"الغارديان" تروّج لتقسيم العراق

"الغارديان" تروّج لتقسيم العراق

15 يونيو 2014
متطوعون إلى جانب الجيش العراقي (علي الأسدي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

تناولت بعض الصحف الغربية التطورات العراقية، من باب محاولة اقتراح "الحلول"، من نوع التقسيم، مثلما كتبت صحيفة "الغارديان" البريطانية تحت عنوان: "لماذا يجب فصل المناطق الشيعية عن المناطق السنية؟".

وأوضحت الصحيفة أن العنف الطائفي يمكن أن يسيطر على العراق لسنوات، وأن تجربة الحكم الذاتي عند الكرد "أثبتت نجاحها". وأشارت الصحيفة إلى أن إمكانية إنقاذ العراق "لا تزال ممكنة عن طريق دعم القوى الإقليمية مثل إيران وتركيا أو المجتمع الدولي الأوسع".

وبحسب "الغارديان"، يمكن أن يكون الخيار العسكري هو "الحل الأمثل على المدى القصير"، مشيرةً إلى أن "إعطاء فرصة للقوى العربية السنية المعتدلة، يعتبر هو الحل الامثل على المدى الطويل، ولكن لكي يحدث ذلك، على العراقيين تقبّل أن فكرة مركزية ووحدة العراق كانت فكرة فاشلة".

وترى "الغارديان" أن المشكلة بالأساس هي أزمة تداول السلطة، فالدولة العراقية وقواتها المسلحة "يسيطر عليها الشيعة، لذا تفتقر إلى الاحترام والاعتراف بها في الشمال السني". وترى أنه ليس من قبيل الصدفة أن المناطق الأكثر استقراراً في العراق، هي تلك المناطق الأكثر تجانساً، حيث يكون الأمن والحكم في أيدي الجهات المحلية الفاعلة التي ينظر إليها على أنها ذات شرعية معترف بها من قبل السكان المحليين، كما هو الحال في الشمال الكردي والجنوب الشيعي.

وترى الصحيفة البريطانية أن العرب السنّة في الموصل رحّبوا بالمسلحين "بسبب شعورهم بالخوف، فضلاً عن الشعور بالسخط على الحكومة الشيعية في بغداد". وتلفت إلى أنه لا بد من معالجة "شعور السنة بالتهميش عبر عمل القوى العالمية على إعطاء القادة المعتدلين من هؤلاء فرصة للحكم الذاتي داخل المناطق المستقلة ذاتياً، للتغلب على الآثار السلبية التي أحدثتها حكومة نوري المالكي".

وتذكّر الصحيفة نفسها بأن اقتراح تقسيم العراق طائفياً وإثنياً هو اقتراح قديم لكن "لا بد أن يتم أخذه في الاعتبار الآن، وإلا ستسيطر المشكلة الطائفية على العراق لعقود مقبلة".

وتشير "الغارديان" إلى أنه، الآن، هناك ترحيب عام من الدول "العربية السنية المعتدلة بفكرة المناطق المستقلة ذاتياً، وأعلنت تلك الدول أنها أخطأت عندما عبأت مجتمعاتها ضد العراق الجديد عام 2003، وهو الامر الذي سمح بفوز المسلحين الآن". وتعتبر أن الكرد "أثبتوا أن الحكم الذاتي ليس مرادفاً للتقسيم، ومن المفارقات أنه طالما سخر منهم شركائهم العرب بسبب استقلاليتها (مناطقهم)، ولكنهم الآن هم أكثر قوة موحدة في العراق".

وكانت افتتاحية "الغارديان" عبارة عن تعليق على أن القوى الغربية تفكر في التدخل بعد انهيار الجيش في المناطق الشمالية، وشددت على أن الفشل في العراق هو "فشل سياسي وليس عسكرياً" في المقام الأول، وحذّرت من أن علاج الأزمة "لا بد أن يكون عن طريق السياسة وليس عن طريق الغارات الجوية وقوات البحرية الأميركية". 

وأشارت الصحيفة إلى أن المسلحين في حقيقة الامر "أضعف ممّا نتصوّر"، وتوقعت أن "يواجهوا السكان المحليين نتيجة لتصرفاتهم القاسية، اما إذا استولى المسلحون على بغداد، فإن هذا يعني أن الجيش العراقي قد انتهى وأنه ليس بمقدور أي قوة خارجية استرداد العراق".

وتؤكد الصحيفة أن المشكلة الحقيقية في العراق تتلخص بأنه بعد انسحاب الاميركيين، "طفت على السطح المشاكل التي طالما أخفاها الاميركيون، مثل الصراع الطائفي والمشكلة الكردية، حتى عائدات البترول لم تستطع الحكومة استخدامها بشكل جيد لرفع المستوى المعيشي للسكان وتوفير الخدمات الاساسية لهم، مثل المياه والكهرباء والتعليم والصحة".

وترى افتتاحية "الغارديان" أن محاولة تقسيم العراق "ستحلّ المزيد من المشاكل".

وتقول الصحيفة إن إيران أرسلت 2000 عنصر من قواتها الخاصة لمساعدة حكومة المالكي، خصوصاً في مدينة سامراء، حيث بدأت في اتخاذ الاوضاع القتالية".