المقاومة تغلق سماء الاحتلال: شركات طيران عالمية تعلق رحلاتها

"السماء أغلقت .. لا رحلات طيران للبلاد"،... بهذه العبارة استهلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عددها الصادر اليوم الأربعاء، بعد موجة إلغاء وتعليق الرحلات الجوية لكبرى شركات الطيران العالمية باتجاه مطارات الاحتلال الإسرائيلي.

ولم تشفع العلاقات "الحميمة" لدى بعض الدول مع الاحتلال الإسرائيلي من أن تلغي الأولى رحلاتها المقررة خلال المستقبل القريب على الأقل، حفاظاً على أمن ركابها، عند دخولها الأجواء الفلسطينية المحتلة.

وجاء تعليق الرحلات بعدما تكرر الأيام الماضية إطلاق صافرات الإنذار في تل أبيب، تحذيرا من سقوط صواريخ فلسطينية على المدينة، فيما قالت وسائل إعلام عبرية إن صاروخا سقط على بلدة قرب مطار بن جوريون الدولي وأصاب شخصين بجروح طفيفة.

وعلقت شركات طيران أميركية رحلاتها باتجاه مطارات الاحتلال وأكبرها مطار اللد "بن جوريون"، تبعتها بذلك عدة شركات طيران عالمية أخرى.

وأبرز الشركات التي علقت رحلاتها نحو الاحتلال هي: ثلاث شركات طيران أميركية وهي شركة دلتا، و يو إس إيرلاين، ويونايتد إيرلاين، وشركتا الطيران الألمانية إير برلين ولوفتهانزا، وشركة الطيران البريطانية إيزي جت، وشركة الطيران الهولندية كي ال ام، وسويس إير لاين التابعة لسويسر، وتركش إيرلاين التركية، وشركة إير فرانس الفرنسية، وإير كندا الكندية، وشركات طيران هنغارية وبلجيكية وكورية وأردنية.

وأبلغ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مساء أمس الثلاثاء، بضرورة استئناف شركات الطيران الأميركية رحلاتها باتجاه تل أبيب مجدداً، لكن كيري قال إن التراجع عن قرار الإلغاء من عدمه سيتحدد خلال 24 ساعة.

وأعلنت شركة العال الإسرائيلية للطيران (أكبر شركات الطيران لدى الاحتلال)، الثلاثاء، إن تقديراتها الأولية لخسائر تراجع حجوزات الطيران خلال الأسابيع الماضية، والمتوقعة خلال الشهرين القادمين، تتراوح بين 40 و 50 مليون دولار أميركي.

وتأتي هذه الخسائر، حسب بيان صادر عن الشركة، بسبب إلغاء الآلاف من المسافرين حجوزاتهم من وإلى إسرائيل، خلال الربع الثالث من العام الجاري، وهو موسم العطلات الصيفية والسياحة في إسرائيل.

ويأتي إلغاء الرحلات بعد دخول العدوان الإسرائيلي على القطاع يومه السادس عشر، فيما تواصل المقاومة قصف مدن وبلدات الاحتلال، بينما سقطت صواريخ في عدة مناسبات في محيط مطار اللد "بن جوريون"، أكبر مطارات الاحتلال المدنية.

وقالت القناة الأولى للتلفزيون الحكومي في تل أبيب إن شركات الطيران الاسرائيلية قررت منذ صباح اليوم الأربعاء، تكثيف رحلاتها الجوية لتأمين العجز الناشئ عن تعليق الرحلات إلى البلاد.

وأشارت القناة إلى أن القرار تضمن تكثيف رحلات الطائرات من وإلى إسرائيل.

وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني أن "وزارة المواصلات الإسرائيلية طلبت من شركات الطيران التراجع عن قرارها"، مشيرة إلى أنها حاولت أن "تشرح لشركات الطيران بأن المطار آمن للإقلاع والهبوط".

في المقابل، قال مصدر ملاحي مسؤول بمطار القاهرة الدولي، اليوم الأربعاء، إن الرحلات المتجهة إلى تل أبيب منتظمة حتى الآن ولم يتم إلغاء أي رحلة بسبب "الوضع غير المستقر" في إسرائيل.

وأضاف المصدر في تصريحات للأناضول، إلى أن شركة طيران "آير سيناء"، وهي الشركة المصرية الخاصة الوحيدة التي تنظم رحلات مباشرة إلى تل أبيب، من المقرر أن تنظم صباح غد الخميس رحلة مباشرة إلى تل أبيب.

وأوضح أن سلطات الملاحة الجوية في المطار لم يصلها حتى الآن أي إخطار من شركة "آير سيناء" بإلغاء رحلاتها المتجهة إلى تل أبيب.

وشرع الاحتلال الإسرائيلي قبل 17 يومًا، بشن حرب على قطاع غزة أطلق عليها اسم "الجرف الصامد"، وتوسعت فيها الخميس الماضي بتنفيذ توغل بري محدود شمالي القطاع، مصحوبا بقصف مدفعي وجوي وبحري كثيف، ما أدى لمقتل 639 فلسطينيا وإصابة 4060 آخرين، بجراح متفاوتة، حتى الساعة 5:45 بتوقيت جرينتش. من اليوم الأربعاء.

وتسببت الغارات الإسرائيلية المكثفة والعنيفة على مختلف أنحاء قطاع غزة، بتدمير 1090 وحدة سكنية، وتضرر 18070 وحدة سكنية أخرى بشكل جزئي، منها 994 وحدة سكنية "غير صالحة للسكن"، وفق معلومات أولية صادرة عن وزارة الأشغال العامة الفلسطينية.

وفي المقابل، وفق الرواية الإسرائيلية، قُتل 30 إسرائيليا، بينهم مدنيان، وأصيب 435 معظمهم بحالات "هلع" منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يوم السابع من يوليو/تموز الجاري، إثر إطلاق صواريخ من قطاع غزة على الاحتلال، وفقا لبيانات الجيش والشرطة الإسرائيليين.