أزمة مواصلات تضرب سورية

أزمة مواصلات تضرب سورية

28 يناير 2015
حكومة الأسد ادعت أنها بصدد شراء 100 حافلة (أرشيف/Getty)
+ الخط -
أدى قرار رفع أسعار البنزين والمازوت، في سورية إلى أزمة مواصلات خانقة، بعد أن توقف كثير من أصحاب الباصات الخاصة (الوسيلة الأكثر شعبية) عن العمل، بالإضافة إلى نقص المواصلات العامة.
وكان نظام بشار الأسد رفع سعر المازوت مؤخراً الذي تستخدمه وسائل النقل بواقع 45 ليرة لليتر الواحد، من 80 إلى 125 ليرة.
وقال مدير نقل إدلب المنشق، محروس الخطيب، لـ"العربي الجديد"، إن العديد من المدن أصابها تكدّس مروري وأزمة نقل، في ظل إحجام أصحاب المواصلات الخاصة وقلة وسائل النقل العامة. وأشار الخطيب إلى سيطرة جيش بشار الأسد والأمن و"الشبيحة" على وسائل النقل الحكومية "الباصات" واستخدامها في مهام قمع الثوار ونقل الجنود، ما أوقع مؤسسة النقل الداخلي في عجز تلبية الاحتياجات المتزايدة، وخاصة في المدن الهادئة كدمشق العاصمة، التي شهدت نزوحاً من المدن الأخرى نتيجة الحرب وقصف النظام.
واضطر المواطنون في معظم المدن إلى مزيد من الانتظار والوقوف طوابير على مواقف الباصات كما تروي الجامعية (طالبة بكلية الآداب جامعة دمشق) بتول الأحمد، "ننتظر عدة ساعات كل يوم وسيلة تقلنا للجامعة بعد توقف معظم أصحاب السرافيس (الباصات) عن العمل نتيجة رفع أسعار المازوت، غير المتوفرة في السوق السورية أصلاً".

وتضيف الأحمد لـ"العربي الجديد" إن تسعيرة النقل بين دمشق وأي حي في ريفها القريب 150 ليرة، وأجرة النقل ضمن أحياء العاصمة 50 ليرة، رغم أن تسعيرة محافظة دمشق الرسمية هي 20 ليرة للخطوط القصيرة و25 ليرة للخطوط الطويلة، وحسب الأحمد، لكن لا يجرؤ أحد على مناقشة السائقين، وهو ما يضطرنا أحياناً إلى السير أو اللجوء إلى سيارات الشحن الصغيرة أحياناً، كي لا تفوتنا الاختبارات.
وظهرت في العاصمة السورية دمشق التي يزيد سكانها اليوم عن 7 ملايين سوري، بعد حركات النزوح، وسائل نقل ركاب جديدة، منها السيارات الصغيرة "سوزوكي، هونداي" وانتشار الدراجات النارية.
ويقول العامل في القطاع الحكومي، حسين جوخدار من حي دمر بدمشق، "أتنقل على الدراجة النارية رغم الحواجز المرورية التي نقف عندها لساعات". ويضيف لـ"العربي الجديد" أن السوريين يعيشون حالة ذل، حيث تنتظر يومياً لعدة ساعات على مواقف الباصات والسرافيس (الميكروباصات الخاصة) وتتعرض للإساءة أو تجد حلاً يوصلك للعمل، لأن العودة ليست بالمشكلة، فمعظم الأحيان يضطر العاملون للعودة سيراً على الأقدام إن كانت منازلهم قريبة، لأنه أسرع ودون تكاليف مالية.
وتساءل جوخدار هل المواطن السوري الذي دفع من حياة أولاده وتهدم منزله بالحرب، هو المعني بمساندة نظام بشار الأسد في الحرب ليتكبد تكاليف غلاء أسعار المشتقات النفطية وعناء البحث عنها بالسوق السوداء بأسعار مضاعفة ليؤمن وسيلة تدفئة لبيته، في واقع انقطاع التيار الكهربائي لنحو 15 ساعة يومياً.
ومن جانبه، أكد الخطيب أن حكومة الأسد ادعت أنها بصدد شراء 100 باص نقل داخلي والعمل على قطع غيار لتأهيل الباصات الحالية، إذ تم تخصيص مبلغ 200 مليون ليرة سورية من موازنة إعادة الإعمار لزوم صيانة وتأهيل 210 باصات، وعلى الأرجح سيتم استيراد الحافلات من "أصدقاء الحرب" كإيران مثلاً، إلا أن هذه الخطوة وإن تمت فإنها لن تحل الأزمة التي لا تعود أسبابها لقلة وسائل النقل فقط، بل هناك أسباب أخرى كارتفاع أسعار الوقود وعدم وجود قطع غيار ومواقع للصيانة، فضلاً عن انتشار الحواجز التي تقطع أوصال دمشق.
وضمن نهج معالجة الأزمات بالشعارات فقد أكد مدير شركة النقل الداخلي في دمشق، حسن عمر، في تصريحات صحفية سابقة، أن الحكومة تعمل على تأمين باصات جديدة لحل أزمة النقل الداخلي، وتراقب التزام السائقين بالأجرة المقررة.

المساهمون