من "الريدز" إلى "الأولتراس"..درس مقاطعة "ذا صن" 26 عاماً

من "الريدز" إلى "الأولتراس"..درس مقاطعة "ذا صن" 26 عاماً

10 فبراير 2015
تشابه بين كارثتي ليفربول والزمالك (العربي الجديد)
+ الخط -

عاش عشاق كرة القدم في إنجلترا في الخامس عشر من شهر أبريل/نيسان عام 1989 على وقع صدمة كبيرة بعد أن لقي 96 شخصاً من أنصار فريق ليفربول الإنجليزي مصرعهم بسبب التدافع الكبير أمام السياج الأمني لملعب "شفيلد وينيزدي" الإنجليزي، وذلك خلال مباراة الدور نصف النهائي لبطولة كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، والتي جمعت بين فريق "الريدز" ونظيره نوتنجهام فورست.

وبعد مُضي نحو ربع قرن على تلك الحادثة المؤسفة التي عُرفت باسم كارثة "هيلزبره"؛ تلقى عُشاق كرة القدم في مصر نبأ كارثة رياضية جديدة، إثر الأحداث المأساوية التي أسفرت عن مقتل العشرات من مشجعي نادي الزمالك المصري خلال مواجهات مع قوات الأمن أمام ملعب الدفاع الجوي في القاهرة قبيل مباراة فريق العاصمة المصرية أمام نظيره إنبي بالجولة العشرين من بطولة الدوري المصري لكرة القدم.

وكما قال المثل العربي القديم "ما أشبه الليلة بالبارحة" فقد تشابهت العديد من الحوادث في الكارثتين، بل نرى أيضاً أن أجزاء منها متطابقة إلى حدٍ كبير، فمن يُعيد قراءة تاريخ كرة القدم سيكتشف الكثير من أوجه الشبه بين الواقعتين المؤسفتين.

ضحايا هنا وهناك
وتحمل الكارثتان ملامح مشابهة إلى حدٍ كبير، لكن وجه الشبه الأكثر إيلاماً للقلب هو سقوط ضحايا بين جمهور فريق ليفربول الإنجليزي، وجمهور نادي الزمالك، حيث فُجعت إنجلترا بمقتل 96 شخصاً من أنصار فريق ليفربول الإنجليزي؛ بسبب التدافع الكبير أمام السياج الأمني لملعب شفيلد وينيزدي الإنجليزي، فيما صُعقت مصر أيضاً على نبأ رحيل 40 مشجعاً من أعضاء رابطة مشجعي نادي الزمالك "وايت نايتس" ممن دفعوا حياتهم ثمناً لمباراة كرة قدم.

سوء التنظيم
"كرة القدم ليست السبب، إنها الحجة" هكذا لخص المدير الفني للنادي الأهلي المصري، الإسباني خوان كارلوس جاريدو، ملابسات كارثة ملعب الدفاع الجوي التي راح ضحيتها 40 من مشجعي الزمالك ممن أرادوا حضور مباراة إنبي في الدوري المصري.

وأشار جاريدو في تصريحات نقلتها صحيفة "الموندو" الإسبانية إلى أن سوء التنظيم يُعد من أهم الأسباب وراء حدوث هذه الكارثة، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه كان من الضروري الترتيب بشكل جيد لاستيعاب الحضور الكبير من جماهير الزمالك.

في إنجلترا أيضاً كان سوء التنظيم بمثابة السبب الرئيس لنشوب كارثة هيلزبره حيث تم منح مشجعي نوتنجهام فورست في ذلك الوقت 21000 مقعد، بينما خصص لمشجعي ليفربول 14600 فقط، علماً أن شعبية الأخير تزيد على ضعف شعبية الفريق صاحب الحصة الأكبر من المقاعد.

من المسؤول؟
اختلف المكان والزمان والمفعول به، لكن يبدو لافتاً أن الفاعل واحد، ففي كارثة "هيلزبره" أقرت الشرطة الإنجليزية في عام 2012، أي بعد حوالي 23 عاماً بتقصيرها في حماية المشجعين خلال المباراة التي جمعت ليفربول ونوتنجهام فورست في نصف نهائي كأس إنجلترا على ملعب هيلزبره في شيفيلد عام 1989، والتي قتل خلالها 96 مشجعاً بسبب تدافع الجمهور.

أما في مصر، فقد تباينت آراء الجمهور المصري بشأن الأحداث المأساوية التي أسفرت عن مقتل العشرات من مشجعي نادي الزمالك خلال مواجهات مع قوات الأمن أمام ملعب الدفاع الجوي، وحمّل مشجعون وأهالي الضحايا وزارة الداخلية المسؤولية عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، وسط حالة من الغضب والصدمة، بينما اعتبر آخرون أن المسؤولية تقع على روابط المشجعين.

لكن جُل أصابع الاتهام تُشير إلى أن قوات الأمن هي من تقف خلف هذه المجزرة، التي جاءت بعد ثلاثة أعوام تقريباً من مذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها، 74 شهيداً، ومئات المصابين من مشجعي النادي الأهلي كل ما اقترفوه من ذنب أنهم ذهبوا خلف ناديهم لدعمه في مباراته أمام النادي المصري البورسعيدي.

التضليل الإعلامي
مارست صحيفة "ذا صن" البريطانية سائر فنون التضليل الإعلامي، فيما يتعلق بكارثة "هيلزبره" وهاجمت آنذاك جماهير فريق "الريدز" مُحملة إياها مسؤولية الكارثة واصفة
الجماهير في ذلك الوقت بالمخمورين، الأمر الذي دفع جماهير ليفربول إلى مقاطعة الصحيفة مدة 26 عاماً، كّونها تنشر الأكاذيب في ما يتعلق بكارثة "هيلزبره" التي نشبت بسبب سوء تنظيم الشرطة، وليس بسبب شغب أنصار النادي، كما ادعت الصحيفة البريطانية، وعلى الرغم من اعتذار الصحيفة في عام 2004 إلا أن جماهير ليفربول الإنجليزي، رفضت اعتذار الصحيفة ورأته متأخراً للغاية، وتوقفت محال الجرائد عن شراء الصحيفة لبيعها، واضطر مراسلو ومصورو الصحيفة إلى الكذب بشأن الجهة التي يعملون لديها، خوفاً من جماهير "الريدز"، وفي مصر أيضاً، تُمارس العديد من وسائل الإعلام الدور نفسه الذي لعبته صحيفة "ذا صن" في التضليل الإعلامي المخالف للحقيقة.

دلالات