المالكي يرفض حكومة الإنقاذ... وربع مليون جندي لتأمين بغداد

المالكي يرفض حكومة الإنقاذ... وربع مليون جندي لتأمين بغداد

بغداد
عثمان المختار (العربي الجديد)
عثمان المختار
صحافي عراقي متخصص بصحافة البيانات وتدقيق المعلومات. مدير مكتب "العربي الجديد" في العراق.
25 يونيو 2014
+ الخط -

يواصل رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته، نوري المالكي، تعزيز الاجراءات العسكرية والأمنية في بغداد، لمنع تقدم الفصائل المسلحة باتجاهها، من خلال الدفع بنحو 250 ألف عنصر من الجيش والشرطة الاتحادية، إلى محيط العاصمة، وتعزيز المناطق السكنية بآلاف المقاتلين من العناصر المسلحة المؤيدة له. وتزامن ذلك مع رفضه تشكيل حكومة إنقاذ وطني، وذلك رداً على دعوات سياسية من زعماء وقيادات عراقية طالبت بتنحّيه وتشكيل حكومة إنقاذ وطني لعامين، تعمل على إصلاح شامل في البلاد.

رفض حكومة إنقاذ وطني


وقال المالكي، في خطاب مسجل بثته قناة "العراقية"، إن "الأهداف الخطيرة لتشكيل حكومة إنقاذ وطني كما يسمونها، ليست خافية، فهي محاولة من المتمردين على الدستور للقضاء على التجربة الديموقراطية الفتيّة ومصادرة آراء الناخبين".

وأعلن "أن الجلسة الأولى للبرلمان ستُعقد بما يتفق مع الاستحقاقات الدستورية، وانطلاقاً من الالتزام بدعوة المرجعية العليا والولاء للشعب العراقي"، فيما قال القيادي في حزب "الدعوة"، حسين الجوراني، لـ"العربي الجديد"، إن "أي حديث عن تنحي المالكي، يصب في صالح الجماعات الإرهابية، ويرفع من الروح المعنوية لها".

وأوضح أن "المالكي هو المرشح الوحيد لولاية ثالثة، وفقاً للاستحقاق الانتخابي والدستوري، ولن نفرّط به"، بينما رأى عضو التحالف الكردستاني، محسن السعدون، أن رفض المالكي العلني لأي تغيير في العملية السياسية، يعني جر البلاد إلى الهاوية.

واعتبر السعدون أن خطاب المالكي لم يكن في صالح العراقيين، وبالتالي فإنه يكون بذلك مسؤولاً عن النزف المتواصل في الشارع العراقي.

من جهته، رأى القيادي في تحالف "متحدون"، خالد الدليمي، أن إصرار المالكي على السلطة وتعطشه لمزيد من الأزمات الامنية والسياسية، هو أمر متوقع، مضيفاً: "كلنا نتوقع ألا يتخلى المالكي بسهولة عن موقعه، ويحاول المراهنة على ما تبقى من الجيش والدعم الايراني له".
وأعرب عن أمله في أن تتخذ الولايات المتحدة الأميركية "موقفاً أكثر صراحة وجدية من المالكي".

من جهته، كشف نائب رئيس الجمهورية العراقية، خضير الخزاعي، في بيان، أن رئاسة الجمهورية ستحدد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد، وعلى الجميع الالتزام بموعدها المحدد، دون أن يحدد موعد انعقاد تلك الجلسة. وقال الخزاعي إن الجلسة ستشهد تسمية رئيس الجمهورية الذي بدوره سيرشح رئيس الحكومة وفقاً للاستحقاق الانتخابي.

تعزيز أمن بغداد

وفي موازاة ذلك، تمسك المالكي بعدم تشكيل حكومة إنقاذ وطني، وهو يعمد إلى تعزيز أمن العاصمة بينما تواصل الفصائل المسلحة عملية الزحف إلى المناطق والمدن الكبرى في القطاع الشمالي والغربي والأوسط من البلاد.

وكشف مصدر رفيع في هيئة أركان الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، أن المالكي أمر بسحب الألوية 11 و17 و42 وستة أفواج قتالية، كانت ترابط قرب الحدود مع الكويت وتركيا، ودفعها إلى مناطق أبو غريب واليوسفية والطارمية، ضمن نطاق حزام بغداد. وأصبح العدد الإجمالي للقوة القتالية المحيطة بالعاصمة العراقية نحو 250 ألف مقاتل، مع سرب من المروحيات القتالية، ومشاركة أفواج الدروع والدبابات، ونشر نظام صواريخ روسي.

وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "التعزيزات الجديدة جاءت بناءً على أوامر من رئيس الوزراء، على الرغم من اعتراض عدد من القادة العسكريين والسياسيين على الخطة التي تسهم في إفراغ المدن الأخرى على حساب أمن بغداد".

وكشف المصدر أن "نحو 30 ألف مقاتل من عناصر ميليشيا حزب الله (العراقي) والعصائب والمهدي وأبو الفضل العباس، ينتشرون في بغداد، قرب المنطقة الخضراء والمجمع الحكومي المجاور له الذي يضم وزارات ومنازل لمسؤولين حكوميين وقادة في التحالف الوطني الشيعي". وأوضح أن هؤلاء "سيكونون خط الدفاع الأخير في حال انهيار قوات الجيش والشرطة الاتحادية الموجودة في محيط بغداد".

