مواقف متباينة من تصريحات حشمت حول "المصالحة" في مصر

23 مارس 2014
+ الخط -

تباينت ردود أفعال النشطاء السياسيين إزاء تصريحات عضو شورى جماعة الإخوان المسلمين، جمال حشمت، الذي أعلن عن استعداد الجماعة وحزب "الحرية والعدالة" للتراجع خطوة إلى الوراء في سبيل توحيد الصف الثوري. ففي الوقت الذي وصف فيه نشطاء التصريحات بـ"البداية التي يمكن البناء عليها لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة والخروج من حالة الانسداد السياسي التي تعيشها البلاد منذ 3 يوليو/ (تموز) الماضي"، أبدى آخرون "عدم ثقتهم بوعود الجماعة"، حسب تعبيرهم.

وقال عضو حركة الاشتراكيين الثوريين، حاتم تليمة، في تصريحات خاصة لمراسل "العربي الجديد"، إن "تصريحات القيادي الإخواني خطوة جيدة وتصلح كبداية لتنسيق مشترك يجمع كافة القوى الثورية الإسلامية والليبرالية اليسارية لمواجهة الانقلاب العسكري، خاصة أننا نخوض معركة دفاع وليس هجوم مع السلطة القمعية الحالية".

ومضى تليمة قائلاً: "لكن نجاح جهود المصالحة يتوقف على تراجع "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، وفي القلب منه جماعة الإخوان، عن مطلب عودة الرئيس المعزول محمد مرسي"، وأضاف: "أرى أنهم بدأوا يتراجعون عنه بالفعل".

وأردف تليمة: "يجب أيضاً التوقف عن رفع الشعارات العصبوية مثل "الشعب يريد تطبيق شرع الله" وغيرها، والتركيز على الأرضية المشتركة ومحاولة استعادة حالة الاصطفاف الثوري والوطني التي كان عليها ميدان التحرير في 25 يناير 2011".

وفسّر التوقيت الذي جاءت فيه تصريحات حشمت قائلاً: "مضت 8 شهور منذ إزاحة العسكر لمرسي، ولم يترنح الانقلاب كما توقع التحالف ولم يتغيّر في المشهد شيء، بل تم تمرير التعديلات الدستورية في يناير/ (كانون الثاني) الماضي، والانتخابات الرئاسية على الأبواب".

وأضاف: "شيء محمود أن يراجع الجميع أخطاءهم، وعلى القوى الثورية أن تراجع نفسها أيضاً وأن تنبذ الفرقة، خاصة أن بعضها يعاني من الشطط. يجب أن يتحرك الجميع نحو المصالحة قبل قدوم الحكم العسكري بشكل قانوني مطبق وهو ما سيحدث حال فوز وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي في الانتخابات، وهو ما نتوقعه".

ويرى الناشط اليساري أن "حزبي التيار المصري ومصر القوية قد يلعبان دوراً كبيراً في هذا الشأن، لوجود قنوات مفتوحة بينهم وبين التحالف"، موضحاً أن "نجاح المصالحة قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المرتقبة يتوقف على الخطوات القادمة التي سيتخذها التحالف، وعلى صدق كافة القوى الثورية في السعي نحو توحيد صفوفها من جديد".

لا سبيل للمصالحة

فيما اختلف معه محمد كمال، عضو المكتب السياسي لحركة "شباب 6 إبريل" ـ جبهة أحمد ماهر، الذي قال: "لا سبيل للمصالحة مع الإخوان بأي شكل من الأشكال، هم فصيل موجود في الشارع ونحن أيضاً موجودون وعلى كل منّا أن يخدم الثورة بطريقته الخاصة".

وتابع، في تصريحات لمراسل "العربي الجديد": "نكث الإخوان بكافة عهودهم خلال السنوات الثلاث الأولى للثورة، ونخشى التنسيق معهم مرة أخرى"، مشيراً إلى أن "التحالف لم يصدر بياناً رسمياً يعلن فيه تأييده لما ورد في تصريحات حشمت".

وانتقد كمال ما وصفه بـ"تجاهل التحالف للمبادرة التي طرحتها الحركة قبل 25 يناير الماضي، والأمر نفسه ينطبق على الطرف الآخر في الصراع"، في إشارة منه إلى المؤسسة العسكرية، "وهو ما حدث مع مبادرة حسن نافعة".

دلالات
المساهمون