مشاهد من حرب أولي الحزم

تأبط أولو الحزم من العرب الكريهة لليمن بغية رد المظالم. سبعون عاما إلا ثلاثة، من النكبة إلى النكسة إلى حروب غزة، لم يظهر الحزم ولا العزم، إلا حين رفعت رماح الحوثيين تريد السلطة، للرياض الحق في الذود عن حماها، لكن أليست فلسطين تستحق من العرب بعضا من هذه الفزعة؟
هذا بعض من تحرك العرب، جاء أسرع من عمليات الناتو حين اندفع معمر القذافي نحو أجدابيا. الرد السعودي ومن ورائه تحالف العشرة جاء مفاجئا لكثيرين. أرادت السعودية الدفاع عن مصالحها باسم الشرعية المغتصبة في اليمن، بل هو خوف من تمكن إيران من الخاصرة الجنوبية للخليج، والتحكم في منافذ البحر الأحمر، هي رسالة لإيران، قبل أن تكون لليمن الداخل وأبنائه المتصارعين.
بعض الدول تتهافت لدخول التحالف، يرغبون في بعض العطاء، فها هو عبد الفتاح السيسي ينقلب على تقاربه مع طهران ويهرول نحو اليمن إرضاء للمانحين، على الرغم من أن تقارير تحدثت عن لقاء بين الحوثيين ومسؤولين مصريين، وعلى الرغم من أن إيران كانت من المرحبين بانقلاب مصر وثورة يونيو، نكاية في "الإخوان المسلمين". انتهى العهد وردت قناة الميادين على انقلاب السيسي، ونزعت عنه رداء الناصرية، هو أشبه بالسادات. وكما هرول السيسي، ركض الرئيس السوداني عمر البشير، وعرض خدمات قواته البرية والبحرية، وأغلق مكاتب ومراكز طهران في السودان.
حرب بلا ضحايا، هكذا يخبرنا الإعلام الخليجي. ضربات التحالف فاقت ضربات الناتو وأميركا من حيث الدقة، فلا قتيل ولا جريح من أهل المدن.