حرق النفط..خسائر جديدة للبرميل والسعودية تدخل سباق خفض الأسعار

حرق النفط..خسائر جديدة للبرميل والسعودية تدخل سباق خفض الأسعار

07 يناير 2015
أسعار النفط تواصل الانهيار (أرشيف/Getty)
+ الخط -
تراجعت أسعار النفط إلى مستويات منخفضة جديدة في خمسة أعوام ونصف العام، مواصلة خسائرها، مع اشتداد المخاوف من تخمة المعروض العالمي، في ظل احتدام السباق بين الدول المصدرة على زيادة الإنتاج وخفض الأسعار، للحفاظ على حصتها السوقية.
وخفّضت المملكة العربية السعودية، أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للخام "أوبك"، أسعار بيع النفط الشهرية إلى المشترين الأوروبيين، ما يبرز حرصها الشديد على حماية حصتها السوقية، حسب محللين في قطاع الطاقة. فيما واصلت أسواق المال الخليجية تراجعها، بينما أبدت الولايات المتحدة ارتياحها لانخفاض الأسعار.
وتراجع خام برنت إلى 51.23 دولاراً للبرميل، أمس، وهو أدنى مستوى له منذ مايو/أيار 2009، ليفقد نحو 3% من قيمته، لترتفع خسائره إلى 8% خلال الجلستين الأخيرتين.
وجاء القرار السعودي بتخفيض أسعار البيع للمشترين الأوروبيين، بعد أن أظهرت بيانات روسية، أن إنتاج روسيا سجل أعلى مستوى في عام 2014، في حقبة ما بعد الاتحاد السوفييتي. كما سجل العراق أعلى صادرات منذ عام 1980.
كما توقع مسح لرويترز، يوم الاثنين الماضي، أن يكون مخزون الولايات المتحدة من الخام والمنتجات، ارتفع في الأسبوع المنتهي في الثاني من يناير/كانون الثاني، ما قد يؤدي إلى هبوط أكبر للأسعار. وهبط الخام الأميركي 1.50 دولار، إلى 48.54 دولاراً، بعد أن نزل إلى 48.47 دولاراً، وهو أقل سعر منذ أبريل/نيسان 2009.
وحسب تصريحات للمتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، يوم الاثنين، فإن مسؤولين أميركيين يراقبون الانخفاض الراهن في أسعار النفط، ويعتقدون أن هبوط الأسعار مفيد للاقتصاد الأميركي. وأضاف إرنست "عندما يذهبون إلى محطة البنزين ويرون الأسعار أقل بما يصل إلى دولار مما كانت عليه في العام الماضي، هذا بالتأكيد يعني مزيداً من الأموال في جيوب أُسر الطبقة المتوسطة".
وانخفض متوسط أسعار البنزين دون دولارين في أغلب أرجاء الولايات المتحدة، حسب تقرير لرويترز. ودعم ذلك مبيعات السيارات في السوق الأميركية.
في المقابل، تراجعت أسواق المال الخليجية، خلال تعاملات أمس، مواصلة خسائرها، بسبب تهاوي أسعار النفط عالمياً، حيث خسر البرميل نحو 55% من قيمته منذ يونيو/حزيران 2014، الذي بلغ آنذاك نحو 115 دولاراً.
وهبط المؤشر العام للسوق السعودية بنسبة 0.61%، فيما هوى مؤشر سوق دبي المالي بنحو 3.24%، وأبوظبي بنسبة 2.66%، والكويت بنسبة 1.53%، وقطر بنسبة 1.53% ومسقط بنسبة 1.3%، بينما لم ينج من الهبوط الخليجي سوى سوق البحرين بصعود طفيف بلغت نسبته 0.3%.
وقال أحمد إبراهيم، محلل أسواق المال، لـ"العربي الجديد": "يبدو أن أسعار النفط ستواصل نزيفها، في ظل السباق الواضح بين المنتجين على خفض الأسعار وزيادة الإنتاج، وهو ما سيزيد من الضغوط على أسواق المال، خاصة الخليجية التي يتزايد قلق المستثمرين فيها من احتراق أسعار الذهب الأسود".
لكن خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، قال في خطاب ألقاه نيابة عنه الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد، في افتتاح أعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة لمجلس الشورى، أمس، إن المملكة ستواجه المستجدات الحالية في أسواق النفط العالمية "بإرادة صلبة". وأضاف "المملكة ستبقى مدافعة عن مصالحها الاقتصادية، ومكانتها العالمية ضمن منظور وطني، يراعي متطلبات رفاهية المواطن، والتنمية المستدامة، ومصالحِ الأجيال في الحاضرِ والمستقبل".
وتعتمد بلدان "أوبك" بشكل كبير على سعر الخام، في الحفاظ على توازن ميزانياتها، بجانب الاحتفاظ باحتياطات كبيرة من النقد الأجنبي والذهب، لوقايتها من آثار التقلبات السعرية للنفط.

المساهمون