كيري يعد العراق بـ"دعم مكثّف"... وثلاث رسائل أميركية للمالكي

كيري يعد العراق بـ"دعم مكثّف"... وثلاث رسائل أميركية للمالكي

بغداد
عثمان المختار (العربي الجديد)
عثمان المختار
صحافي عراقي متخصص بصحافة البيانات وتدقيق المعلومات. مدير مكتب "العربي الجديد" في العراق.
23 يونيو 2014
+ الخط -

لم يدل وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اليوم الإثنين، بعد لقائه برئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، وعدد من المسؤولين العراقيين، في بغداد، بتصريحات تشير إلى رغبة واشنطن في تخلي المالكي عن السلطة، على عكس ما حرص كيري على إسماعه للمالكي خلال اجتماعهما.
وكشف مسؤول عراقي رفيع لـ"العربي الجديد" عن أن كيري نقل للمالكي ثلاث رسائل أميركية، تمحورت حول ضرورة استقالة الأخير، والتحذير من مغبة أي تدخل إيراني في العراق، وإيقاف التجنيد في الجيش على أساس طائفي.

دعم مشروط
ووعد كيري، في تصريحات أدلى بها للصحافيين من داخل السفارة الأميركية، بعد أن أجرى محادثات مع المالكي وعدد من المسؤولين العراقيين،  بأن الولايات المتحدة ستوفر الدعم "المكثف" للعراق لمساعدته على مواجهة هجوم الفصائل المسلحة.

وأوضح كيري، بحسب وكالة "فرانس برس"، أن "الدعم سيكون مكثفاً ومستمراً، واذا ما اتخذ القادة العراقيون الخطوات الضرورية لتوحيد البلاد، فان هذا الدعم سيكون فعالاً".

وحث المالكي على تشكيل حكومة أكثر تمثيلاً للكتل السياسية. وقال كيري، بحسب وكالة "رويترز"، إنها "لحظة مهمة لمستقبل العراق ويجب على زعماء العراق بصورة عاجلة ان يتجمعوا، وأن يقفوا متحدين ضد المتشددين".

وأشار إلى أنه، في أثناء محادثاته مع المالكي في بغداد، أكد الأخير التزامه بموعد الأول من يوليو/ تموز لتشكيل حكومة جديدة، مشدداً على أنه لا توجد دولة، بما في ذلك أميركا، لها الحق في انتقاء زعماء العراق "وهذا يرجع إلى شعب العراق".

ثلاث رسائل أميركية

وفي مقابل عدم التصريح الأميركي العلني بالرغبة في تخلي المالكي عن السلطة، بوصفه من العوامل الرئيسية، التي فجرت الأزمة،  كشف مسؤول رفيع في وزارة الخارجية العراقية، اليوم الاثنين، لـ"العربي الجديد"، أبرز ما تضمنته محادثات المالكي وكيري، مؤكداً أن الأخير قام بنقل ثلاث رسائل أميركية، تمحورت حول ضرورة استقالة المالكي، والتحذير من مغبة أي تدخل عسكري إيراني في العراق، وإيقاف التجنيد في الجيش على أساس طائفي.

وقال المسؤول الذي يشغل منصب عضو اللجنة الأميركية العراقية الدائمة للتعاون المشترك، وفضل عدم كشف اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "كيري وصل القصر الرئاسي إذ كان المالكي بانتظاره لعقد اجتماع استمر حوالي 60 دقيقة تقريباً، قبل أن ينتقل كيري إلى مبنى السفارة الأميركية المجاورة للقاء قادة سياسيين".

وقال المسؤول:"إن أبرز محاور الاجتماع المغلق، التي تسربت إلينا، تركزت في ثلاث رسائل أميركية، إذ ركزت الرسالة الأولى على استقالة المالكي والبحث عن بديل جديد، يتمتع بموافقة العرب السنة والأكراد، من خلال حكومة جديدة تقرّ دستورياً وفق نتائج الانتخابات الأخيرة".

ووفقاً للمسؤول، فقد تضمنت الرسالة الثانية التشديد على "ضرورة إيقاف التجنيد في الجيش على أساس طائفي، يتبنى فتوى المرجع السيستاني، ووقف التعاون مع الميليشيات، وكسب العشائر السنية، غرب وشمال العراق وبأسرع وقت ممكن"، بينما حملت الرسالة الثالثة تحذيراً للمالكي من "مغبة أي تدخل إيراني عسكري في العراق على غرار سورية".

وأكد  أن "كيري أبلغ المالكي بعدم صحة اتهامه لدول الخليج بدعم تنظيم الدول الإسلامية في العراق والشام (داعش)، أو أي جماعة مسلحة في العراق".

