السيسي يبحث بالجزائر "مكافحة الإرهاب"... ورفض شعبي وحزبي للزيارة

السيسي يبحث بالجزائر "مكافحة الإرهاب"... ورفض شعبي وحزبي للزيارة

الجزائر

العربي الجديد

العربي الجديد
25 يونيو 2014
+ الخط -

اقتصرت زيارة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى الجزائر في أول زيارة خارجية له عقب انتخابه، على بضع ساعات، حرص خلالها على التأكيد أن مصر ستسعى إلى الاستفادة من تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب والتنسيق في المواقف إزاء الوضع في ليبيا، فيما أطلق ناشطون حملة إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي ضدّ زيارته بالتزامن مع تنديد شعبي وحزبي.

وقال السيسي، في تصريح للصحافيين عقب وصوله إلى الجزائر، إن "ظاهرة الإرهاب مشكلة تحتاج إلى تنسيق المواقف والعمل لمجابهتها سوياً". وأضاف "الجزائر رائدة في مكافحة الإرهاب يمكننا الاستفادة منها".

ولم يستقبل السيسي في المطار من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بل وجد في استقباله رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، ورئيس الوزراء عبد المالك سلال، وعدداً من أعضاء الحكومة الجزائرية، قبل أن يلتقي بوتفليقة في مقر الرئاسة.

وأشار السيسي إلى أنه "ناقش مع بوتفليقة ملفات سياسية واقتصادية أهمها الملف الأمني". وأضاف "بحثت بعمق في الحلول المشتركة مع الجزائر للتدهور الأمني في ليبيا التي هي دولة جارة لكل من مصر والجزائر".

وفسّر مراقبون تصريحات السيسي بأنه يسعى إلى انتزاع اعتراف الجزائر ودعمها لعملية الكرامة التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

كما يسعى الرئيس المصري إلى الاستفادة من الثقل السياسي للجزائر عربياً وأفريقياً. وهو ما دفعه للقول: "زيارتي إلى الجزائر تهدف إلى إطلاق تفاهم حقيقي ورؤية مشتركة للمصالح والقضايا والتحديات المشتركة بين مصر والجزائر والمنطقة".

وفي السياق نفسه، أعلن السيسي عن بدء مشاورات تخص قضايا التعاون المشترك بين البلدين، بما في ذلك الملفات السياسية وملفات التعاون الاقتصادي والتجاري، لا سيما في مجال الطاقة.

في غضون ذلك، اعتبر الناشط السياسي الجزائري، رضوان بن عطاء الله، أن زيارة السيسي تأتي ضمن مسعى "لنسج تحالف استراتيجي بين الجزائر ومصر".

ولفت إلى أنه للمرة الأولى "تكون الجزائر أول محطة خارجية لرئيس مصري". ووصف الأمر بأنه "تغير استراتيجي في العلاقة بين البلدين، يبرّر سكوت الجزائر الرسمية عن الانقلاب الذي حدث في مصر على اعتبار أنه شأن داخلي مصري، وجهود الجزائر الدبلوماسية في عودة مصر للمنظمة الأفريقية، على الرغم من تحفظ نيجيريا ورفض جنوب أفريقيا".

كما أشار إلى "الرغبة المشتركة في التنسيق الاستخباراتي والعسكري بين البلدين، بحكم أنهما يملكان أقوى الجيوش في منطقة شمال أفريقيا، فضلاً عن تشكيل تحالف البلدين في محاربة الإرهاب والجماعات المسلحة وتجفيف منابع المال والسلاح برعاية لوجستية أميركية"

وتطرق بن عطاء إلى "حاجة مصر الملحة لتأمين الحصول على الغاز الجزائري، فضلاً عن رغبتها في الاستفادة من الدعم المالي الجزائري والامتيازات الاقتصادية، ولا سيما في التبادل التجاري الحر وتسويق المنتوج المصري في الجزائر".

وفسّر بن عطاء الله زيارة السيسي إلى الجزائر على أنها تدخل في سياق مسعى "تأمين اﻷنظمة القائمة من أي تغيير ديمقراطي حقيقي شعبي وتداول على السلطة قد تستفيد منه حركات اﻹسلام السياسي". كما اعتبر أن من أهداف الزيارة "تشكيل محور اعتدال جديد بعد الإطاحة بنتاج الثورات العربية، أساسه السعودية ومصر والجزائر".

