مصر: الطلبة يقودون تظاهرات حاشدة ضد الانقلاب

21 فبراير 2014
+ الخط -

قاد "طلاب ضد الانقلاب" الحركة الطلابية، اليوم، في إحياء ذكرى يوم الطالب العالمي، عبر انطلاقهم في عدة مسيرات حاشدة شارك فيها الآلاف من الطلاب، وسط تجاوب كبير من الأهالي وأنصار دعم الشرعية في مختلف محافظات مصر.

ونظمت حركة "طلاب ضد الانقلاب" مسيرة حاشدة في مدينة 6 أكتوبر بالقاهرة عقب صلاة الجمعة اليوم، إحياء لذكرى يوم الطالب العالمي، وتنديدا بحكم العسكر، والمطالبة بالإفراج عن الطلاب المعتقلين.

وبحسب المشاركين في المسيرة، فإن الهدف منها بعث رسالة إلى السلطة العسكرية الحاكمة بأن روح الثورة لا تزال قائمة وأن صمود الطلاب لم ينكسر.

وخرجت تظاهرات الطلاب بالمئات من مسجد عماد راغب بمدينة 6 أكتوبر، وطافت الشوارع الجانبية، والمناطق السكنية، فانضم لها عدد كبير من الأهالي والمواطنين المناهضين للانقلاب العسكري.

وردد المشاركون هتافات تندد بالانقلاب العسكري واعتقال الطلاب ومن بينهم فتيات الأزهر وطالبات المنصورة، ورفعوا الأعلام المصرية ولافتات حركة "طلاب ضد الانقلاب"، فضلا عن صور العشرات من المعتقلين والشهداء، والتلويح بعلامة رابعة كرمز للصمود.

وقرر الطلاب إنهاء المسيرة على معاودة الخروج مرة أخرى في مسيرات مساء اليوم، تجنبا لحدوث اشتباكات مع قوات الأمن، خاصة بعدما أحرق بعضهم سيارة للشرطة دون وقوع إصابات.

هذا وفضت قوات الأمن المصرية منذ قليل تظاهرات نظمها تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب عقب خروجها منذ مسجد الحصري بعدما أطلقت عليها قنابل الغاز المسيل للدموع والخرطوش بشكل مكثف.

أحد المشاركين في مسيرة مسجد الحصري، قال لـ"العربي الجديد": إن قوات الأمن المركزي مدعمة بالمدرعات وسيارات الغاز، قامت بإلقاء القبض على المصلين لدى خروجهم من المسجد عقب صلاة الجمعة.

وأضاف أنها اعتقلت العشرات منهم، لكن الأعداد الكثيفة للمتظاهرين تمكنت من صد تلك القوات وتشكيل التظاهرات أمام المسجد، بعدها فوجئ المتظاهرون بقوات دعم إضافية تعزز من قدرات الداخلية تطلق الأعيرة النارية والخرطوش واعتقلت متظاهرين وتمكنت من تفكيك المسيرة.

كذلك، احتشد بضعة آلاف من الرافضين لسلطة الانقلاب العسكري بميدان النعام بعين شمس (شرق القاهرة)، بعدما تجمعت عدة مسيرات انطلقت بمناطق بأحياء عين شمس والمطرية وشبرا الخيمة. وطالب المشاركون في المسيرة بإسقاط الانقلاب العسكري، وردد المشاركون بها هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام، يسقط حكم العسكر، الانقلاب هو الإرهاب، والداخلية بلطجية".

ورصد "العربي الجديد" مشاركة شبابية ونسائية كبيرة، وردد عدد من الأطفال الهتافات عبر مكبرات الصوت، إضافة إلى تواجد ملحوظ لحركة "طلاب ضد الانقلاب"، والتي رفع عدد من أعضائها "البانر" الرسمي الخاص بالحركة.

وفي حلوان، انطلقت 7 مسيرات بمشاركة الآلاف من المتظاهرين المناهضين للانقلاب العسكري. وردد المتظاهرون هتافات معادية لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ووزارة الداخلية، منها: "قاتل يا سيسي، خاين يا سيسي" و"الداخلية بلطجية"، و"يسقط يسقط حكم العسكر".

وقال المتحدث باسم حركة طلاب ضد الإنقلاب في جامعة حلوان، إبراهيم جمال، إن قوات أمن الداخلية أطلقت قنابل الغاز وطلقات الخرطوش على مسيرة للطلاب في شارع المنصور بحلوان، وتمكنت من إصابة عدد من الطلاب المشاركين.