وأشار إلى أنه "من المرجح أن تكون الرسائل، التي نقلها كيري للمالكي، هي نفسها التي نقلها للقادة العراقيين الآخرين، مع حثهم على ضرورة البحث عن بديل سريع للمالكي، خلال فترة أقصاها أسبوعان، وهي نهاية المدة الدستورية لانعقاد البرلمان وتسمية رئيس للجمهورية الذي سيسمي بدوره رئيس الحكومة الجديد".

وفي السياق نفسه، قال ساسة عراقيون بارزون، من بينهم عضو واحد على الأقل في قائمة المالكي، لـ"رويترز" إن مسؤولين عراقيين تلقوا رسالة مفادها أن واشنطن تقبل برحيل المالكي، وذكروا أن الرسالة نقلت إلى المسؤولين بلغة دبلوماسية.

من جهتها، وزعت الحكومة العراقية بياناً على الصحافيين في المنطقة الخضراء تناول تفاصيل الاجتماع بين الطرفين.

ونقل البيان عن كيري "التزام واشنطن بحماية أمن واستقلال العراق، ودعمها له في مواجهة الارهاب"، مشدداً على "عزم الولايات المتحدة على دحر المنظمات الإرهابية، وفي مقدمتها داعش، كونها تشكل خطراً على العراق والمنطقة والعالم".

وقال كيري إن "واشنطن مستعدة لتجسيد ذلك ميدانياً"، مجدداً "التزام واشنطن باتفاقية الإطار الاستراتيجي مع العراق ولا سيما التعاون الأمني والتسليحي".

وذكر البيان أن المالكي أكد لكيري أن ما يتعرض له العراق حالياً "خطر على السلم الإقليمي والعالمي"، مضيفاً أنه "تم بحث آخر تطورات الملف الأمني، والتحديات التي يواجهها العراق نتيجة الهجمة الإرهابية".

من جهته، قال القيادي في تحالف "متحدون"، خالد الدليمي، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "زيارة كيري جاءت للبحث عن قائد جديد للعراق يناسب المرحلة الحالية".

وأوضح الدليمي أن "الولايات المتحدة حسمت أمرها بالتخلي عن المالكي، وزيارة اليوم جاءت لوضع لمسات أخيرة على الأمر، بسبب فشل الأخير في الملف الأمني وتأجيجه النعرات الطائفية في البلاد"، مشيراً إلى أن "التحرك الأميركي حظي بمباركة دول عربية حليفة لواشنطن".
وكان كيري، بحسب المسؤول العراقي الذي كشف لـ"العربي الجديد" تفاصيل اللقاء، قد وصل إلى مطار بغداد الدولي على متن طائرة مدنية، لكنه استقل مروحية عسكرية تابعة لسفارة بلاده في بغداد، وحط في المنطقة الخضراء رغم أن الطريق بين المطار والمنطقة الخضراء لا يتجاوز 10 كليومترات.

وأشار إلى أن "الاجراءات التي رافقت عملية وصول كيري إلى بغداد من قبل فريق عسكري أميركي، كانت كافية لمعرفة مدى مخاوف الأميركيين من الوضع في بغداد على وجه خاص والعراق بشكل عام".

الكويت تقلّص عمل بعثتها


في هذه الأثناء، نفت وزارة الخارجية الكويتية، اليوم الاثنين، صحة ما تم تداوله اعلامياً من سحب الكويت سفيرها وطاقم السفارة لدى العراق.

وأكدت الخارجية الكويتية، في بيان صحافي مقتضب، نشرته وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، "استمرار عمل البعثة في العراق مع تقليص طاقهما العامل وبشكل مؤقت في بغداد، نظراً للتطورات الأمنية الراهنة".

وكانت وسائل إعلام قد ذكرت، في وقت سابق، أن الكويت قررت سحب سفيرها فى العراق بسبب الأوضاع الأمنية.

ذات صلة

الصورة

سياسة

اتجه الكويتيون، اليوم الخميس، إلى مراكز الاقتراع 2024 التي فتحت أبوابها عند الساعة الـ12 ظهراً بالتوقيت المحلي، لانتخاب مجلس الأمة (البرلمان) 2024.
الصورة

سياسة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعليق مغادرة جنود الوحدات القتالية ثكناتهم العسكرية مؤقتاً، وذلك بناء على تقييمه للوضع، مؤكداً أنه في حالة حرب
الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة

سياسة

توعّد الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، بـ"إغلاق بقية الممرات" المائية الدولية، إذا واصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق سكان غزة.