هجمات باريس تُنعش "بيغيدا" الألمانية

هجمات باريس تُنعش "بيغيدا" الألمانية

12 يناير 2015
تظاهرة مناوئة لحركة بيغيدا السبت الماضي في مدينة دريسدن(Getty)
+ الخط -

لم يكن ينقص حركة "بيغيدا" الألمانيّة، والتي يختصر اسمها عبارة "أوروبيون وطنيون ضدّ أسلمة الغرب"، إلا اعتداءات باريس الأخيرة، حتّى تجد ذريعة، لتبرير خطابها المقيت وحملتها المناهضة لاستقبال المهاجرين، باعتبار أن السيناريو الذي تحذّر منه وتخشاه مرشّح للحصول في أي لحظة.
وفي حين سارع ناشطو الحركة، إلى التساؤل عما إذا كان ينبغي الانتظار حتى وقوع حادث مأساوي في ألمانيا، على غرار الهجوم الإرهابي على مقر الصحيفة الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو"، لم تتأخر الحركة في دعوة أنصارها إلى التظاهر، اليوم الإثنين، في مدينة درسدن، شرقي ألمانيا، حاملين "وشاحاً أسود دليل حداد على ضحايا الإرهاب في باريس".

ولا تجد الحركة اليمينيّة المتطرّفة والمعادية للإسلام، بيئة حاضنة في المدن الألمانيّة، حتى الآن، لكنّ استطلاعاً للرأي نشرته مؤسّسة "بيرتلسمان"، قبل أيام، يفيد بأنّ 40 في المائة من الألمان، يشعرون بأنّهم "أجانب" داخل بلدهم، فيما يشعر 57 في المائة بالخطر من الإسلام. وكان استطلاع نشرته مؤسّسة فورسا، مطلع الشهر الحالي، اظهر أنّ مواطناً من بين كل ثمانية في ألمانيا، مستعد للمشاركة في مسيرة مناهضة للإسلام، في حال تنظيمها في المدينة التي يقطن فيها، في وقت يرى فيه 29 في المائة من المستطلعين، أنّ الإسلام يؤثّر على نمط الحياة في ألمانيا ما يجعل تنظيم تظاهرات مماثلة مبرراً.

وانطلقت الحركة المتطرّفة في مدينة درسدن، الخريف الماضي، وهي تدأب على تنظيم تظاهرات لأنصارها كل يوم إثنين. وتمكّنت الإثنين الماضي من حشد نحو 18 ألف مشارك في تظاهرتها، وفق تقديرات الشرطة المحليّة، بعد أن شارك مئات فقط في تظاهراتها الأولى. لكنّ أهالي المدينة ذاتها، استبقوا تظاهرة الحركة المقررة اليوم، بعد رفع سقف خطابها العدائي إثر هجمات باريس، بالخروج في تظاهرة، يوم السبت الماضي، رفعوا فيها شعارات الانفتاح والتضامن الإنساني، تلبية لدعوة الحكومة المحليّة. وقدّرت الشرطة عدد المشاركين بخمسة وثلاثين ألفاً.

وتجد المستشارة الألمانيّة أنجيلا ميركل نفسها محرجة بين حلفائها وخصومها، لا سيّما مع مساندة خصمها اليميني "الحزب البديل من أجل ألمانيا" لشعارات الحركة. ولم يمنعها ذلك، في كلمة وجهتها مطلع العام الحالي، من دعوة الألمانيين لأن "يديروا ظهورهم لهذه الحركة وزعمائها"، واصفة إياهم "بعنصريين تملؤهم الكراهية". وجدّدت قبل أيام الإشارة إلى أنّ دعوتها "لا تزال سارية".

ويبدو أنّ المسؤولين الألمان يخشون تصاعد موجة تأييد "بيغيدا"، التي وجهوا إليها انتقادات قاسية، معتبرين أنّها تعكس صورة خاطئة عن بلادهم وقيم التسامح والتنوّع التي تقوم عليها. وكان عدد اللاجئين إلى ألمانيا وصل خلال عام 2014 إلى مئتي ألف مهاجر، وهو أربعة أضعاف ما كان عليه عام 2012، لتسجّل أعداد المهاجرين الوافدين إلى ألمانيا المستوى الأعلى في عشرين عاماً.

يُذكر أنّ الشرطة الألمانية، أعلنت أمس الأحد، أن صحيفة تصدر في مدينة هامبورغ شمالي البلاد، أعادت نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد، كانت صحيفة "شارلي إيبدو"، قد نشرتها في وقت سابق، استُهدفت فجراً بإلقاء عبوة حارقة، عبر النافذة، وأسفرت عن حريق سرعان ما تمّ إخماده.