السمنة مفتاح الصحراويات للزواج في المغرب

السمنة مفتاح الصحراويات للزواج في المغرب

07 مايو 2014
صحراويات (ارشيف/ العربي الجديد)
+ الخط -

  
تعتبر السمنة معياراً أساسياً في جمال المرأة في المناطق الصحراوية في جنوب المغرب، حيث تحظى المرأة الممتلئة بالكثير من التقدير والاهتمام من الرجال، وتكون فرصها بالزواج أكبر من حظوظ المرأة النحيفة.

وتتّبع العديد من الفتيات والنساء الصحراويات نظاماً غذائياً صارماً وغريباً يدعى "التبلاح"، يساعد النحيفات منهن على الحصول على جسد سمين. كما يتناولن أعشاباً تفتح الشهية على الأكل، ويملن إلى الراحة البدنية.

تؤكد نانة منت قنديل، إحدى الفتيات الصحراويات، لـ"العربي الجديد" أنّ "المرأة ذات الجسد الممتلئ تكون أوفر حظاً في الزواج داخل المجتمع الصحراوي، حيث يتم تقديم الفتاة السمينة على النحيفة داخل الأسرة الواحدة في فرص الزواج".

وتلفت إلى أنّ "الجسد النحيل للمرأة في المجتمع الصحراوي يعد نقيصة وعيباً اجتماعياً، ما يجعل الكثيرات يحرصن على تسمين أجسادهن بمختلف الطرق الصحية وحتى غير الصحية".

وبالنسبة لأمينتو أزركي، السيدة المتزوجة في مدينة الداخلة الصحراوية، فإنّ "الحصول على جسد سمين وممتلئ خاصة في الصدر والأرداف ليس مبتغى الفتيات الباحثات عن الزواج فقط، بل حتى المتزوجات يسعين لكسب قوام سمين للحفاظ على حب أزواجهن".

وتتابع أزركي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "المرأة الصحراوية عادة ما تحصل على جسد سمين انطلاقاً من عادات غذائية يتم اتباعها بكثير من الصرامة، علاوة على أخذ قسط وافر من الراحة، وعدم بذل مجهود بدني كبير".

ويقوم النظام الغذائي المعروف بـ"التبلاح" على استيقاظ الفتاة في الصباح الباكر، وشرب كؤوس كثيرة من حليب الإبل الساخن، ثم الرجوع إلى النوم ساعات أخرى، لتنهض من جديد وترتشف كمية كبيرة من حساء الشعير وحليب البقر مع حبات التمر.

وفي وجبة الغذاء، تتناول الفتاة التي تود الحصول على جسم سمين وجبة دسمة تتكون من لحم الإبل المشوي، أو لحم الضأن، مع صحن من الأرز أو المعجنات. وفي المساء تتناول وجبة من الحساء والتمر، حيث يُمنع الجوع على الفتاة المرشحة للسمنة.

وعزا الباحث في الثقافة الشعبية، محمد مهتدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، تفضيل المجتمع الصحراوي للمرأة السمينة إلى "نوعية الثقافة السائدة منذ عقود في المنطقة"، مشيراً إلى أن "الرجل هناك يتصوّر أن المرأة النحيفة قد تشكل نذير نحس يهدد حياته".

وبالرغم من إقراره بأنّ هوس المرأة الصحراوية بالجسد الممتلئ يعد ظاهرة اجتماعية خاصة بعادات المنطقة، ينتقد مهتدي بالمقابل الميل إلى التسمين القسري الذي تنتهجه بعض النساء في حق فتيات صغيرات لكسب أوزان زائدة.

المساهمون