وأضاف جمال لـ"العربي الجديد" أن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز بشكل مكثف وعشوائي، حتى مداخل العمارات والمحال التجارية، ما أصاب كثير من المتواجدين في شارع منصور بحالات الاختناق. وتابع: "أطلقت الشرطة الرصاص الحي تجاه المتظاهرين، وسقط عدد من الطلاب جرحى ومصابين بالإختناق بسبب الغاز"، فيما لم يعلن حتى الآن عن وجود معتقلين بين صفوف الطلاب.

وفي الفيوم، انطلقت مسيرة حاشدة من أهالي محافظة الفيوم، ملتحمين مع المسيرات الشبابية والطلابية التي خرجت عقب صلاة الجمعة. ووقعت اشتباكات طفيفة بين المتظاهرين والأهالي والبلطجية، تبادل خلالها الطرفان الرشق بالطوب والحجارة والألعاب النارية، وتدخلت على إثرها قوات الأمن وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، وتفرق على إثرها المتظاهرين بالشوارع الجانبية.

وفي الاسكندرية، اعتدت قوات الأمن المصرية على مسيرة رافضة للانقلاب العسكري بمنطقة سيدي بشر، وذلك بإطلاق قنابل الغار المسيل للدموع وطلقات الخرطوش، وادّعى بعض المتظاهرين إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي، ما أدى إلى إصابة العديد من المتظاهرين، واختناق عدد كبير منهم، فضلا عن اعتقال 5 على الأقل من المتظاهرين إثر الاعتداء على المسيرة.

وكانت مسيرة من المئات الرافضين لسلطة الانقلاب العسكري، قد خرجت بعد صلاة الجمعة من مسجد هدى الإسلام، مطالبين بعودة الرئيس محمد مرسي إلى الحكم، والإفراج عن كافة المعتقلين، مرددين هتافات "مهما هتقتل فينا يا سيسي.. بردو هيرجع مرسي رئيسي"، و"تقتل واحد تقتل ميه.. مش هنسبها للبلطجية"، و"أيوة بقلها وبصوت عالي.. يسقط يسقط حكم الآلي"، في إشارة لوزير الدفاع وقائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي.

وشهدت محافظة السويس اشتباكات عنيفة بالقرب من ميدان الأربعين، بعد اعتراض قوات الأمن وعدد ممن يدّعون في مصر بـ"المواطنين الشرفاء"، مسيرة رافضة للانقلاب، وتبادل الطرفان إلقاء الحجارة وقطع الزجاج وزجاجات المولوتوف.

وسادت حالة من الكر والفر في الشوارع الجانبية المحيطة بميدان الأربعين، بعد تدخل قوات الأمن في تفريق المسيرة المناهضة للانقلاب، ما أدى لسقوط بعض المصابين، من جراء الاشتباكات وإلقاء الأمن بقنابل مسيلة للدموع وطلقات خرطوش، وذلك بحسب شهود عيان.

وأصدرت الصفحة الرسمية لـ"طلاب ضد الانقلاب" بيانا انتقدت فيه الاعتداءات المتوالية على المسيرات الطلابية، جاء فيه "ميادين مصر الآن تشهد أن الطلاب هم أصحاب الكلمة والقرار"، و"ورسالة إلى قوات الانقلاب لا تظنوا اليوم انتهى ففعالياتنا ستتكرر على مدار اليوم، والقمع لن يجدي فعزيمة الشباب أقوى من رصاصكم".

ولأول مرة تغيبت باقي الحركات الطلابية عن المشهد، وقال عضو "الاشتراكيون الثوريون" بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجية محمد مكاوي: "إن تأجيل الدراسة لم يسمح للطلاب بإحياء ذكرى مذبحة كوبري عباس"، قائلا "الجامعة مكاننا في التظاهر وليس الشارع"، مشيرا إلى الحركة عبرت عن انتقادها في بيان لتأجيل الدراسة وعقد بروتوكولات مع وزارة الداخلية لتأمين الجامعة، وقانون الفصل النهائي للطلاب.

وحول تنظيم بعض الطلاب غير المنتمين لأي تيارات سياسية سلسلة بشرية الخميس الماضي تحت اسم "طالب تغيير" على كوبري عباس، قال مكاوي: "هذه حركات فردية محدودة غير مؤثرة، وننتظر بدء الفصل الدراسي الثاني للدعوة إلى الإفراج عن المعتقلين".

المساهمون