يبرود: معركة مستمرة ومآلات غامضة

يبرود: معركة مستمرة ومآلات غامضة

13 فبراير 2014
+ الخط -

يوم ثان في معركة القلمون الكبرى، مرحلتها الثانيّة تستهدف يبرود، المدينة الواقعة على الأوتوستراد الدولي بين حمص ودمشق، والمتاخمة للحدود اللبنانية. القصف مستمر ومحاولات اقتحام لمناطق مزارع ريما والقسطل والسحل حيث تتمركز فصائل المعارضة المسلحة.

واستمرت قوات النظام في محاولاتها اقتحام يبرود من عدة جبهات، منها القسطل ومزارع ريما والسحل، تحت تغطية جوية مكثفة وقصف مدفعي عشوائي. وتمكنت القوّات المهاجمة من السيطرة على قرية الجراجير وهي، بحسب ناشطين ميدانيين، قرية صغيرة نزح معظم سكانها ولا تواجد لعناصر الجيش الحر والكتائب الإسلاميّة فيها، وتكمن أهميتها في كونها تفتح الطريق على منطقة السحل، وهي تلة استراتيجيّة تشرف على يبرود، وتقع بينها وبين مدينة النبك، وتكشفها بالكامل أمام القوات المهاجمة.

وقال ناشط ميداني مرافق لكتائب لمعارضة، لـ "لجديد" إنّ جيش النظام قام ليل أمس الأربعاء بمحاولة تسلل في منطقة القسطل لكن مقاتلي المعارضة أجبروه على التراجع. وأشارت صفحات المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى بدأ حالات النزوح من المنطقة. وترافقت عمليات القصف ومحاولات الاقتحام مع عزل المدينة عبر قطع شبكتي الكهرباء والاتصالات عنها.

وأعلن "المرصد السوري لحقوق الإنسان" عن سقوط ستة قتلى من مقاتلي المعارضة وأحد عشر قتيلاً من قوّات النظام. وكان ناشطون معارضون قد تحدّثوا عن سقوط ثمانية قتلى من قوّات النظام في كمين نصبه لهم مقاتلو المعارضة في منطقة مزارع ريما، فيما أشارت شبكة "سوريا " إلى أنّ الجيش الحر قد دمر دبابتين للنظام وأعطب ثالثة في منطقة مزارع ريما.

وتبدو معركة يبرود قاسيّة على قوّات النظام وعناصر "حزب الله"، وهي لن تكون بأي حال شبيهة بسيطرة النظام على مدينتي قارة والنبك الواقعتين على الطريق الدولي شمالي يبرود. ويرى مراقبون أن قسوة المعركة في يبرود لا تقتصر على الطبيعة الجغرافيّة للمنطقة واتساع الجبهات، وإنما، أيضاً، على المآلات الميدانيّة لمقاتلي الجيش الحر والكتائب الإسلاميّة. إذ سيُعتبر فشل القوّات المهاجمة نكسة حقيقيّة في معسكر النظام، فضلاً عن استنزاف قواه العسكريّة وانعكاس ذلك على المستوى السياسي. أما في حال نجاح النظام في السيطرة على يبرود ومحيطها فهذا يعني انتقال مقاتلي المنطقة الذين يقدّر عددهم بالآلاف إلى دمشق، الأمر الذي يهدّد باشتعال المواجهة في العاصمة ومحيطها، وهو آخر ما يتمناه النظام الذي سعى ويسعى جاهداً، وبوسائل وطرق مختلفة، إلى إبقائها تحت سيطرته. ومن المحتمل أن تنسحب قوّات المعارضة إلى الأراضي اللبنانيّة الأمر الذي سينعكس بصورة حادة على الوضع الأمني الهش في البلد، ويشكّل إحراجاً كبيراً لـ "حزب الله"، إن لم يتطور الأمر إلى مواجهة بين الحزب والكتائب المعارضة على الأراضي اللبنانية.