مصر: تجدد إضرابات العمال ونقاباتهم مشغولة باحتفال "السيسي"

تجددت الإضرابات العمالية في عدد من الشركات المصرية، احتجاجاً على تجاهل حكومة إبراهيم محلب الجديدة لمطالبهم بتحسين وضعهم المالي وصرف الأرباح المتأخرة، وفي المقابل واصل الاتحاد العام لنقابات عمال مصر (الرسمي)، استعداداته لاحتفالية بمناسبة فوز عبد الفتاح السيسي بالرئاسة.

وبدأ اليوم السبت، المئات من عمال شركة الحديد والصلب اعتصاما مفتوحا أمام مقر إدارة الشركة، للمطالبة بصرف نصف شهر منحة دخول شهر رمضان المبارك ونصف شهر آخر كسلفة من الراتب، والتي اعتادت إدارة الشركة صرفها كل عام، وامتنعت عن صرفها هذا العام.

وطالب العمال أيضا بصرف باقي نسبة العمال البالغ قيمتها ثلاثة أشهر من أرباح العام المالي 2013، والتي أقرتها الجمعية العمومية للشركة، ووعدت الحكومة بصرفها في شهر يونيو/حزبران الجاري حسب الاتفاق الذي وقعه عمال الشركة مع اثنين من وزراء حكومة حازم الببلاوي في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.

مسيرة "الحديد والصلب"

وبدأ اعتصام عمال "الحديد والصلب" مع خروج الوردية الليلية من العاملين بقطاع الصلب الذين تحركوا في مسيرة ضخمة في أنحاء الشركة ليتجمع حولهم باقي عمال القطاعات الأخرى من عمال الوردية الليلية، ليستقر العمال أمام مبنى إدارة الشركة.

ووزع العمال بياناً جاء فيه: "بعد صبر دام لأكثر من سبعة أشهر منذ اعتصامنا السابق أواخر شهر نوفمبر/تشيرن الثاني الماضي، في انتظار وفاء الحكومة بوعودها تجاه عمال الحديد والصلب، والتي كان على رأسها إقالة رئيس مجلس الإدارة، حسب الاتفاق الذي وقعه معنا اثنان من الوزراء في 12 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وضخ استثمارات جديدة للنهوض بالشركة والتحقيق في ملفات الفساد، ولكن ها هي النوايا الحقيقية تتضح برفض صرف باقي نسبة الأرباح (الثلاثة أشهر)، والتي كان مقررا صرفها في شهر يونيو/حزيران الجاري."

وطالبت دار الخدمات النقابية والعمالية (غير رسمية)، المسؤولين بالوفاء بما تم الاتفاق عليه مع عمال الشركة، والذي على أثره قام العمال بفض اعتصامهم الذي استمر سبعة عشر يوما فى ديسمبر/كانون الأول الماضي، كما طالبت جميع القوى بسرعة التضامن مع مطالب عمال الشركة المشروعة.

وفي المقابل اتهم رئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الهندسية والكهربائية، خالد الفقي، دار الخدمات النقابية، بمحاولة تعطيل العمل في شركة الحديد والصلب.

وأكد، أن العمل يسير بشكل جيد داخل الشركة ولا يوجد هناك أي تعطيل، وأشار إلى أن هناك ما يقرب من 50 عاملاً ينتمون لدار الخدمات النقابية والعمالية، هم فقط من شاركوا في هذا الاعتصام وهدفهم تعطيل العمل.

ولفت الفقي، إلى أن الشركة لم تعلن نيتها عدم الوفاء بهذا الوعد وهو صرف نصف شهر منحة، إلا أنه سيتم أولا صرف رواتب شهر يونيو/حزيران، وبعدها سيتم تحديد موعد صرف هذه المنحة.

عمال الكوك والسكر

وأعلن عمال شركة الكوك للفحم، معاودة الاعتصام بمقر الشركة صباح غد الأحد، بعد ان تجاهلت الإدارة مطالبهم، بصرف حافز شهر رمضان، ومكافأة شهر لكل عامل، وسلفة أرباح عيد الفطر.

وكانت احتجاجات العمال البالغ عددهم نحو ٢٥٠٠ عامل، قد شقت طريقها خلال الأسبوع الماضي، رافعة مطالب اجتماعية واقتصادية، تهدف لتحسين أوضاعهم المعيشية، في ظل استمرار موجة الغلاء وارتفاع الأسعار.

وهدد عمال شركة السكر بمحافظة الفيوم (جنوب القاهرة)، البالغ عددهم نحو ٧٠٠ عامل، بمعاودة الإضراب إذا لم يتم تفيذ وعود الإدارة بصرف الحقوق المالية قبل حلول شهر رمضان.

ونظم العمال إضراباً عن العمل الثلاثاء الماضي، بعد تخفيض نسبة أرباحهم السنوية، على الرغم من زيادة إنتاجية الشركة.

وتدخل مدير أمن الفيوم لإنهاء الإضراب نهاية الأسبوع الماضي، بعد وعود بالتدخل لحل المشكلة.

احتفالية الاتحاد

يأتي هذا في الوقت الذي لا يزال يحتفل فيه الاتحاد العام لنقابات عمال مصر "الرسمي" بتنصيب عبد الفتاح السيسي، رئيسا لمصر، حيث وجه الاتحاد دعوة لرؤساء الاتحادات العمالية بالدول العربية لحضور احتفالية بعنوان "ترحيب عمالي بفوز السيسي"، التي ستعقد خلال الأيام المقبلة، وتناقش القضايا والأحداث على الساحة العربية وأثرها على العمال العرب وقضايا التنمية الشاملة.

ومن المنتظر مشاركة أمين عام الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، رجب معتوق، ورؤساء الاتحادات العمالية بالدول العربية من بينها الكويت والبحرين، في مائدة الحوار.