حنين زعبي تواجه حملة إسرائيليّة لإهدار دمها

حنين زعبي تواجه حملة إسرائيليّة لإهدار دمها

17 يونيو 2014
لم يتضامن بعض النواب العرب مع زعبي (فرانس برس/Getty)
+ الخط -
تتعرّض النائب الفلسطينية عن "التجمع الوطني الديمقراطي" في الكنيست، حنين زعبي، منذ يوم أمس الإثنين، لحملة تحريض عنصرية ودموية، وصلت الى حدّ إهدار دمها، وذلك على خلفية رفضها إدانة عملية اختفاء المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة، خلافاً لأحزاب عربية ونواب، أعلنوا عن استنكارهم للعملية.

وبدأت حملات التحريض عندما اتهمت رئيسة لجنة الداخلية البرلمانية، ميريت رجيف، زعبي بـ"الخيانة"، وذلك بعد إعلان رفضها لقانون "تغذية" الأسرى المضربين عن الطعام قسراً، وهو ما وصفته بأنّه "خطوة أخرى ووجه آخر من وجوه تعذيب الأسرى الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم الأساسية".

بعدها، استغلت الجهات الرسمية قيام شاب مغمور، ادّعت بأنّه من أقرباء زعبي، فقط لمجرّد حمله اسم العائلة، التي تُعتبر من أكبر العائلات الفلسطينية، بنشر شريط مصور على موقع "فيسبوك"، اتهم فيه السلطة الفلسطينية بالإرهاب، متوعّداً منفذي العملية بالعقاب، ومطالباً إياهم بتحرير المخطوفين بسرعة.

وعندما اعتبرت زعبي أنّ "استغلال الشريط من قبل إسرائيل هو دليل إفلاس للسياسة الإسرائيلية"، حمل عليها الإعلام الإسرائيلي مجدداً.
وأصرّت على رفض الانحدار لموقف أحزاب أخرى، مثل دعوة النائب عفو إغبارية، صباح اليوم الثلاثاء، عبر وسائل إعلام إسرائيلية، إلى "تحرير المخطوفين"، ووصف عملية اختفائهم بـ"الإرهابية"، معلناً أنّ "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحزب الشيوعي الإسرائيلي يقفان ضد العمليات الإرهابية".

ومع رفض زعبي التحدث إلى الإعلام الإسرائيلي والاكتفاء بردّ مقتضب، أكدّت فيه على مواقفها السابقة، أشار عضو حركة "ميرتس"، النائب عيساوي فريج، للإذاعة الإسرائيلية، أن "هناك في الجانبين (الفلسطيني والإسرائيلي) من يثيرون الفتن ويشعلون الحروب، لكنني أؤكد أنّ المواطنين العرب ضد الإرهاب وضد عملية الاختطاف الإرهابية التي وقعت، وحركة حماس هي عدو يجب التوصل إلى سلام معها". في المقابل لم تصدر "القائمة الموحدة" أيّ موقف علني أو رسمي من القضية.

من جهته، شنّ وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، صباح اليوم الثلاثاء، هجوماً شديداً على زعبي، وانتقدها بشدّة قائلاً "ليس الخاطفون وحدهم إرهابيين، وإنما أيضا حنين زعبي إرهابية. إن مصير الخاطفين ومصير المحرّضة زعبي، مشجعة عمليات الاختطاف، يجب أن يكون متشابهاً".

وإزاء الهجوم عليها، حمّلت زعبي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إسرائيل، "المسؤولية الكاملة بكل ما يتعلق بملف الخطف وسدّ أفق السلام العادل أمام الشعب الفلسطيني".
كما حمّلت "المجتمع الإسرائيلي مسؤولية العنصرية العمياء، ومسؤولية عدم محاسبة حكومات إسرائيل عما تقترفه بحق الشعب الفلسطيني. فهناك المئات من الفلسطينيين المختطفين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية دون محاكمة ودون تسليط الضوء عليهم كما يسلط على المختفين الثلاثة".

ورداً على إهدار ليبرمان لدمها وتوعّدها بمصير مشابه لمصير الخاطفين، قالت زعبي متهكمة: "أنا لا أؤيد قتلي ولا أريد أن أرى المختفين يُقتلون. ما أريده هو الحياة والكرامة لشعبي الفلسطيني التي تسرقها إسرائيل يومياً". وأضافت: "واجبي ومسؤوليتي كعضو برلمان يمثل كرامة وحقوق ومشروع إنساني ووطني، أنّ أناهض إسرائيل وعنفها بكل الوسائل المتاحة أمامي، باعتبار أن إسرائيل هي الراعي الأول للإرهاب في المنطقة والمسؤولة الحصرية عما يحدث".

المساهمون