استياء شعبي وحزبي من الزيارة
وأثارت زيارة السيسي الاستياء في الأوساط الحزبية والشعبية. وتزامنت  مع إعلان القيادي في حركة مجتمع السلم (إخوان الجزائر)، زين الدين طبال، عن حملة إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار "حملة رفض زيارة الانقلابي للجزائر". كما نظم ناشطون في ولاية وادي سوف وقفة احتجاجية ضد زيارة السيسي الى الجزائر، فيما عبّرت أحزاب سياسية عن رفضها لهذه الزيارة.

وأبدت حركة "مجتمع السلم"، كبرى الأحزاب الإسلامية في الجزائر، أسفها الشديد "لزيارة السيسي المسؤول الأول على الانقلاب على الرئيس المنتخب في مصر الشقيقة (محمد مرسي)". وأشارت إلى أن "النظام المصري أصبح شبه معزول دولياً بسبب ممارساته الاستبدادية واللا ديمقراطية، وآخرها الحكم على الصحافيين بأحكام سجن تصل لـ 10 سنوات" .

ورأت حركة "مجتمع السلم" أن "هذه الزيارة لا تشرف الشعب الجزائري وتطرح المزيد من الأسئلة حول مصداقية الدبلوماسية الجزائر إقليمياً ودولياً".

وجددت الحركة "وقوفها إلى جانب الشعب المصري الأصيل حتى عودة الديمقراطية والحريات لمصر التي تعج سجونها بسجناء الرأي والصحافيين والقيادات السياسية.

وبينما رأى الصحافي، رشيد طواهري، مقدم برنامج حواري في قناة "النهار" المحلية أن "أفضل خدمة وأجلّها يقدمها بوتفليقة في نهاية مشواره للجزائر ومصر هو إقناع السيسي بالتراجع عن إعدام 183 من أعضاء ومؤيدي جماعة الإخوان المسلمين"، قال الناشط والقيادي في حركة "بركات"، عبد الوكيل بلام، إن "الدبلوماسية الجزائرية أدارت ظهرها لالتزاماتها الدولية وفضّلت أن تعترف من دون حياءٍ بالأنظمة الانقلابية".

من جهتها، حمّلت حركة "النهضة" السلطة مسؤولية دعوة ما وصفته بـ"رأس الانقلاب الدموي المصري لتلطيخ أرض الشهداء". وأصدرت الحركة، بياناً، رأت فيه أن "هذه الدعوة تؤكد أن هناك هوة كبيرة زادت اتساعاً بين السلطة الحاكمة في الجزائر وخياراتها المشبوهة وبين الشعب الجزائري وطموحاته وقيمه وخياراته".

واعتبرت أن "هذا التوقيت بالذات ينمّ عن أجندة مشبوهة وجب على السلطة أن تصارح بها شعبها قبل أن يسمعها من الخارج".

ورأت النهضة في دعوة بوتفيلقة للسيسي "تحدٍ واستفزاز لمشاعر الشعب الجزائري الذي رفض بفطرته السليمة ما أقدم عليه ممثل النظام العسكري الدموي الانقلابي بالشعب المصري، وطعن في قيم الثورة التحريرية المباركة وتملّص من المواقف الثابتة للدولة الجزائرية في مناصرة قيم الانسانية قضايا الشعوب العادلة".

 

ذات صلة

الصورة
المؤرخ أيمن فؤاد سيد (العربي الجديد)

منوعات

في حواره مع " العربي الجديد"، يقول المؤرخ أيمن فؤاد سيد إنه لا يستريح ولا يستكين أمام الآراء الشائعة، يبحث في ما قد قتل بحثاً لينتهي إلى خلاصات جديدة
الصورة
مئات يترقبون انتشال المساعدات على شاطئ بحر غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا أيضاً يترقبون ما يصل عبر الإنزال الجوي.
الصورة

سياسة

نقلت وكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، عن أربعة مصادر أن مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين.
الصورة

منوعات

تداول مصريون عبر منصات التواصل مقطعاً من خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، وصف فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن طريق الخطأ بأنه الرئيس المكسيكي.