هاشتاج وفيسبوك "خروج مقاتلي حمص" ..جدل أقل

هاشتاج وفيسبوك "خروج مقاتلي حمص" ..جدل أقل

11 مايو 2014
الساروت يقبّل الأرض قبل الرحيل (صورة تناقلها النشطاء)
+ الخط -
انطلق هاشتاغ "# أبطال_الحصار_الثورة_في_استمرار"، وولدت صفحات جديدة على الفيس بوك للتعليق على أخبار حمص، وخروج المقاتلين من أحيائها القديمة، وانطلق ناشطو الشبكة العنكبوتية بتغطية الاتفاقية منذ بدايتها، بالصور، والفيديوهات، والآراء، وبدا المقاتلون هنا منتصرون بصمودهم.

ومَن يجهد في تحليل ردود الفعل على هذا الحدث، يكتشف بأنها الأولى التي تخلو من أي خلافات في الرأي، بعيداً عن الانقسام وعن الانفعالات العاطفية، خاصة تلك التي ظهرت بعد سقوط بابا عمرو، والقصير، ويبرود، إذ كان الإحباط واليأس واضحاً آنذاك في التعليق والتعاطي مع تلك الأحداث على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما طغى التحليل المنطقي على تناول اتفاقية حمص، بل واعتبره الناشطين انتصاراً، وأخذوا بالتعامل معه بصفته اتفاقاً يضمن خروج 1600 مقاتل بسلاحهم، كونه الخيار الأصعب الذي لا بد منه، بعيداً عن الاتهامات والتخوين، وتحميل العبء للثوار.

وهذا ما يمكن قراءته في عيّنة من آراء الناشطين، إذ جاء في تغريدة للناشط، سامي رحال على تويتر: "أن يجتمع جيش النظام وإيران ومقاتلو حزب الله والجوع في معركة مع 1600 مقاتل حمصي ولا يستطيعون إخراجهم من حي قديم، فتلك هزيمة، بينما يخرج المقاتلون بسلاحهم وإرادتهم فذلك هو النصر".

وعبّر فادي زيدان على صفحته الشخصية على الفيس بوك قائلاً: "أبطال حمص القديمة.. نجاتكم من محرقة الحصار هو نصرنا، فالثورة تكمن في الأشخاص لا في المناطق"، واكتفى أنس كردي بالتعليق من خلال الفيسبوك على الموقف بجملتين: "شباب حمص .. لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها..".

الصور تغيّر الموقف

لم يدم التوازن في التحليل والموضوعية في التعاطي مع الحدث طويلاً لدى الناشطين، فما إن ظهرت الصور الأولى لخروج المقاتلين في الحافلات، وحجم الدمار في حمص القديمة، ومقاطع الفيديو التي بثّ فيها بعض المقاتلين رسائلهم للسوريين، حتى عاد التقييم العاطفي يملأ صفحات التواصل الاجتماعي، فما خرج من صور لحمص القديمة لا يذكّرسوى بدمار "غروزني" وحصار "سراييفو".

كما كانت الصور الأخيرة للمقاتلين، وهم يؤدون الصلاة أمام مسجد خالد ابن الوليد، والمقاتل الذي ركع ليقبّل تراب حمص قبل خروجه، والصورة لتلك العبارة التي كتبها أحد المقاتلين على جدار في حمص القديمة: "وإنْ خرجت.. اعلموا أني بذلتُ ما بوسعي"، من أكثر الصور التي استدرجت تعليقات الناشطين وتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، فكان أحد تلك التعليقات لسامر الحمصي عبر تويتر: "والله إن العين لتدمع والقلب ليخشع وإنّا على فراقك يا حمص لمحزونون"، وفي تعليق آخر لأحد الناشطين في صفحته الشخصية على فيسبوك: " تذكرني حمص في هذا اليوم، بيوم خروج الفدائيين من بيروت في العام 1982.. تذكّرتُ المبعدين بعد حصار كنيسة المهد..".

أيقونة المرحلة

بذل أطراف عدة من المعارضة جهوداً كبيرة في إتمام هذه العملية، وخصوصاً في جبهة حلب، ولكن النجم الأساسي الذي برز على مواقع التواصل الاجتماعي هو عبد الباسط الساروت، بطل هتافات الثورة في حمص، إذ تناقلت صوره مواقع التواصل الاجتماعي أثناء خروجه مع المحاصرين، وبدأت التعليقات من قبل الناشطين على الرسائل التي وجهها عبد الباسط عبر الفيديوهات وهو في الحافلة، وبعد وصوله إلى الريف الشمالي.

وأطلق ناشطون هاشتاج "#عبد الباسط الله يحميك"، وجاء في تعليق لماجد الآغا على فيس بوك: "من غبائهم ظنوا بأنهم ينقلون الحكاية كلها عنوة بباص أخضر إلى خارج حدود حمص، هم الذين لم يعرفوا يوماً بأنه أينما كان الساروت تكون حمص"، وعبّر الكاتب السوري، أيمن الحمصي، بتغريدة على تويتر عن حبه لهذا الشاب: "عبد الباسط.. إن هتافاً واحداً منك أثناء الحصار خير ممّا كتبه أدونيس وأنسي الحاج وجميع مثقفي سوريا".

خفّة ظل المرحلة الأخيرة

ليت الحِمْل كان بخفّة ظل أهالي حمص، فبعدما تم إخلاء حمص القديمة نهائياً من المقاتلين، ووصولهم إلى الريف الشمالي، بدأ يطغى حس الفكاهة على تعليقات الناشطين، وخصوصاً على صفحات الثورة الناطقة باسم حمص، خفة الظل تلك هي ما عُرف بها السوريون في التعليق على مأساتهم خلال الأعوام الثلاثة، إذ تحوّلت التعليقات من تحليل وتقييم ورثاء، إلى نكات وتهكّم على جيش النظام، وإبراز خفة الدم التي تحلّى بها المقاتلون بعد خروجهم.

وتداولت صفحات الفيس بوك طرفة المقاتل أبو عبدو، الذي صعد إلى حافلة النقل الداخلي الخضراء ووضع سلاحه إلى جانبه، وأخرج من جيبه ورقة عشر ليرات، وأعطاها للسائق، وقال له: "إلى الريف الشمالي معلّم"، وعندما أخبره السائق أن الأجرة أصبحت 50 ليرة، قال له أبو عبدو: "ليش كم لبثنا"؟ (في إشارة الى قصة أهل الكهف).

دلالات

المساهمون