معركة الفلوجة تدخل أسبوعها الثالث: نحو حرب الشوارع

معركة الفلوجة تدخل أسبوعها الثالث: نحو حرب الشوارع

06 يونيو 2016
أهالي الفلوجة بين نارين (فرانس برس)
+ الخط -

دخلت معركة الفلوجة يومها الخامس عشر على التوالي، مسجلة واحدة من أسوأ المعارك التي خاضتها القوات العراقية والمليشيات منذ عامين، بسبب ارتفاع وتيرة الخسائر البشرية في صفوفهم، والأخطاء العسكرية والقصف العشوائي والانتهاكات التي نفذتها تلك القوات بحق المدنيين، بشكل ألبس المعركة ثوباً طائفياً، بعدما حظيت بتأييد شعبي كبير لتحرير المدينة من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).


وشهدت معارك يوم الاثنين اشتباكات عنيفة، وقصفاً متبادلاً بقذائف الهاون بين الطرفين، على محاور المدينة الأربعة، تخللتها عمليات انتحارية أوقعت العشرات من مليشيا "الحشد" والجيش بين قتيل وجريح.

وبدت المعارك، رغم حدتها، تقترب أكثر من السور الجنوبي والشمالي للفلوجة، وبشكل يعتبر سابقة منذ بدء المعارك، وهو ما قد يهيئ للانتقال إلى مرحلة حرب الشوارع في أحياء المدينة.

وتحولت المعارك أخيراً إلى رهان المطاولة واستنزاف واسعة، في الوقت الذي فشل فيه رئيس الوزراء، حيدر العبادي، في تحقيق وعده برفع علم بلاده فوق الفلوجة قبل شهر رمضان.

وقال ضابط في الجيش العراقي، إن ثلاث عربات مفخخة يقودها انتحاريون ضربت المحور الجنوبي، فيما ضربت رابعة القطعات شمال الفلوجة، قبل أن تتجدد المعارك مرة أخرى.

وبيّن أن مقاتلي "داعش" يتخذون مواقع جغرافية محصنة حول المدينة تمنحهم حرية التحرك والتخفيف من كثافة النيران الموجهة ضدهم، مرجحاً أن تكون مرحلة اقتحام المدينة هي الأصعب.

في هذه الأثناء، قال عضو الجمعية الإغاثية العراقية للنازحين، محمد عبد الله، لـ"العربي الجديد"، إن سكان الفلوجة رفضوا اليوم المغادرة وألغوا أي فكرة للهرب من المدينة بعد مشاهدتهم جرائم المليشيات من قتل وتعذيب واغتصاب بحق أقربائهم وجيرانهم وأبناء مدينتهم.

وبيّن أنه منذ صباح اليوم لم يخرج أحد من المدينة، و"لعل هذا ما تريده المليشيات لقتلهم بالصواريخ"، وفقا لقوله.

من جهته، دافع رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، عن جرائم مليشيات "الحشد الشعبي" في الفلوجة، مؤكداً في بيان أن بعض السياسيين يعمل على تشويه سمعة رجال الجيش و"الحشد الشعبي".

وكان رئيس "ائتلاف متحدون" ونائب رئيس الجمهورية السابق، أسامة النجيفي، قد أكد، في وقت سابق، تسجيل حالات خطف وإعدام جماعي، خلال عملية تحرير الفلوجة.

وأظهرت وسائل إعلام محلية شهادات لمواطنين، رووا فيها تعرض المدنيين الفارين من مناطق شرق الفلوجة إلى عمليات إعدام جماعي على يد عناصر مليشيا "الحشد".