وليد خالدي: نهاية العالم ستبدأ من القدس

لندن

مروة حسان

avata
مروة حسان
13 مارس 2014
+ الخط -
في ذكرى مرور مائة عام على معاهدة "بلفور"، تقيم جامعة "SOAS " البريطانية سلسلة من المحاضرات عن تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأحداث المؤدية للمعاهدة. وألقى المؤرخ الفلسطيني وليد خالدي، الذي تم تقديمه بصفته "مؤسس الدراسة العلمية حول القضية الفلسطينية"، محاضرة تحت عنوان "100 عام منذ الحرب العالمية الأولى ومعاهدة بلفور".
حذّر فيها من أن نهاية العالم ستبدأ من القدس، مع استمرار تصاعد التعصب الديني على الجانبين، ومع استمرار الاحتلال والاستيطان وتشديد الخناق على القدس الشرقية والذي "سيؤدي إلى كارثة مروعة آجلاً أو عاجلاً".

وأعلن خالدي أنّ الحلّ الوحيد في القضية الفلسطينية هو حلّ الدولتين، وتحديداً بعدما أصبحت إسرائيل قوة عظمى، وبعدما أصبح ميزان القوة في صالحها وقد كان في صالح الفلسطينيين. كذلك وصف خطة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بعدم اللجوء إلى العنف بـ"الاستراتيجية"، ووصف رئيس الحكومة العبرية بنيامين نتنياهو بـ"أخطر رجل سياسي في العالم".

ورأى خالدي أن معاهدة "بلفور" هي "الوثيقة السياسية الأكثر تدميراً لمنطقة الشرق الأوسط في القرن العشرين"، ونتج منها حطام متزايد يستمر حتى يومنا هذا. كما وصف "الأزمة الفلسطينية" بكونها اختصاراً لنشأة وتطور وتداعيات الاستعمار الصهيوني لفلسطين والتي بدأت في بداية 1880 ومستمرة إلى هذه اللحظة.

وقدمت بريطانيا مباركتها للمشروع الصهيوني عن طريق المعاهدة في وقت كانت فيه السلطات الحاخامية في أنحاء العالم معادية للمشروع الصهيونية لرأيهم في المسيح، وكانت الطبقة البرجوازية اليهودية في أميركا وأوروبا تشعر بالخجل من الصهيونية ويخشون الاتهام بالولاء المزدوج. ويعتقد خالدي أن بريطانيا خُدِعت في تنفيذ الخطة الصهيونية بسبب كبريائها في وقت عانت فيه الإمبراطوريات المختلفة من الخراب، وكانت الولايات المتحدة في حالة انسحاب بعد الحرب العالمية الأولى، وكانت القوة البريطانية هي الأقوى في ذلك الوقت. وكانت المعادلة الناجحة لاكتساب الموافقة من الفرنسيين هي نظرية "تقسيم الغنائم".

ولأن إحدى النظريات القوية في اللعبة السياسية تنص على أنه "لا يمكن لأي كيانين سياسيين أن يبقيا متزامنين للأبد"، فقد قرر الزعيم البارز في الحركة الصهيونية، بن غوريون، "تغيير الخيل" والتخلي عن البريطانيين في سبيل التقرب إلى الأميركيين.  

أحداث 1948 أثارت الجدل أكثر من أي حدث آخر في القضية الفلسطينية، وأدّت إلى انطلاقة جديدة للخطة الصهيونية، خطة داليت، التي كتب عنها خالدي في عام 1961 قائلاً: "الخطة الرئيسية الآن هي الاحتلال بالقوة للمناطق العربية، داخل وخارج الأراضي الخاضعة للسيطرة الصهيونية، بهدف محو الطابع العربي منها. تستهدف الخطة كسر ظهر المقاومة الفلسطينية ومواجهة الأمم المتحدة وأميركا والدول العربية سياسياً وعسكرياً في أقصر وقت ممكن، مما أدى إلى ضربات كبيرة وقاسية ضد أماكن تمركز السكان العرب. وبسبب تدفق عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى الدول العربية المجاورة، أجبر الرأي العام الحكومات العربية غير الحاسمة إلى إرسال جيوشها لمواجهة إسرائيل".

أما عن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242، فقد وصفه خالدي بوثيقة بالغة في الأهمية، ولكنها لم تأت بكلمة "الفلسطينيون" نهائياً، ولم تحدد هوية "اللاجئين"، ولم تحدد موعد بداية الانسحاب أو الفترة الزمنية التي ينبغي فيها انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة.

كما وصف خالدي الصدام بين حركتي "فتح" و"حماس" بـ"الفضيحة"، لأن القضية الفلسطينية تحتاج إلى دعم الجانبين. كما قال إن الجانبين مخطئان بالدرجة نفسها، ولابد من الضغط على الجانبين بدون كلل من أجل المصالحة بينهما لأن ذلك يعدّ أولى خطوات تحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيل.

وتطرق خالدي لحركة BDS (مجتمع مدني فلسطيني يدعو إلى مقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل وفرض العقوبات عليها) متمنياً أن تنجح، ولكن عليها أولاً أن تتلقى دعم الصهاينة الليبراليين ويهود ما بعد الصهيونية. وعلى الحركة أن تتحرك في اتجاهين، أولهما هو إنهاء الاحتلال الصهيوني والثاني هو تنفيذ التعهد الذي اتخذته إسرائيل في 1948 لمواطنيها العرب.
(الفيديو كما ورد من المصدر)

ذات صلة

الصورة
بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من النصيرات في غزة، 9 يونيو 2024 (خميس الريفي/ فرانس برس)

منوعات

رفضت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الادعاءات "غير الواقعية" في الإعلانات الإسرائيلية التي تستهدفها على محرك البحث غوغل.
الصورة
مسيرة في رام الله تنديداً بمجزرة مخيم النصيرات، 8 يونيو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

خرج العشرات من الفلسطينيين في شوارع مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، مساء السبت، منددين بمجزرة النصيرات التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
الصورة
تظهر في الصورة قرية رأس جرابة البدوية 29 مايو، 2024 (فرانس برس)

سياسة

قررت السلطات الإسرائيلية تهجير أهالي قرية رأس جرابة، غير المعترف بها في النقب، بعد رفض المحكمة المركزية في بئر السبع التماساً تقدم به مركز عدالة الحقوقي.
الصورة
ليلي غرينبيرغ كول أول يهودية تستقيل من إدارة بايدن  (محمد البديوي / العربي الجديد)

سياسة

قالت ليلي غرينبيرغ كول التي قدّمت استقالتها من إدارة بايدن، لـ"العربي الجديد"، إن إدارتها لا ترغب بالاستماع لمن يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة.
المساهمون