100 سلام من ماجدة الرومي إلى الشارقة وأهلها

100 سلام من ماجدة الرومي إلى الشارقة وأهلها

28 يناير 2015
ماجدة الرومي في الشارقة (العربي الجديد)
+ الخط -
"مساء الشارقة الحلوة، وقيادتها العظيمة، وشعبها المضياف. مساء الأرض الطيبة الوديعة. مساء كل حبة تراب تنطق بالخير والمحبة والسلام"... بهذه الكلمات بدأت المغنية اللبنانية ماجدة الرومي حفلتها الإثنين الفائت على مسرح المجاز بالشارقة. 

وخصّت ماجدة الرومي الشارقة بأغنية جديدة حملت عنوان "من قلبي ميّة سلام"، وقدمتها للجمهور للمرّة الأولى، وهي من كلماتها ومن ألحان سليم عساف، خاطبت بها الجمهور بصوتها العذب: "من قلبي ميِّة سلام، للشارقة وأهاليها، غنّي ويعيد الحمام، ربّ السما حاميها. للمجد الكاتب كتابك، للنسر الحارس بوابك، لكلّ حبّة من ترابك من قلبي ميّة سلام. يا مْسَيَّجة بقامات النخيل، ساحاتك جَوَانح فَراشات، وبحور لولو عاشطوطك تميل، إتلبِّس عقودُ للمسافات. للمجد الكاتب كتابك، للنسر الحارس بوابك، لكل حبة من ترابك، من قلبي ميّة سلام. سلام يالسمرا الخليجية، لحجاب رمشك ينحني الخلخال، وبهالطلِّة الحلوة الأبية، يِزغرد ويتغزَّل الموال. للمجد الكاتب كتابك، للنسر الحارس بوابك، لكل حبة من ترابك، من قلبي ميّة سلام".

وقبل ذلك قدّمتها الشاعرة نادين الأسعد على المسرح بأبيات شعرية: "أتيت إليكِ حاملة معي ظلّي، هبيني القلب أنت لذا الهوى خلّي، أنا أخشى هلال الشعر مكتملاً، فلا ترمي قصيداتي بلا أملي، لك العلياء يا حسناء شامخة، لك الأسماء تخفز في حمى الرملِ، معي أرزٌ معي لبنان حمّلني، قلاداتٍ لأهل الخير والفضل، لأهل الشمس شارقةَ بـ "شارقةٍ"، أزفّ الشعر في قلبي لكم أهلي".

وصفّق الجمهور مطولاً لأغنية "الطير طرباً يغرّد" من كلمات حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وألحان كلود شلهوب، التي كانت غنّتها للمرّة الأولى العام 2012، وتقول كلماتها: "الطير طرباً يغرّد والروض زاهٍ موردُ، ونسيم الربى معطر وعاشقٌ بين أولاء مسهد، الطير طرباً الطير طرباً الطير طرباً يغرّد، يرنو إلى حسنك تارة في الصورة وبالذكرى يردد، يا واهباً لعمري لذةٌ بك أهوى الحياة وأسعدُ، الطير طرباً الطير طرباً الطير طرباً يغرّد، ليلي بك بات مقمراً ونهاري قبلك أسودُ، وأيامي بقربك كلها مجدٌ وعزٌ وجاهٌ وسؤدد، الطير طرباً الطير طرباً الطير طرباً يغرّد، حباك الله حسن السجايا، فأنت في الزمان أوحدُ، الطير طرباً الطير طرباً الطير طرباً يغرّد".


وصدح صوت السيدة ماجدة الرومي على خشبة المسرح الفخم، لنحو ساعتين، غنّت خلالها لغزّة وبيروت ولبنان، وخاطبت الحبيب، مرّة عاشقاً، تريده أن يأخذها "عالهنا"، ومرة معاتبةً، طالبة منه ألا يراضيها أو يحاكيها وأن ينساها. ولم تنسَ فصل الشتاء الجميل، فغنّت كلمات مثل زخات المطر "لمساء وردي الشرفات"، وتمنّت للجمهور "ليلة سعيدة" وبأن "تهلّ دار الهنا" بالفرح، مؤكّدة على قيم السلام والتسامح والمحبّة التي يجب أن تسود الإنسانية.

وقبيل اختتام الحفل الخيري، صعدت طفلة بعمر الزهور إلى المنصة، وقدمت إلى السيدة ماجدة الرومي علم دولة الإمارات وعلم لبنان متّصلَين ببعضهما البعض على هيئة وشاح، تعبيراً عن روح التلاحم والأخوة بين الشعبين الشقيقين، وارتدت الفنانة الوشاح طوال ما تبقّى من الحفل، متأثّرة بمحبة الجمهور لها وإصراره على البقاء لساعة متأخّرة من الليل، أملاً في المزيد من الأغنيات المشبعة بالحبّ والحنين والأمل.

ويُعرف عن السيدة ماجدة الرومي اهتماماتها الإنسانية، وتفاعلها مع المبادرات الهادفة إلى مساعدة الناس، على اختلاف جنسياتهم وأديانهم، ومن أبرز مبادراتها في هذا المجال تخصيصها لعائدات ألبومها "غزل" الذي صدر قبل نحو عامين لتمويل دراسة الطلبة المحتاجين في الجامعة الأميركية ببيروت، من خلال صندوق المنح الدراسية في الجامعة.

كما زارت في نهاية العام 2012 مبنى "الإسكوا" التابع لمنظمة الأمم المتحدة في بيروت، وتعرّفت إلى الخطوات التي تتّخذها المنظمة من أجل الحدّ من الفقر لدى الشباب، وأكّدت وجوب العمل يداً واحدة لمحاربة الشر بالخير.

ونجحت مؤسسة "القلب الكبير"، التي أطلقت في يونيو/حزيران 2013، تحت رعاية قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، في جمع أكثر من 13 مليون دولار أميركي خلال عامٍ واحد، سدّت احتياجات مئات الآلاف من اللاجئين السوريين. إذ وفّرت الرعاية الصحية الطارئة، والمواد الإغاثية الأساسية والملابس والبطانيات والمأوى والغذاء. كما انتقلت المؤسّسة من مراحل الإغاثة الطارئة إلى مرحلة التعليم، في سياق جهود هدفها إعادة الأطفال اللاجئين السوريين إلى المدارس لاستكمال تعليمهم، بعدما تعطّلت دراستهم نتيجة الحرب السورية.

المساهمون