هادي يشيد بإعادة صياغة الوحدة والحراك الجنوبي يتظاهر بعدن

هادي يشيد بإعادة صياغة الوحدة والحراك الجنوبي يتظاهر بعدن

21 مايو 2014
أنصار الحراك جددوا رفضهم لخيار التقسيم الفيدرالي (فرانس برس/Getty)
+ الخط -
شهدت مدينة عدن جنوبي اليمن، يوم الأربعاء، تظاهرة حاشدة لأنصار الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، في الذكرى العشرين لإعلان نائب الرئيس اليمني السابق، علي سالم البيض "فك ارتباط" جنوب اليمن عن شماله، في وقت أعلن فيه الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أن اليمن قطع شوطاً كبيراً باتجاه الخروج من أزمته السياسية. واعتبر أن أبرز مخرجات الحوار تتمثل في إنجاز صياغة حديثة ومعاصرة لمشروع الوحدة اليمنية.

تظاهرة الحراك
 

وردّد المشاركون في تظاهرة الحراك الجنوبي، الذين تجمعوا في مدينة المعلا، هتافات تؤكد على مطلب الانفصال، ورفض خيار التقسيم الفيدرالي. ورفعوا أعلام دولة الشطر الجنوبي في اليمن سابقاً، وصور البيض، ورئيس المجلس الأعلى للحراك حسن باعوم.

وقال باعوم، في حديث إلى المشاركين في الفعالية إن "هذا اليوم المليوني جاء بمثابة استكمال لتلك الرسالة العظيمة التي وجهها شعب الجنوب الأبي في مليونية المكلا التاريخية، والتي كانت بمثابة صفعة في وجه نظام الاحتلال"، في إشارة إلى التظاهرة التي شهدتها المكلا يوم 27 أبريل/نيسان التي أحياها الحراك بوصفها ذكرى إعلان الحرب على الجنوب في العام 1994، لاعادة فرض الوحدة بالقوة.

وبدأت الاحتجاجات في جنوبي اليمن منذ العام 2007، بمطالب حقوقية بإعادة المتقاعدين، ومعالجة آثار الحرب الأهلية 1994، لكنها تطورت إلى دعوات للانفصال نتيجة تجاهل النظام اليمني، إبان حكم علي عبد الله صالح لهذه المطالب. 

كذلك، فشل الحوار الوطني، الذي انعقد في عهد الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي، في تقديم حل للقضية الجنوبية، التي شكلت أحد محاوره الرئيسية، إذ قاطعت معظم فصائل الحراك الجنوبي مؤتمر الحوار الذي انعقد في صنعاء مارس/آذار2013 وحتى يناير/كانون الثاني 2014. وأقر الحوار الوطني الفيدرالية وتقسيم البلاد إلى 6 أقاليم بينها اقليمان في الجنوب وستة في الشمال. 

هادي: اليمن قطع شوطاً كبيراً للخروج من أزمته

وتزامنت فعالية الحراك الجنوبي في عدن مع احتفال اليمنيين بالعيد الـ24 لقيام الجمهورية اليمنية، بتوحد شطريه الجنوبي والشمالي في 22 مايو/أيار1990.

وبهذه المناسبة، ألقى الرئيس هادي، خطاباً، أكد فيه أن "أبرز قرارات مؤتمر الحوار الوطني كانت إعادة صياغة الوحدة اليمنية على أساس الدولة الاتحادية المكونة من 6 أقاليم".

وأوضح أن "بين احتفالنا بالعيد الوطني في مثل هذا اليوم من العام الماضي، وبين احتفالنا به اليوم، يمكننا القول إن اليمن قطع شوطاً كبيراً باتجاه الخروج من أزمته السياسية نحو مستقبل أفضل وذلك بعد نجاح مؤتمر الحوار".

واعتبر هادي أن "أبرز مخرجات الحوار تتمثل في إنجاز صياغة حديثة ومعاصرة لمشروع الوحدة اليمنية، على أساس اتحادي ديموقراطي، يضمن الحقوق المشروعة في العدالة والمساواة لكل أبناء اليمن، بعد معالجة السلبيات وإنصاف المظالم وجبر الضرر، بما يرسخ من عرى الوحدة الوطنية في النفوس ويجدد معانيها وقيمها".

وحول ما أنجز من مخرجات الحوار، قال هادي لقد "تم تشكيل لجنة تحديد الأقاليم، التي أنهت أعمالها بنجاح بإعادة صياغة الوضع الإداري إلى ستة أقاليم، تتوزع عليها المحافظات القائمة".

وأضاف "كما تم تشكيل لجنة صياغة الدستور الجديد، التي تعمل الآن بكل طاقتها لإنجاز مهامها في أسرع وقت ممكن، إضافة إلى تشكيل الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار التي ستعنى بالكثير من المهام الكبيرة خلال المرحلة القادمة".

وأشار إلى أن "اللجنة العليات للانتخابات تعمل للإعداد لعملية الاستفتاء على الدستور الجديد، الذي سينقلنا إلى مرحلة جديدة نمضي خلالها لبناء اليمن الاتحادي، والذي لن تستقيم دعائمه إلا بتكاتف جميع أبنائه وقواه السياسية النشطة".

ودعا هادي في خطابه "كافة القوى السياسية الوطنية لتوحيد موقفها إيثاراً لمصلحة الشعب والوطن، بمنأى عن أية اعتبارات وولاءات وانتماءات حزبية ومناطقية ومذهبية، أو أية اعتبارات ومصالح شخصية وآنية ضيقة بل وزائلة".

وطالب الذين "لم يشاركوا في الحوار الوطني للانخراط في المسيرة الوطنية الشاملة التي لا تقصي أو تستثني أحداً".

وتحدث هادي عن "الإرهاب والأضرار التي خلفها على البلاد، وعن العمليات الجارية ضد مسلحي تنظيم القاعدة في جنوبي البلاد". وتقدم بالشكر "للداعمين الإقليميين والدوليين وعلى رأسهم السعودية ومجلس الأمن".

وألمح إلى احتمال رفع الدعم عن المشتقات النفطية، قائلاً "إن واجبي يحتم علي مصارحتكم بالصعوبات الكبيرة التي تواجهها البلاد على الصعيد الاقتصادي خلال السنوات الماضية، والتي ازدادت حدة هذا العام، فالموازنة العامة للدولة تواجه عجزاً في الموارد المالية، وجزء كبير من هذه الموارد يذهب في دعم المشتقات النفطية".

في غضون ذلك، شهدت صنعاء، مسيرة مؤيدة للجيش والأمن ضد الإرهاب، ندد فيها المشاركون بالهجمات الإرهابية التي تستهدف الدولة وقواتها المسلحة.

واعتبر المشاركون في المسيرة، في بيان أصدروه، أن "قوة الدولة من قوة جيشها وأمنها، ﻷنهما صمام أمان الوطن واستقراره، وإضعافهما هو إضعاف للوطن وفقدان ﻷمنه وأمانه".

المساهمون