تقليد ريال مدريد.. أبرز أسباب خسارة برشلونة أمام باريس

تقليد ريال مدريد.. أبرز أسباب خسارة برشلونة أمام باريس

01 أكتوبر 2014
أزمة مشابهة لأزمة ريال مدريد (العربي الجديد)
+ الخط -

تجرع فريق برشلونة الإسباني مرارة الهزيمة الأولى له هذا الموسم، بعد أن خسر أمام مُضيفه "باريس سان جيرمان" الفرنسي بنتيجة (2-3)، خلال المباراة التي جمعت بين الفريقين مساء أمس الثلاثاء، على ملعب حديقة الأمراء في العاصمة الفرنسية "باريس" في الجولة الثانية من دور المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

وسقط "برشلونة" في الاختبار الحقيقي الأول له تحت قيادة مدرب الفريق الحديد، لويس إنريكي، الذي تولى مهمة الإشراف الفني على الفريق خلفاً للمدرب الأرجنتيني، جيراردو مارتينو، الذي رحل عقب نهاية الموسم الماضي، بعد أن قضى الفريق تحت قيادته واحداً من أسوأ مواسمه في العقد الأخير إن لم يكن الأسوأ على الإطلاق، حيث جُرد الفريق من لقب الدوري المحلي لصالح فريق أتلتيكو مدريد، كما ودع منافسات بطولة دوري أبطال أوروبا من الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ سبع سنوات، بعد هزيمته أمام نفس الفريق، فيما خسر أمام غريمه ريال مدريد في نهائي كأس ملك إسبانيا بهدفين لهدف.

الثقة المفرطة

وأصيب جمهور النادي الكاتالوني بصدمة كبيرة، بعد تلقي الفريق الخسارة الأولى له هذا الموسم، نتيجة عدة أسباب، لعل أبرزها الثقة المفرطة التي دخل بها لاعبو فريق "البلاوجرانا" المباراة، فباستثناء التعادل مع فريق "ملقا" في الجولة الخامسة من بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم؛ لم يهتز فريق "برشلونة" في أي مناسبة منذ بداية الموسم الجديد، ونجح في الفوز بكامل مبارياته (خمس في الدوري المحلي، وواحدة في بطولة دوري أبطال أوروبا).

وبدا لافتاً خلال المباراة أنّ لاعبي فريق "البلاوجرانا" قد سقطوا في فخ الثقة الزائدة التي شعروا بها، بعد أن دخلوا المباراة بمعنويات مرتفعة جداً، لا سيّما وأن فريقهم كان يمتلك في حوزته 16 نقطة على صعيد بطولة الدوري المحلي، كذلك يُعد ثاني أقوى خط هجوم (17 هدفاً) والأفضل دفاعياً (لم يتلق أي هدف) في نفس البطولة. فضلاً عن ذلك، فإنه كان يتربع على عرش ترتيب مجموعته السادسة في بطولة دوري أبطال أوروبا.

تكرار أخطاء الماضي

لم يستوعب المدير الفني لفريق برشلونة الإسباني، لويس إنريكي، بعد أنّ البداية القوية التي سجّلها فريقه هذا الموسم لا يُمكن أن تُعد معياراً لقياس مدى قوة أيّ فريق، فبالنظر لإحصائيات الفريق الموسم الماضي، تحت قيادة المدرب الأرجنتيني، جيراردو مارتينو، نجد أنّ "البارسا" قد نجح في الانتصار بثماني مباريات متتالية في الدوري قبل أن يتعادل مع أوساسونا سلبياً، إلا أنّ تلك البداية القوية لم تشفع له في نهاية الموسم، فقد خرج الفريق بلا ألقاب مع نهاية الموسم المنصرم.

ويبدو أنّ عملاق كرة القدم الإسبانية، يسير على خطى ما حدث معه في الموسم الماضي، فقد اغتر لاعبو "البلاوجرانا" الموسم الماضي بالبداية التاريخية التي حقَقها الفريق تحت قيادة المدرب الأرجنتيني، جيراردو مارتينو، قبل أن يهتز الفريق في نهاية الموسم، الأمر الذي اعتبره البعض شهادة نهاية الفريق الأفضل في التاريخ، بعد ستة أعوام من الانتصارات والألقاب، حصد خلالها فريق "البلاوجرانا" 16 لقباً.