كما كشف المصدر نفسه عن انسحاب اللواء الرئاسي الكردي، التابع لقوة حماية رئيس الجمهورية جلال الطالباني، من منطقة الجادرية الى السليمانية، بناءً على أوامر صدرت بذلك من حكومة إقليم كردستان.

لقاءات عسكرية مع الخبراء الأميركيين

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه قناة "العراقية" الحكومية أن اجتماعاً هو الأول من نوعه، عُقد بين قائد قوات الجيش في بغداد، الفريق عبد الأمير الشمري، وفريق من الخبراء الأميركيين التابعين لوزارة الدفاع الأميركية، "البنتاغون".

ووفقاً للقناة، جرى خلال الاجتماع الاتفاق على تشكيل غرفة عمليات مشتركة للتنسيق وتقديم الدعم العسكري للجيش العراقي لإيقاف خطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، من دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.

وفي السياق، وجّهت كتائب حزب الله، "تنظيم العراق"، تهديداً باستهداف القوات الأميركية الموجودة في بغداد وتلك التي تستعد للدخول إليها. وقال بيان لـ"كتائب حزب الله العراقي"، الجناح المسلح للحزب، وُزّع في بغداد ومدن جنوبية أخرى، "إننا نعتبر الخطوة الأميركية احتلالاً جديداً للعراق، وتدخلاً سافراً يهدف الى تقسيم البلاد ودعم الإرهابيين".

وأوضح أن "الكتائب تعتبر أي تواجد أميركي عسكري، هدفاً مشروعاً لها كما هو حال الارهابيين الذين يعيثون في الارض فساداً".

تقدم الفصائل المسلحة


في هذه الأثناء، سيطرت الفصائل المسلحة على مناطق الجزيرة البوهايس، شمالي الرمادي، وبروانة والخسفة المحيطة بقضاء حديثة، بعد معارك خاضتها مع قوات الجيش وعناصر من قوات الصحوة.

وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن القوات الأمنية انسحبت إلى مركز مدينة الرمادي، وتمركزت هناك بانتظار وصول مروحيات قتالية لدعمها قادمة من محافظة صلاح الدين، التي سيطر المسلحون فيها على حقل عجيل النفطي، رابع أكبر الحقول النفطية بالعراق، والذي يضم 91 بئراً نفطياً قريباً من سطح الأرض وتقوم شركة روسية باستثماره. وأوضح المصدر أن "الحقل النفطي تمت السيطرة عليه بعد انسحاب قوة من الشرطة كانت توفر الحماية له".

وفي ديالى، قال شهود عيان وصحافيون إن الفصائل المسلحة سيطرت على معسكر أشرف، التابع لجماعة "مجاهدي خلق" الايرانية المعارضة، بعد قتل 17 عسكرياً وشرطياً عراقياً وانسحاب الآخرين. وأوضح هؤلاء أن الفصائل المسلحة سيطرت على المعسكر ومحيطه، على الرغم من خلوه من أفراد المعارضة في الوقت الحالي.

في هذه الأثناء، قُتل 22 عراقياً وأصيب عشرة آخرون، في قصف بالمروحيات العراقية، استهدف حي المصافي في مدينة بيجي، التابع للمصفى النفطي، وحي سكني في تكريت، وآخر بالفلوجة، وفقاً لوزارة الصحة العراقية.

وقال مدير الاحصاء في وزارة الصحة، حسن الطائي، لـ"العربي الجديد"، إن الضحايا دخلوا المستشفيات بعد قصف جوي شنّته طائرات مروحية، ومن بينهم أربعة أطفال وخمس نساء.
إلى ذلك، انفجر لغم في دورية للجيش النظامي السوري قرب معبر الوليد العراقي، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود وجرح اثنين آخرين.

ذات صلة

الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
قاعة الأعراس في الحمدانية في نينوى في العراق 1 (فريد عبد الواحد/ أسوشييتد برس)

مجتمع

أعاد حريق قاعة الأعراس في محافظة نينوى العراقية الذي خلَّف مئات القتلى والمصابين، ليلة أمس الثلاثاء، مشهد الحرائق المتكرّرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.
الصورة
صندوق من فاكهة الرمان (Getty)

مجتمع

أفاد تحقيق صحافي عراقي بأنّ بغداد تلقّت شحنة رمّان من بيروت تبيّن أنّها محشوّة مخدّرات، علماً أنّ هذه الشحنة جزء من سداد قيمة مستحقّات النفط العراقي المخصّص لبيروت.
الصورة

سياسة

تطابقت شهادة العراقي طالب المجلي لـ"العربي الجديد" مع ما حمله تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، نشر اليوم الاثنين، بخصوص صنوف التعذيب والقتل التي تعرض لها سجناء عراقيون من أمثاله في سجن أبو غريب سيئ الصيت قبل نحو 20 عاماً.

المساهمون