معارك بمحيط الفلوجة والأمم المتحدة تطلب وقفها

معارك بمحيط الفلوجة والأمم المتحدة تطلب وقفها

13 مايو 2014
الجيش العراقي يفشل مجدداً باقتحام الفلوجة(أزهر شلال/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

فشل الجيش العراقي، لليوم الخامس على التوالي، باقتحام مدينة الفلوجة، بعد معارك عنيفة استمرت طيلة الليلة الماضية، وتركزت على المحور الشمالي الشرقي القريب من محطة قطار المدينة، وانتهت بفقدان الجيش مواقعة السابقة، وتراجعه نحو كيلومتر واحد تجنباً لقذائف الهاون، التي يطلقها المسلحون من داخل المدينة. في وقت أعربت فيه الأمم المتحدة عن قلقها من الأوضاع الانسانية في المدينة، وطلبت وقفاً فورياً للقتال وعودة العائلات إلى منازلها.

وقال المتحدث باسم قيادة عمليات الأنبار العسكرية، المقدم كاظم حسين، لـ "العربي الجديد"، إنّ "الجيش مدعوم بقوات "سوات" الخاصة، هاجم ثلاثة مراصد وأربعة تلال للمسلحين في محور منطقة السجر، شمال شرقي الفلوجة، ودارت اشتباكات عنيفة استمرت عدة ساعات، تمكنت خلالها قواتنا من إيقاع خسائر في صفوف المسلّحين، وتدمير مناطق تحصنهم وانسحبت من المكان".

وأضاف أنّ "طائرات مروحية استهدفت مواقع أخرى للمسلّحين جنوب وغرب المدينة، خلال اندلاع الاشتباكات على الأرض بين الطرفين".

من جهته، أعلن "المجلس العسكري لثوار العشائر"، في بيان، اليوم الثلاثاء، عن "صد محاولة اقتحام من قبل الجيش الحكومي، وتكبيده خسائر كبيرة".

وذكر البيان، الذي حصل "العربي الجديد"، على نسخة منه أن "قوة عسكرية كبيرة تابعة للجيش الحكومي، هاجمت المدينة في الساعة العاشرة من ليل أمس الإثنين، في محاولة للتقدم، مستخدمة كثافة نيران هائلة وقصف جوي، وتمكن الثوار من ايقاع خسائر كبيرة في صفوفها، واضطرارها للانسحاب بعد التحام دام أكثر من ست ساعات، استخدم فيه لأول مرّة صواريخ أرض ـ أرض محلية الصنع من قبل الثوار".

وأضاف البيان أنّ قوات الجيش العراقي، التي نفذت الهجوم، تكبدت خسائر كبيرة، إذ تم "تدمير 11 آلية بينها أربع دبّابات من طراز "T72" ودبابة واحدة من طراز "B1" أميركية الصنع، فضلاً عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 30 جندياً".

في المقابل، نفى قائد قوات الجيش في الأنبار، الفريق رشيدي فليح، وقوع خسائر كبيرة في صفوف الجيش، وقال إنّ "الهجوم حقق أهدافه ضمن خطة مرسومة لقوات الجيش مسبقاً".

وأشار فليح، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، الى أنّ "هذه المعركة ستحسم لصالح الجيش في النهاية، لدينا خطة محكمة نتبعها في ذلك"، وتحدث فليح عن وجود مقاتلين أجانب يشاركون في القتال إلى جانب مقاتلي المدينة.

وفي السياق، طالب زعيم حزب "الأمة العراقية"، مثال الألوسي، الحكومة بالشفافية فيما يخص معركة الفلوجة.

واعتبر في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "يتعيّن على الحكومة أنّ تعلن عن الموقف الحقيقي، بكل صدق، حول الفلوجة". مطالباً بالكشف عن خسائر الجيش والخسائر في صفوف المدنيين.

على صعيد متصل، دعت الأمم المتحدة إلى وضع حد للاقتتال في مدينة الفلوجة، وضمان عودة النازحين إليها، وقالت إنّ أهالي المحافظة عانوا طويلاً جراء أعمال العنف والإرهاب، ويتعيّن بذل جميع الجهود لضمان وضع حد للاقتتال، وعودة الناس إلى ديارهم.

ولفت الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، نيكولاي ملادينوف، في بيان، اليوم الثلاثاء، إلى أنّ "الأمم المتحدة تعبر عن قلقها البالغ إزاء الأوضاع الإنسانية في مدينة الفلوجة".

وأضاف أنّ "القتال مستمر منذ أربعة أيام، من دون أن تتمكن القوات الأمنية من اقتحام المدينة، وينبغي على تلك القوات ضمان توافق الحرب على الإرهاب مع التزامات العراق الدولية والدستورية تجاه حقوق الإنسان"

وتابع "أشعر بالقلق، بوجه خاص، حيال الآثار التي تخلفها أعمال العنف على المدنيين، والأوضاع المتدهورة في الفلوجة".

المساهمون