"برشلونة" لم يحصّن نفسه من خطر الكرات العرضية

أما الضلع الأهم في السقوط الكاتالوني في هذه الليلة، فيتمثل في عودة خطر الكرات العرضية على مرمى برشلونة إلى الواجهة، وذلك رغم أن جمهور "برشلونة" قد اعتقد أنّ المدير الفني الجديد للفريق، قد وجد حلاً مناسباً للتخلص من نقطة ضعف الفريق المتمثلة في الكرات العرضية، والملازمة له منذ أكثر من 5 أعوام.

وعانى فريق "برشلونة" على مدار السنوات القليلة الماضية من خطر الكرات العرضية، لا سيّما الكرات الهوائية مثل الركنيات، والتي أفقدته العديد من النقاط السهلة بسبب ضعف الدفاع في إبعاد تلك العرضيات.

ودفع "إنريكي" خلال مباراة فريقه أمام باريس سان جيرمان ثمن التغييرات التي أجراها على خط دفاعه، بإشراك كل من "ماسكيرانو وجيريمي ماتيو" في منطقة قلب الدفاع، لإراحة لاعب الدفاع الأساسي "جيرارد بيكيه" صاحب هدف فوز الفريق في المباراة الافتتاحية على ملعب كامب نو أمام أبويل نقوسيا القبرصي قبل أسبوعين، حيث استقبلت شباك الفريق الكتالوني هدفين من كرات عرضية، يتحمل لاعب قلب الدفاع قصير القامة "خافيير ماسكيرانو" جزءاً منها.

كذلك يتحمل مدرب الفريق الجديد، لويس إنريكي، الجزء الأكبر من هذه الأخطاء التي ارتكبها دفاع "البارسا"، حيث تعاقد الفريق هذا الموسم مع كلٍ من تير شتيجن، كلاوديو برافو، ماسيب، ماتيو، راكيتيتش، ديولفيو، رافينيا، ولويس سواريز، الذين يبلغ متوسط طولهم 1.83 متر؛ وذلك من أجل وضع حد لمعضلة الكرات العرضية، إذ يُعد متوسط طول اللاعبين الجدد أكثر بـ5 سم من كتيبة المغادرين عن القلعة الكتالونية والمتمثلة في فيكتور فالديز، بينتو، بويول، سيسك، ألكسيس سانشيز، وتيّو، الذين يبلغ متوسط أطوالهم 1.78 متر.

تقليد ريال مدريد

ثمة سبب آخر قد أثر كثيراً في نتيجة المباراة، ويتعلق الأمر باعتماد المدير الفني لنادي برشلونة، لويس إنريكي، على الحارس الألماني، مارك تير شتيجن، الذي يفتقد للخبرة الكافية التي تُؤهله لخوض مباراة كبيرة أمام نادٍ بحجم "باريس سان جيرمان" بطل الدوري الفرنسي لكرة القدم.

ووجد "إنريكي" نفسه في حيرة من أمره بين اختيار الحارس التشيلي الذي تألق بشكلٍ لافتٍ رفقة منتخب بلاده في بطولة كأس العالم الأخيرة بالبرازيل، وبين الحارس الذي اختير كأفضل حارس في الدوري الألماني في موسم 2011-2012، لكنه قرّر بعد ذلك السير على خطى مدرب نادي ريال مدريد، الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي عاش الموقف ذاته الموسم الماضي.

وقرّر مدرب برشلونة الجديد الاعتماد على الحارس الألماني الشاب، مارك تير شتيجن، في مباريات دوري أبطال أوروبا والكأس المحلية، في حين لجأ إلى الحارس التشيلي في مباريات الدوري فقط، وهو نفس الأمر الذي فعله "أنشيلوتي" الموسم الماضي رفقة نادي العاصمة الإسبانية، حينما فضل الاعتماد على "دييجو لوبيز" في مباريات الدوري، في الوقت الذي قرّر فيه الدفع بقائد منتخب "لافوريا روخا" في مباريات دوري أبطال أوروبا، وكأس ملك إسبانيا.

لكن "شتيجن" أفسد مخطط مدربه، فعلى الرغم من تألقه اللافت للنظر في مباراة فريقه أمام أبويل نيقوسيا القبرصي؛ إلا أنّ الحارس الألماني قدّم واحدة من أسوأ مبارياته على الصعيد الشخصي في العاصمة الفرنسية "باريس"، ليُبرهن لإنريكي بأنّه قد أساء الاختيار، في ظل امتلاك نادي برشلونة لحارس كبير مثل كلاوديو برافو، الذي حافظ على نظافة شباكه حتى الآن في 560 دقيقة خاضها، بدون أن يدخل مرماه أي هدف في الجولات الست الأولى.

المساهمون