أوباما طلب من نتنياهو قبول معادلة "هدوء مقابل هدوء"

أوباما طلب من نتنياهو قبول معادلة "هدوء مقابل هدوء"

30 يوليو 2014
نتنياهو لأوباما: قطر وتركيا أكبر مؤيدين لحماس (مارك ويلسون/getty)
+ الخط -

لا تزال الصحف الإسرائيلية منشغلة بمبادرة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لوقف إطلاق النار، والتي رفضتها إسرائيل، والدورين القطري والتركي في وقف العدوان الإسرائيلي وفق شروط المقاومة، في ظل عدم حصول أي اختراق على مستوى الحراك الدبلوماسي لوقف العدوان.

وكشفت القناة الإسرائيلية الأولى للتلفزيون الإسرائيلي مساء أمس الثلاثاء، نص المحادثة الهاتفية بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي، باراك أوباما يوم الأحد الماضي، مؤكدة أنها تبيِّن حدة الرفض الإسرائيلي للمبادرة القطرية ـ التركية التي تبناها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في المقترحات التي قدّمها الخميس الماضي للحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. 

وقالت القناة: إن نص المحادثة بين الرجلين توضح حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة بعدما حاول أوباما فرض المبادرة القطرية التركية على الطرف الإسرائيلي، بالرغم من معارضة نتنياهو الشديدة لها. 

وبحسب تقرير القناة الأولى، فقد طالب الرئيس الأميركي في بداية المحادثة نتنياهو، بأن "تـوافق إسرائيل على وقف فوري من جانب واحد لإطلاق النار"، وأن "توقف كل عملياتها الهجومية، وخاصة القصف الجوي". غير أن نتنياهو تساءل ردّاً على ذلك "ماذا ستحصل إسرائيل مقابل وقف إطلاق النار؟" 

فردّ أوباما بأنه "يعتقد أن "حماس" ستوقف إطلاق الصواريخ"، وفق معادلة "هدوء مقابل هدوء"، فأصرّ نتنياهو "لقد خرقت "حماس" وقف إطلاق النار خمس مرات، وهي منظمة إرهابية ملتزمة بإبادة إسرائيل".

بحسب التقرير الإسرائيلي، فقد تجاهل أوباما تحذيرات نتنياهو، وأضاف "إنني أكرر، أتوقع من إسرائيل أن توقف عملياتها العسكرية كافة من جانب واحد. إن صور دمار غزة تبعد العالم عن موقف إسرائيل".

وعند هذه النقطة انتقل نتنياهو الى الحديث عن مقترحات كيري، فاعتبرها "غير واقعية كليّاً، وتمنح "حماس" مكاسب عسكرية ودبلوماسية". غير أن أوباما تجاهل ذلك، وقال إنه "خلال أسبوع من وقف إسرائيل عملياتها العسكرية ستبدأ قطر وتركيا مفاوضات مع "حماس" على أساس تفاهمات عام 2012، وضمن ذلك التزامات برفع الحصار والقيود عن غزة". 

لكن نتنياهو ردّ إن "تركيا وقطر أكبر مؤيد لحركة "حماس"، وليس بمقدورهما أن يكونا وسيطين محايدين  ومنصفين"؛ فأجابه أوباما "اعتمد على قطر وتركيا. إسرائيل في وضع لا يسمح لها باختيار الوسطاء". 

وقال موقع "معاريف"، الذي نقل فحوى المحادثة بناء على تقرير القناة الأولى، إنّ السفير الأميركي لدى تل أبيب، دان شابيرو، أعرب بعد نشر التقرير، من خلال تغريدة على "تويتر"، عن خيبة أمله وذهوله من قيام شخص ما بتسريب "محادثة وهمية" بين نتنياهو وأوباما الى وسائل الإعلام. كما أصدر البيت الأبيض وديوان نتنياهو بيانين منفصلين نفيا فيهما صحة ما نُشر.

وكانت الصحف الإسرائيلية نشرت أمس معارضة إسرائيل للمبادرة القطرية التركية، من جهة، وسعي إسرائيل إلى تفعيل وساطة سعودية مصرية بدلاً منها، في محاولة تخفيف مكاسب المقاومة وشروطها من أي اتفاق لوقف إطلاق النار. 

في هذه الأثناء، كشفت صحيفة "هآرتس"، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أوصت رئيس الحكومة بالمبادرة إلى استصدار قرار من مجلس الأمن لوقف العدوان على قطاع غزة، لأن من شأن تحرك كهذا أن يقلل لأدنى حد ممكن شرعية "حماس" دولياً، ويخدم المصالح الإسرائيلية المتعلقة بتحويل قطاع غزة إلى منطقة منزوعة السلاح، ويسمح بإعادة قوات السلطة الفلسطينية إلى القطاع.

 وقالت الصحيفة: إن مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلي، نيسيم بن شطريت رفع مذكرة بهذا الخصوص إلى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يوسي كوهين، شملت اقتراحاً "لخطة خروج سياسية" من المواجهة الحالية في قطاع غزّة . 

ونقلت الصحيفة عن موظف رفيع المستوى في الخارجية الإسرائيلية، قوله: إن المذكرة نُقلت الى نتنياهو للاطلاع عليها، وهي تدعو الحكومة الإسرئيلية إلى إطلاق مبادرة سياسية لإنهاء العدوان، على غرار إنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، حين أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1701، ودعا إلى وقف الحرب وجعل جنوب لبنان منطقة منزوعة السلاح.