محكومون بالإعدام في صحراء

محكومون بالإعدام في صحراء

02 مايو 2020
خوان ميرو/ إسبانيا
+ الخط -

النمور التي حاولت قطف النجوم


النمور التي حاولت قطف النجوم؛ تحوّلت إلى قطع قُطنٍ؛ والقُطن صار طيورًا صعدت إلى السماء.

امرأتان ترتديان ثوب الحداد واقفتان على شاطئ البحر. كلاهما تنتظر سندبادها. تقصُّ الأولى قصّة رحيله في الليل؛ والأخرى رحيله في الموسيقى.

وأنا على شطِّ النهر رأيتُ أحدهم طافيًا تجري به المياه. فتح عينيه وقال لي أنا حيٌّ. فأغمض عينيه وغاب.

دبّابةٌ معطّلة منذ حرب. طفلٌ صعد عليها وهاجم المدينة وسوّاها بالتراب.

فناء ضيِّقٌ. حوضٌ قديم. باب مضيف خشبي مرصَّع بالفيروز والزجاج أخضر. امرأة تصرخ على رجال العائلة: "أنتم مجانين"؛ الصمت يعمُّ الرجال والمكان؛ وتغيب المرأة عبر الباب الخشبي.

وقف فوق الأرض وبدأ يدور. فتاةٌ صغيرةٌ تسأله عن معنى كلمةٍ ما. هناك امرأتان واقفتان تنظران إليهما. قالت له الفتاة سأدفع لك ثمن الكلمة. قال لها وهو دائرٌ فوق الأرض: "أنا الصورة والذاكرة".

ثمّة محكومون بالإعدام في صحراء؛ وأمامهم مسلّحون يكادون يطلقون النار عليهم. فجأةً، أخذ المحكومون يرمونهم بالحجر.

كانت على عتبة الباب امرأة - جسدُها الماءُ متجمِّدًا - تتحدّث إلى واحدة من نساء الجيران عن ناس غاضبة منهم؛ بغُمّةٍ ومرار.

كان هناك أستاذٌ في "الزن". بعد أن ودَّع تلاميذه على شاطئ البحر؛ قال لهم: " لم يكن ما علمتكم زِنًّاً" ابتسم لهم وغاب في الضباب.


■ ■ ■


أطارد الفراشات الزرقاء

- هذه الطاولة منذ متى هنا؟
- العقارب هجمت على المدينة

- من بإمكانه فهم هذه القطعات؟
- المطر سيركبُ قطارًا ويأتي

- جالسٌ في عتبة الباب
أطارد الفراشات الزرقاء
- أجل؛ السماء سَمُّ الخياط

الفناجين فارغةٌ
والمسيح عبَر الماءَ
بالقارب المثقوب

هذه الطاولة لها أقدامُ أبقارٍ
والتين الجاف ينزف

المنشفة على الحبل
والشمس تتأرجح
بين سدرتين

جاء الحادي
وأخذ معه الجِمال الحجرية
التي في الرفّ

فتحتُ ظرف الرسالة
صباح اليوم
ووجدتُ ساعي البريد
نائمًا فيه.

جالسٌ على الكنبة
أطير مع سحابة
إلى البنفسج.

ليلة أمس
نام على تويجٍ صغير.

أطير على جناح ذبابة
إلى عين الملكوت.

حان الوقت
أن تأكلني أفعى.


* شاعر من الأهواز

المساهمون