إيلي الفرزلي: حقوق مسيحيي لبنان أو الحرب الأهليّة

إيلي الفرزلي: حقوق مسيحيي لبنان أو الحرب الأهليّة

12 يونيو 2014
بري مستقبلاً عون والفرزلي الأسبوع الماضي (حسن ابراهيم)
+ الخط -

خسر نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الأسبق، إيلي الفرزلي، مقعده النيابي في آخر جولتين انتخابيتين. لكن هذا لم يمنع السياسي المحنك من تأدية دور سياسي أكبر من الأدوار التي قام بها في السابق. هو صاحب اقتراح قانون الانتخاب الذي سُمي بـ"القانون الأرثوذكسي" الذي ينص على انتخاب ناخبي كل مذهب لنوابهم بنفسهم، على أساس النسبية ولبنان دائرة واحدة. يعتقد الفرزلي أن هذا القانون ينقل الانقسام السياسي إلى داخل الطوائف، بدل أن يكون بين الطوائف.

لم يستطع مجلس النواب إقرار هذا القانون أو غيره، قبل يونيو/حزيران 2013، وعلى هذا الأساس، تم تمديد ولاية المجلس النيابي لسنة وخمسة شهور، بسبب رفض القوى المسيحيّة إجراء الانتخابات على أساس القانون الموجود، أي قانون الستين (نسبة لسنة إقراره).

اليوم، يحضّر الفرزلي نفسه لخوض معركة جديدة في ما يتعلق بقانون الانتخاب. يقول النائب الأسبق عن البقاع الغربي (شرقي لبنان) لـ"العربي الجديد" إن فريقه السياسي (يُعد النائب ميشال عون أبرز قياداته) سيُطلق خلال الأسبوعين المقبلين معركةً لإقرار قانون جديد للانتخابات النيابية، "لن يكون مشروعنا محصوراً بالقانون الأرثوذكسي، بل منفتحون على أي قانون يُعيد للمسيحيين حقوقهم". برأيه، فإن التطبيق الخاطئ لاتفاق الطائف، جاء على حساب المسيحيين، وبالتالي "علينا إعادة الاعتبار لهذا الاتفاق، وإعطاء كل مكون من مكونات المجتمع حقوقه".

يعتبر الفرزلي، وفريقه السياسي من خلفه، أي فريق "8 آذار" الموالي لسورية، أن إقرار قانون انتخاب، وإجراء الانتخابات على أساسه، أولويّة قبل انتخاب رئاسة الجمهوريّة، جازماً بالقول "لن نقبل بعد الآن برئيس كيفما اتفق". وعند سؤال الفرزلي عن الخيارات البديلة في حال لم تتوافق الكتل السياسية على قانون جديد، يجيب "لا يزال من الباكر الحديث عن ذلك". لكنه لا ينفي أن التمديد مجدداً للمجلس النيابي قد يكون خياراً. يعرف الفرزلي أن التمديد أو الفراغ في المجلس النيابي، مضافاً إلى الفراغ الرئاسي، يؤدي إلى مزيد من تفكك الدولة وإضعافها. لا يُمانع في ذلك، "فنحن نريد حقوقنا، لن نقبل أقل من ذلك، وفي حال لم يحصل ذلك، فليذهب البلد إلى الحرب الأهليّة".

لا يُريد الفرزلي أن يُساوم في هذه النقطة. على الأقل، هذا ما يوحي به خطابه السياسي. يرفع الرجل السقف عالياً جداً. يؤكّد أن هذا الخطاب يُمثل جميع المسيحيين، حتى الذين يختلفون معه. يُراجع تجربته السياسيّة السابقة، ويقول إن من تحالف معهم في وجه "المارونيّة السياسيّة" خذلوا المسيحيين.

في العمق، يرى الفرزلي أن "اتفاق الطائف" يُعد مرحلة انتقاليّة، "لكن يجب تطبيقه". يتخوف نائب رئيس مجلس النواب الأسبق من انتشار الخطاب السياسي الذي يدعو إلى الفيدرالية في لبنان، وخصوصاً "أننا نعيش فيدراليّة مقنعة حالياً".

يخوض الفرزلي في شرح تفاصيل كيف فُصلت القوانين الانتخابيّة خلال الاحتلال السوري للبنان، بهدف دعم هذا الفريق أو ذاك، وكله "على حساب المسيحيين". لا ينفي الفرزلي أنه صوّت في المجلس النيابي لصالح هذه القوانين، "لكن الرئيس رفيق الحريري وقّع أيضاً"، في إشارة إلى واقع تلك المرحلة.


يتساءل الرجل عن سبب عدم قبول القوى الأخرى بإعطاء "المسيحيين حقوقهم". يقصد ضمناً تيار المستقبل. يُشير هنا، إلى أن عون استطاع إقناع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، بتولي الرئيس سعد الحريري رئاسة الحكومة، "فنحن لا نريد أن ينكسر أحد في لبنان". يردد الفرزلي في حديث لـ"العربي الجديد" مراراً، مقولة ضرورة تأمين التوازن بين إيران والسعوديّة في لبنان. ويؤكّد أن الحوار بين عون والحريري أكثر من جدي. الرجل يعرف الكثير، فهو بات من المقربين جداً من عون. وهنا يلفت إلى أن علاقة عون برئيس مجلس النواب نبيه بري باتت "ممتازة". هو عمل على تحسين العلاقة، "وصار بري الحليف القريب لعون، بعدما كان حليف الحليف". والعبارة الأخيرة استخدمها عون سابقاً للإشارة إلى العلاقة غير المتينة ببري، واعتبره حينها مجرد "حليف حليفه"، أي حليف حزب الله.

المساهمون