حول محاربة الإرهاب، وعدم التساهل معه، معتبراً أنّ العالم الغربي سيجد نفسه يواجه الإرهاب في بيته، كما حدث في حالة إطلاق النار التي وقعت داخل البرلماني الكندي قبل يومين.

وجدّد نتنياهو اتّهام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بدعم "الإرهاب"، عندما قال إنّ الهجوم الذي تتعرّض له القدس، يحظى بدعم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، "الذي يمجّد القتلة ويحتضن منظمتهم"، بحسب نتنياهو. 

ودعا رئيس الحكومة الإسرائيلية، المفتّش العام للشرطة، يوحنان دانينو، إلى "ممارسة السيادة الإسرائيلية في كافة أنحاء القدس، عبر تعزيز تواجد القوّات فيها، وإضافة وسائل المراقبة".

وذكر موقع الإذاعة الإسرائيلية، أنّ نتنياهو أعلن خلال مراسم رسمية لإحياء ذكرى الوزير الإسرائيلي، رحبعام زئيفي، الذي اغتالته فرقة من "الجبهة الشعبية"، قبل سبع سنوات، "أننا نعيش اليوم في حرب التحرير، التي لم تنتهي بعد، وستستمرّ سنوات أخرى".
 
ويسعى نتنياهو إلى إجراء مقارنات، من شأنها أنّ تبعد عن حكومته تهم الفشل، التي وجّهها وزير الاقتصاد، نفتالي بينيت، عندما أعلن أن الحكومة الإسرائيلية فشلت في حفظ الأمن في القدس. ويسعى نتنياهو في المرحلة الحالية، إلى محاولة وصم السلطة الفلسطينية بدعم "الإرهاب"، بفعل حكومة التوافق الفلسطينية، وأنّها تتعاون مع حركة "حماس" ضد إسرائيل.

وبموازاة ذلك استعادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الجمعة، وبشكل بارز على صفحتها الأولى، موضوع أطروحة الدكتوراة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تحت عنوان إنكار المحرقة، وما جاء فيها "أن عدد ضحايا النازية اليهود لم يتعدّى المليون يهودي، مع الإشارة إلى أنّ الحركة الصهيونية تعاونت مع النظام النازي".

في المقابل، رفض الصحافي باراك رابيد، محاولات نتنياهو مقارنة حادثة الدهس بعمليات إرهابية، وقعت في مدن عالمية أخرى، خاصة حادثة البرلمان الكندي، معتبراً أن أوتاوا مدينة مسالمة تنعم بهدوء دائم، بينما تعيش القدس منذ أكثر من ثلاثة أشهر، حالة من الانتفاضة الشعبية، مقابل سكوت نتنياهو وحكومته عن عمليات الاستفزاز، التي يقوم بها عدد كبير من أعضاء الكنيست والوزراء في محاولات اقتحام الأقصى، والسعي لتغيير الوضع القائم.

وفي هذا السياق أشار المعلّق العسكري لهآرتس، عاموس هرئيل، أنّ ما يحدق في القدس، على الرغم من التخبّط الإسرائيلي في العامين الماضيين بشأن احتمالات اندلاع انتفاضة ثالثة، هو في واقع الحال حرب شعبية، يديرها الشبان الفلسطينيون بشكلٍ أساسي، عبر استخدام وسائل عنيفة ولكن من دون استخدام الأسلحة النارية، مماّ يبقيها في خانة الاحتجاجات الشعبية ذات الضرر المحتمل والمعقول.

ولفت هرئيل في هذا السياق، إلى أنّ محاولات وزراء الحكومة المتكرّرة، وأعضاء الكنيست من "الليكود" لتغيير أنظمة الدخول للأقصى، وتغيير الوضع القائم، تشكّل فرصةً لتوحيد كافة الأطراف الفلسطينية حول موضوع القدس، في الوقت الذي لا تزال حكومة الوحدة الفلسطينية تواجه عراقيل في عملها. وبالتالي فإنّ بمقدرة الفصائل الفلسطينية كافةً، والأطراف المختلفة، العمل في باحات الأقصى بشكل وحدوي، بما في ذلك انضمام حزب التحرير الإسلامي لهذه النشاطات، وبدور فاعل تقوم به أيضا الحركة الإسلامية الشمالية، بقيادة الشيخ رائد صلاح.

المساهمون